العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

الاستثمار الرياضي

 

}‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬2023‭ ‬التي‭ ‬مثّلت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الجادة‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة؛‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ (‬الاستثمار‭ ‬الرياضي‭) ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬نوقشت‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬الريجنسي؛‭ ‬وبما‭ ‬ان‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬ألّا‭ ‬تُترك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تفعيل،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬الندوة‭ ‬ان‭ ‬نذكر‭ ‬بواحد‭ ‬من‭ ‬بنودها‭ ‬هو‭ (‬الاستثمار‭ ‬الرياضي‭).‬

 

}‭ ‬وأنا‭ ‬هنا‭ ‬أفتح‭ ‬ملف‭ (‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬اللاعبين‭) ‬باعتبار‭ ‬ان‭ ‬المعنى‭ ‬للكلمة‭ (‬فضفاض‭) ‬ويأخذ‭ ‬ابعادا‭ ‬عدة‭ ‬وكلها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الرياضة؛‭ ‬وطالما‭ (‬شخصيّا‭) ‬فتحت‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬ومنه‭ ‬ما‭ ‬عرضته‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬لناحية‭ ‬تخصيص‭ ‬الأندية‭ ‬المنتجة‭ ‬للاعبين؛‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أندية‭ ‬فاتحة‭ ‬أذرعها‭ ‬فقط‭ ‬لاستقطاب‭ ‬ما‭ ‬تنتجه‭ ‬اندية‭ ‬أخرى،‭ ‬و‭(‬بثمن‭ ‬بخس‭) ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬الشيء‭ ‬اليسير‭ ‬مما‭ (‬تُولّده‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬تخريج‭ ‬اللاعبين‭ ‬الموهوبين‭ ‬وبإمكاناتها‭ ‬المتواضعة‭.‬

 

}‭ ‬مُشكلة‭ ‬بعض‭ ‬الاندية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬البطولات‭ ‬في‭ ‬فئة‭ (‬الكبار‭)‬؛‭ ‬لها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحيل‭ ‬التي‭ ‬تتلاعب‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ (‬المنتجة‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬فالإغراء‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬ظهر‭ ‬هذه‭ ‬الاندية؛‭ ‬لكي‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الأخيرة‭ ‬عبر‭ ‬اللاعبين‭ ‬انفسهم‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لأي‭ ‬أخلاقيات‭ ‬ادبية؛‭ ‬ولذا‭ ‬الأندية‭ ‬المسكينة‭ ‬تدفع‭ ‬ثمن‭ ‬هذا‭ ‬الضغط،‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬الضوابط‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الرعاية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُسهل‭ ‬لها‭ ‬المرور‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬ثقب‭ (‬الإبرة‭)!‬

 

}‭ ‬وهذا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الجماعية‭ ‬تحديدا،‭ ‬وأيضا‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬الطاولة؛‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬اندية‭ ‬ضحية‭ ‬لانتقال‭ ‬أفضل‭ (‬مخرجاتها‭)‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لحقوقها‭ ‬التي‭ ‬تدعمها‭ ‬المقررات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتتغاضى‭ ‬عنها‭ ‬مثيلتها‭ ‬المحلية؛‭ ‬لعدم‭ ‬رغبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الاخيرة‭ ‬عن‭ ‬وجع‭ ‬الرأس،‭ ‬أو‭ ‬حبا‭ ‬في‭ ‬مجاملة‭ ‬اندية‭ ‬على‭ ‬اخرى،‭ ‬وتستفيد‭ ‬من‭ ‬عامل‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليه،‭ ‬فتذهب‭ ‬حقوق‭ ‬الرعاية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬ما‭ ‬كلفها‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬وجهد‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتطوير‭.‬

 

} ولذا‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬ان‭ ‬يدفع‭ ‬نادي‭ ‬دار‭ ‬كليب‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الثمن‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬العربية‭ ‬الاخيرة؛‭ ‬بذهابه‭ ‬إلى‭ ‬أدوار‭ ‬الترضية،‭ ‬وهذا‭ ‬نتيجة‭ ‬لعدم‭ ‬استفادته‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬أنتجهم،‭ ‬بل‭ ‬استفادت‭ ‬منهم‭ ‬الاندية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليهم‭ ‬بثمن‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬لحق‭ ‬الرعاية‭ ‬الحقيقي؛‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬استثماره‭ ‬فيهم‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬إنتاجيته‭ ‬لتمكن‭ ‬من‭ ‬اضافة‭ ‬لاعبين‭ ‬محترفين‭ ‬حقق‭ ‬بهم‭ ‬فارقا‭ ‬نوعيّا،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬البطولة‭ ‬افتقدت‭ ‬مشاركة‭ ‬اندية‭ ‬قوية‭!‬

 

}‭ ‬لذا‭ ‬أعود‭ ‬لأطرق‭ ‬باب‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة‭ ‬لكي‭ ‬تناقش‭ ‬مخرجات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الرياضي‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬جهود‭ ‬الأندية‭ ‬المنتجة‭ ‬للاعبين،‭ ‬وبالذات‭ ‬ان‭ ‬الاستثمار‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬اللاعبين‭ ‬هو‭ ‬الظاهرة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تُمكنهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تُعوض‭ ‬انتاجيتهم،‭ ‬وحيث‭ ‬تنتعش‭ ‬خزائنها‭ ‬بالملايين؛‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬نظرة‭ ‬تختلف‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬لدى‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬المخرجات‭ ‬تعود‭ ‬لتكون‭ ‬حبيسة‭ ‬الادراج‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬التحذير‭ ‬منها‭ ‬واضحا‭ ‬وجليّا‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا