العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الرؤية.. وسلم المشاركة المجتمعية

لا‭ ‬حديث‭ ‬لدى‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عموما‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬ولدى‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬خصوصا،‭ ‬إلا‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬رؤية‭ ‬البحرينِ‭ ‬الاقتصاديةِ‭ ‬2050،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للتوجيه‭ ‬الكريم‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والشخصيات،‭ ‬أبدت‭ ‬استعدادها،‭ ‬وأكدت‭ ‬دعمها‭ ‬وتأييدها،‭ ‬ورحبت‭ ‬بالتوجيه‭ ‬وأعربت‭ ‬عن‭ ‬شكرها‭ ‬وتقديرها‭.. ‬والبعض‭ ‬بدأ‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬دعوة‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬لتقديم‭ ‬الملامح‭ ‬الأولية‭ ‬والرؤى‭ ‬والتصورات‭ ‬للمساهمة‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬عبر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الرؤية‭.‬

عن‭ ‬نفسي‭ ‬رحت‭ ‬أطالع‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرصده‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع،‭ ‬والمتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬المشاركة‭ ‬ونوعها‭ ‬ومستواها‭ ‬وشكلها‭ ‬وصورها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وما‭ ‬الخيار‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬المشاركة،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬ورسم‭ ‬السياسة‭ ‬وصياغة‭ ‬المستقبل،‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا،‭ ‬وتطبيقا‭ ‬وتنفيذا‭.‬

ورحت‭ ‬أتصفح‭ ‬الكتب‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬ووجدت‭ ‬في‭ ‬مقالة‭ ‬للأستاذ‭ ‬بدر‭ ‬الهنائي،‭ ‬التحليل‭ ‬الجميل‭ ‬والرائع‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬نوعية‭ ‬ومستوى‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬وصياغة‭ ‬القرار‭ ‬الوطني،‭ ‬فماذا‭ ‬قال‭..‬؟

يتمسك‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬بمبدأ‭ ‬أن‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ممارسة‭ ‬مستمرة‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حدثا‭ ‬يقام‭ ‬مرة‭ ‬واحدة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬المؤسسة‭ ‬تلك‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬المدخلات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬نتيجة‭ ‬تفاعلها‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الموضوع‭ ‬المراد‭ ‬إشراكه‭ ‬فيه‭. ‬

وتتدرج‭ ‬مستويات‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬طبقا‭ ‬للنموذج‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬بتطويره‭ ‬العالمة‭ ‬شيري‭ ‬آرنستاين‭ ‬المسمى‭ ‬‮«‬سلم‭ ‬المشاركة‭ ‬المجتمعية‮»‬‭ ‬على‭ ‬ثمانية‭ ‬مستويات‭ ‬أدناها‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬التلاعب،‭ ‬وهو‭ ‬وجود‭ ‬الوهم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بينما‭ ‬تستحوذ‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬المطلقة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬يليها‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬وهو‭ ‬افتراض‭ ‬أن‭ ‬الجمهور‭ ‬متلق‭ ‬صامت‭ ‬للقرارات‭ ‬والسياسات،‭ ‬ثم‭ ‬مستوى‭ ‬الإعلام‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إطلاع‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬القرارات،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬صياغتها،‭ ‬ثم‭ ‬مستوى‭ ‬المشاورة‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تلقي‭ ‬آراء‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬الجمهور‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬جانب‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬المؤسسة،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬مستوى‭ ‬التنفيس‭ ‬أو‭ ‬التهدئة‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬تصورات‭ ‬وأفكار‭ ‬مبدئية،‭ ‬ولكن‭ ‬يعود‭ ‬القرار‭ ‬بصورته‭ ‬النهائية‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬مستوى‭ ‬الشراكة‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إشراك‭ ‬الجمهور‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬مستوى‭ ‬تفويض‭ ‬السلطة‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬المؤسسة‭ ‬مجرد‭ ‬ممكّن‭ ‬للنقاش‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬الجمهور‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬القرار،‭ ‬وأخيرا‭ ‬مستوى‭ ‬سلطة‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬وعناصر‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬بيد‭ ‬الجمهور‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭.‬

وأثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة‭ ‬والأمانة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التجربة‭ ‬والممارسة،‭ ‬والواقع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬ونمارسه‭ ‬يوميا،‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدينا‭ ‬المستوى‭ ‬الأعلى‭ ‬والأرفع،‭ ‬وهو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الشراكة‭ ‬ومستوى‭ ‬التفويض‭ ‬ومستوى‭ ‬سلطة‭ ‬المواطن‭.. ‬وكما‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬حينما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬صياغته‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وقام‭ ‬الشعب‭ ‬بالتصويت‭ ‬عليه،‭ ‬فإن‭ ‬التوجيه‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬رؤية‭ ‬2050‭ ‬قصة‭ ‬جديدة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬قصص‭ ‬النجاحات‭ ‬البحرينية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية،‭ ‬وجهود‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وعزم‭ ‬وإصرار‭ ‬المواطن‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا