العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

جلالة الملك والمعاني الوطنية الكبرى

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تفضل‭ ‬بتوجيه‭ ‬كلمة‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭. ‬كما‭ ‬تفضل‭ ‬جلالته‭ ‬بتوجيه‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬مطولا‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬الكلمتين‭ ‬وما‭ ‬تضمنتاه‭ ‬من‭ ‬معان‭ ‬وطنية‭ ‬كبرى‭.‬

بدايةً‭ ‬كان‭ ‬جلالته‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬والعرفان‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ودوره‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭. ‬جلالته‭ ‬اعتبر،‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬تام‭ ‬بالطبع،‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬أوجد‭ ‬قاعدة‭ ‬عظيمة‭ ‬وعميقة‭ ‬من‭ ‬التراحم‭ ‬والتآخي‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وأن‭ ‬جلالته‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬نهجه‭ ‬ويستلهم‭ ‬أفكاره‭ ‬ومبادئه‭.‬

هذا‭ ‬ليس‭ ‬وفاءً‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للراحل‭ ‬الكبير‭ ‬الأمير‭ ‬عيسى‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬اعتزاز‭ ‬بتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وبما‭ ‬بذله‭ ‬كل‭ ‬الرواد‭ ‬الأوائل‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نهضة‭ ‬البلاد‭ ‬وتقدمها‭. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬بأن‭ ‬مواصلة‭ ‬أداء‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬هي‭ ‬أمانة‭ ‬بعنق‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬جيلا‭ ‬وراء‭ ‬جيل‭.‬

وفي‭ ‬مناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لم‭ ‬يشأ‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ويتفاخر‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬للبحرين،‭ ‬وإنما‭ ‬فضَّل‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬عهدًا‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬وأمام‭ ‬الشعب‭. ‬أما‭ ‬العهد‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬جلالته‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬البحرين‭ ‬دوما‭ ‬نموذجا‭ ‬للتحضر‭ ‬والتقدم‭ ‬وأن‭ ‬تتواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬بكل‭ ‬القوة‭ ‬والعزم‭. ‬جلالته‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬نذر‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭.‬

بهذا‭ ‬العهد‭ ‬والوعد‭ ‬الذي‭ ‬قطعه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬فإنه‭ ‬يقدم‭ ‬نموذجا‭ ‬لزعيم‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يهمه‭ ‬إلا‭ ‬تقدم‭ ‬بلاده‭ ‬وشعبه‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬عهدنا‭ ‬بجلالته‭ ‬دوما‭.‬

وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬كان‭ ‬حريصا‭ ‬أشد‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بشعب‭ ‬البحرين‭ ‬ومواقفه‭ ‬الوطنية‭ ‬المشهودة،‭ ‬وبالأخص‭ ‬الإجماع‭ ‬الشعبي‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وما‭ ‬جسده‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ولاء‭ ‬للقيادة‭ ‬والتفاف‭ ‬حولها‭.‬

جلالته‭ ‬يوجه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬رسالة‭ ‬تقدير‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين،‭ ‬وإنما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬اعتقاد‭ ‬راسخ‭ ‬بأنه‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬الأزمات‭ ‬وأن‭ ‬تحقق‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬ونهضة‭ ‬لولا‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬المشهودة‭ ‬للشعب‭.‬

وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬كان‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الثقة‭ ‬المطلقة‭ ‬والإيمان‭ ‬الكامل‭ ‬بقدرة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات،‭ ‬ومواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والنهضة‭ ‬وتحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬ورفعة‭.‬

جلالته‭ ‬أكد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬وإنما‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬مقومات‭ ‬وأسس‭ ‬راسخة‭. ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬أبناؤنا‭ ‬وشبابنا‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬وقادرين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يضعوا‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الريادة‭. ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الأسس‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الدستورية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬راسخة‭ ‬وتمارس‭ ‬دورها‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭. ‬وإجمالا‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬أوجدت‭ ‬كل‭ ‬الآليات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬ما‭ ‬نصبو‭ ‬إليه‭.‬

وكم‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حكيما‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬امتنانه‭ ‬لكل‭ ‬الآراء‭ ‬والنصائح‭ ‬التي‭ ‬تُقدم‭ ‬لجلالته،‭ ‬وتأكيده‭ ‬أن‭ ‬تقديره‭ ‬الكبير‭ ‬لما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬التناصح‭ ‬وسماع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‮»‬‭. ‬هذه‭ ‬رسالة‭ ‬وطنية‭ ‬كبرى‭ ‬بأن‭ ‬الكل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬مستقبل‭ ‬الوطن‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭ ‬نتطلع‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬آمال‭.‬

حين‭ ‬نتأمل‭ ‬هذ‭ ‬المعاني‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬كلمتا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية‭ ‬التاريخية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نفتخر‭ ‬ونعتز‭ ‬بملكنا‭ ‬برؤيته‭ ‬الوطنية‭ ‬وآماله‭ ‬وتطلعاته‭ ‬لمستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬الأجمل‭ ‬والأفضل‭.‬

مع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬برؤيته‭ ‬وفلسفته،‭ ‬فإننا‭ ‬شديدو‭ ‬الثقة‭ ‬والإيمان،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالته،‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬ستبقى‭ ‬مرفوعة‭ ‬الرأس‭ ‬والشموخ‮»‬،‭ ‬وبأن‭ ‬‮«‬انطلاقة‭ ‬البحرين‭ ‬ستظل‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‮»‬،‭ ‬وبأنها‭ ‬ستبقى‭ ‬‮«‬مملكة‭ ‬حامية‭ ‬للحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬وواحة‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬ومنارة‭ ‬مشعة‭ ‬بالتسامح‭ ‬والانفتاح‭ ‬الحضاري‮»‬‭.‬

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا