العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

نعمة النوع البشري ونعمة الحب!

{‭ ‬ونحن‭ ‬نستكمل‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬حول‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬عوالم‭ ‬المخلوقات‭ ‬سواء‭ ‬عالم‭ ‬الحيوان‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬النبات،‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬العالم‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يدّمر‭ ‬نوعه‭ ‬بوحشية‭ ‬وإرادة‭ ‬حرّة‭!‬

ووحده‭ ‬الذي‭ ‬يشذُّ‭ ‬عن‭ ‬فطرة‭ ‬الوعي‭ ‬بنعمة‭ ‬وجود‭ ‬نوعه‭ ‬البشري‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭!‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أنقل‭ ‬خبرين‭ ‬تم‭ ‬نشرهما‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬أحدهما‭ ‬لخبير‭ ‬ذكاء‭ ‬اصطناعي‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬البشرية‭ ‬ستكون‭ ‬خلال‭ ‬5‭ ‬سنوات‮»‬‭!‬

والخبر‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬مدير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬قال‭ ‬وهو‭ ‬يحذر‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬‮«‬وباء‭ ‬إكس‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬فتكًا‭ ‬بـ20‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬19‮»‬‭!‬

{‭ ‬فإذا‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬تهديدات‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثالثة‮»‬‭ ‬تباد‭ ‬فيها‭ ‬البشرية‭! ‬وإلى‭ ‬جانبها‭ ‬سلسلة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬تأكل‭ ‬البشر‭ ‬والحجر،‭ ‬أدركنا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬بيد‭ ‬الإنسان‭ ‬ليبيد‭ ‬به‭ ‬الإنسان‭! ‬سواء‭ ‬صناعة‭ (‬الأوبئة‭ ‬والفيروسات‭ ‬القاتلة‭ ‬المعدّلة‭ ‬في‭ ‬المختبرات‭) ‬أو‭ ‬صناعة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يُنهي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬قادم‭ ‬الجنس‭ ‬البشري،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭! ‬أو‭ ‬صناعة‭ ‬الحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ (‬نخبة‭ ‬شيطانية‭ ‬عالمية‭) ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬ترث‭ ‬الأرض‭ ‬وما‭ ‬عليها‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬بشري‭! ‬وإنما‭ ‬برفقة‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الروبوتات‮»‬‭ ‬والإنسان‭ ‬الروبوت،‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬آلة‭! ‬وبمعية‭ ‬نوع‭ ‬مختلف‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬يقضي‭ ‬على‭ ‬استمراره‭ ‬وتناسله‭ ‬عبر‭ (‬الأنواع‭ ‬المنقرضة‭ ‬والمدجنة‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكريس‭ ‬الشذوذ‭ ‬وزواج‭ ‬الرجل‭ ‬والرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬والمرأة‭! ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬انحلالات‭ ‬أخلاقية‭ ‬وسلوكية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬المخدرات‭! ‬ليصبح‭ ‬تجار‭ ‬الحروب‭ ‬والأسلحة‭ ‬والأدوية‭ ‬والمخدرات‭ ‬والأوبئة‭ ‬المصنوعة‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يلوحّون‭ ‬للبشرية‭ ‬قبل‭ ‬انقراضهم‭ ‬معها‭ ‬بالوداع‭ ‬الأخير‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ (‬النخبوي‭ ‬بشيطانيته‭ ‬الفادحة‭) ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬دفة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬النوع‭ ‬الإنساني‮»‬‭ ‬لتسجيل‭ ‬علامات‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬نوعه‭!‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬شيطانًا‭ ‬وليس‭ ‬إنسانًا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭! ‬

فالإنسان‭ ‬الذي‭ ‬كرّمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مخلوقاته،‭ ‬بل‭ ‬وسخرّ‭ ‬له‭ ‬الأرض‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المخلوقات‭ ‬الأخرى‭ ‬وثروات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬ليعمرّ‭ ‬فيها‭ ‬بالعقل‭ ‬والحكمة،‭ ‬ويديرها‭ ‬برأفة‭ ‬الأقوى‭ ‬على‭ ‬الأضعف،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬والمشاركة‭ ‬وزرع‭ ‬المحبة،‭ ‬ليسمو‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهه،‭ ‬ويرتقي‭ ‬بنفسه‭ ‬ونوعه،‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ / ‬الشيطان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬استبدل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بسلوكيات‭ ‬التدمير‭! ‬وآليات‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الإنساني،‭ ‬الذي‭ ‬يفنى‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات،‭ ‬ويتم‭ ‬اختزال‭ ‬قيمته‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام‭ ‬تموت‭ ‬يوميًا‭ ‬بالجوع‭ ‬أو‭ ‬المرض‭ ‬أو‭ ‬طغيان‭ ‬‮«‬الأيديولوجيات‭ ‬المتطرفة‮»‬‭ ‬على‭ ‬عقله،‭ ‬فيقتل‭ ‬أخيه‭ ‬الإنسان‭ ‬باسم‭ ‬ذلك‭ ‬التطرّف‭!‬،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬حقيقة‭ ‬بسيطة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يعلو‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يعلو‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الوجود‭ ‬أو‭ ‬النوع‭ ‬الإنساني‭!‬

{‭ ‬إنه‭ ‬طغيان‭ ‬الشرّ‭ ‬والأنانية‭ ‬لنماذجه‭ ‬المتكاثرين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بقيادة‭ ‬وتحكمّ‭ (‬النخبة‭ ‬العالمية‭) ‬التي‭ ‬تتفننّ‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬جسدًا‭ ‬وعقلاً‭ ‬وروحًا‭! ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لمفهوم‭ ‬العدالة‭ ‬أو‭ ‬المحبة‭ ‬أو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬تلك‭ ‬النخبة‭ ‬وكل‭ ‬أشرار‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬سلموّا‭ ‬عقولهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬لها‭ ‬وللشرّ‭ ‬والتعاليم‭ ‬الشيطانية‭!‬

والكل‭ ‬سواء‭ ‬العلماء‭ ‬أو‭ ‬الخبراء‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬العرافين‭ ‬يحِذرّون‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬انقراض‭ ‬النوع‭ ‬البشري‭ ‬بواحدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬للغرابة‭ ‬تضافرت‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يُسمى‭ ‬بآخر‭ ‬الزمان‭!‬

{‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬الإنسان‭ ‬الإرادة‭ ‬الحرّة‭ ‬ليسمو‭ ‬بنفسه‭ ‬وبعالمه‭ ‬البشري‭ ‬أو‭ ‬ينحدر‭ ‬إلى‭ ‬درك‭ ‬شيطاني،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬النخبة‭ ‬المتحكمة‭ ‬في‭ ‬السطوة‭ ‬والجشع‭ ‬والشراهة‭ ‬والأنانية،‭ ‬اختارت‭ ‬الانحدار‭ ‬النهائي‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬المظلم،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬عدالة‭ ‬ولا‭ ‬إنسانية‭ ‬ولا‭ ‬أخلاقيات‭ ‬ولا‭ ‬محبة،‭ ‬وإنما‭ ‬تناسل‭ ‬للشرور‭ ‬والكراهية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬بطرق‭ ‬وأساليب‭ ‬ملتوية‭ ‬ومباشرة،‭ ‬والغالبية‭ ‬تنسحق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إرادة‭! ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬الذين‭ ‬يديرون‭ ‬الشرّ‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يقفون‭ ‬خلف‭ ‬الميكروفونات‭ ‬ببدل‭ ‬وربطات‭ ‬عنق‭ ‬أنيقة،‭ ‬ليتحدثوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬والإنسانية‭ ‬بشعارات‭ ‬زائفة‭ ‬يديرون‭ ‬بها‭ ‬شرّهم‭ ‬للضحك‭ ‬على‭ ‬الذقون‭!‬

{‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬نعمة‭ ‬الحب‭ ‬والمحبة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولا‭ ‬يدركون‭ ‬قيمة‭ ‬الحياة‭ ‬والإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬يلتفتون‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬والفناء‭ ‬اللذين‭ ‬يقودون‭ ‬البشرية‭ ‬إليهما‭! ‬بل‭ ‬هم‭ ‬يمارسون‭ ‬ويديرون‭ ‬الشرور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وكثيرون‭ ‬من‭ ‬مغفليّ‭ ‬البشرية‭ ‬يتبعونهم،‭ ‬ليقضوا‭ ‬على‭ ‬نوعهم‭! ‬لا‭ ‬يتعلمون‭ ‬من‭ ‬النمل‭ ‬أو‭ ‬النحل‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحشرات،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بدون‭ ‬عقل‭ ‬وإرادة‭ ‬حرّة،‭ ‬كيف‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النوع‭ ‬واستمراريته‭! ‬إنهم‭ ‬في‭ ‬درك‭ ‬أسفل‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الحيوان‭ ‬والنبات‭ ‬والحشرات‭! ‬فمن‭ ‬يسلط‭ ‬بسطوته‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والنوع‭ ‬البشري،‭ ‬لتحقيق‭ ‬مآرب‭ ‬دنيوية‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه،‭ ‬ومن‭ ‬يتبعه‭ ‬أو‭ ‬يتبعهم‭ ‬هو‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬ظلمات‭ ‬لن‭ ‬تنجو‭ ‬منها‭ ‬أرواحهم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭!‬

إنها‭ ‬الشرور‭ ‬التي‭ ‬تطغى‭ ‬بالتباساتها‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وبأساليب‭ ‬مختلفة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا