زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
اجعلوني دوليا
اعتز، والاعتزاز لا يعني التباهي، بأنني خضت غمار مجالات عمل عديدة ومتنوعة، وقد اعترفت مرارا بأنني دخلت مجال الإعلام وتحديدا الصحافة المكتوبة ثم التلفزيونية من الشباك، أي انني لم أدرس الإعلام او أي فرع من علوم الاتصال، ومن ثم فقليل المعارف التي اكتسبتها واكسبتني مسمى صحفي جاء بالمجاهدة والتجربة وياما تعرضت في مسيرتي الصحفية للتوبيخ وأحيانا العقوبة بخصم مبلغ مالي من الراتب الشهري، ومن ثم وعن تجربة، أقول إن تنويع الخبرات بتغيير نوع وطبيعة وجهة العمل، يُحسَّن فرص الحصول على وظائف أفضل. نعم هذا رأي شخصي، لا يستند إلى دراسة أجراها خبراء واستشاريون ذوو عيون زرق أو خضر، بل مبني على تجارب شخصية تخصني وتخص بعض من أعرفهم.
واستدرك وأقول إن تغيير طبيعة العمل لا يعني بداهة أن تسعى للانتقال من إدارة الحسابات إلى الإدارة الهندسية، أو من العلاقات العامة إلى قسم الميزانية، بل أن تحاول تعزيز قدراتك ومهاراتك بتغيير طبيعة عملك في حدود مؤهلاتك العلمية والعملية، وعلى كل حال أفكاري حول الموضوع غير ملزمة لأحد، ولكنني وعلى المستوى الشخصي كنت على الدوام أميل إلى تغيير عملي، وَجِهة عملي كل بضع سنوات سعيا نحو الأفضل ماديا ومهنيا ومعنويا، ولكنني أعترف بأن ذلك أتى علي بنتائج كارثية في إحدى المرات حين وجدت نفسي في بيئة عمل مريضة تقوم على التجسس والنميمة، وأدركتني رحمة من ربي وغادرت تلك البيئة قبل أن أصاب بفشل كلوي.
عموما، فإنني ومنذ دخولي الحياة العملية ظللت استكشف فرص العمل الجديدة مهما كانت الوظيفة التي أشغلها مريحة ومجزية، وما من وظيفة طرحت في السوق ووجدت نفسي مؤهلا للمنافسة عليها إلا وقدمت أوراقي للفوز بها، وفزت بوظائف كثيرة ثم رفضتها لسبب أو لآخر. وقد أتيت إلى منطقة الخليج قبل أكثر من 30 سنة وأنا أحلم بالثراء والثروة، ثم تخليت عن ذلك الحلم بعد أن رأيت أن معظم أهل الخليج ليسوا أفضل مني حالا، بل وربما كان كثيرون منهم أتعس مني حالاً من حيث الأوضاع المادية، وطالما أن منطقة الخليج «فشَّلتني»، ولم تساعدني على أن أصبح ثريا، بل وارتفعت كلفة المعيشة فيها مؤخرا بدرجة أنه كلما نلت علاوتي السنوية رفعوا أسعار السلع بما يعادل ثلاثة أضعاف تلك العلاوة، فقد قررت ليس فقط أن (أخلع) من وظيفتي الحالية بل من منطقة الخليج بأكملها، ولكنني بحاجة إلى مساعدة دول الخليج والدول العربية كي أحصل على الوظيفة التي أصبو إليها.
بدون لف أو دوران أريد أن أصبح الأمين العام للأمم المتحدة (تضحك؟ الله يسامحك).. نعم فقد بدأت حملات جس النبض لاختيار خلف للأمين العام الحالي للمنظمة انتونيو غوتيرش، رغم ان ولايته تنتهي في عام 2026، واعتقد أنني أصلح لهذا المنصب، وأهل له، فقد كان الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية، كوفي أنان بلدياتي، لأنه أصلا من غانا، ومن جهة أخرى قد يكون من أقاربي بحكم أن العرب عرّبوه فجعلوه (عنان) باعتبار أنه كوفي أي من الكوفة، والأمين العام الأسبق الآخر بطرس غالي المصري ابن عمي، مما يجعلني عضوا في أسرة المنظمة الدولية، والأهم من كل ذلك أنه مطلوب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يمشي على العجين الأمريكي دون أن (يلخبطه)، وأنا على استعداد لأن أكون شخشيخة في يد الأمريكان ومدح جهودهم المقدرة في نشر الأمن والسلام في الصومال والعراق. وإذا طلبت واشنطن نشر قوات دولية في دارفور في غرب السودان، فإنني سأؤيد نشر تلك القوات في الخرطوم والقاهرة وطهران ولو لتنظيم حركة المرور.
باختصار، أنا مستعد لمساندة أي عمل خير تأمر به القيادة المركزية لـ(محور الخير) في واشنطن. المهم عندي هو الراتب. الأمين العام للأمم المتحدة يتقاضى راتبا قدره 170 دولارا في الساعة ولا يدفع فواتير الهاتف والكهرباء والماء ويسافر ويقيم في فنادق ببلاش. وأعرف أنني لن أبقى في المنصب أكثر من سنة لأن ضميري سيستيقظ وألعن أبو خاش أمريكا ويتم طردي شر طردة من نيويورك ولكن (بعد إيه)؟ أكون قد (كَوَّنت نفسي) بل أكتب مذكراتي وأبيعها بالملايين و(افتك) من الخليج والسودان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك