زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن الردح السياسي (2)
تشهد برلمانات الدول الراسخة في الديمقراطية سبابا تطرب له الأذن لكونه يتسم بالذكاء والطرافة، ويعد السباب فنا بلاغيا راقيا في برلمانات الدول الغربية، وأستعرض اليوم بعض ما قيل في الرئيس الأمريكي الأسبق الأخرق رونالد ريغان الذي أمر بقصف بوليفيا وهو يحسب أنها ليبيا، فقد قالوا عنه: إنه لا يستطيع التفكير أو مشاهدة التلفزيون دون تحريك شفتيه، «ولو قال كل ما يعرف لما استغرق ذلك منه أكثر من عشر ثوان»، وقيل عن ريغان أيضا «إنه دليل على أن الإنسان يستطيع أن يعيش من دون دماغ.. وأن صوته في انخفاض معدل ذكائه.. وعندما يتكلم عن السياسة الخارجية يبدو وكأنه يسير في حوض من الغراء.. والتفكير يسبب له شداً عضلياً في المخ.. والناس يشربون من ينابيع المعرفة وهو يكتفي بالمضمضة.. والكلام يدخل من أذنه اليمنى ويخرج فوراً من اليسرى لعدم وجود مادة شبه صلبة بينهما.. وعلى الرغم من كبر سنه فإنه قوي كالثور وفي مثل ذكائه»!
أما إذا أوردت السباب الذي وجهه الساسة والصحفيون إلى الرئيس الأمريكي الأسبق بلبل كلينتون فإن الكثيرين سيعتبرون «أخبار الخليج» صحيفة من دون مايوه! ذلك لأن الرجل نبغ في مجال الحب بشقيه الشفهي والتحريري، وعن نزواته تلك قالوا: إن كلينتون يعتقد أن العلاقات الخارجية تعني إقامة علاقات بنساء خارج مؤسسة الزوجية.. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد رجلا أخرق وصل إلى سدة الرئاسة بالوراثة بعد استقالة الكذاب الأفاق نيكسون، وعنه قالوا: عندما نُثرت المعرفة على الجنس البشري كان فورد يحمل مظلة.. وجه فورد يقوم شاهدا على كفاءة فن التحنيط.. ورغم أن نيكسون كان جمهورياً إلا أن زميلا له جمهوريا تمنى له الموت مضيفا: من واجبي أن أحضر جنازتك ولكنني أعتقد أنني لن أفعل ذلك لأن علي أن أمارس مهام وظيفتي فالعمل مقدم على المتعة! وكان هيوبرت همفري مرشحا للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي فقال أحد خصومه: قل أن تلد النساء مثيلا لهمفري ولكن ومن باب الاحتياط ينبغي إخصاؤه!
والعرب كما أسلفت يعانون من قحط شتائمي ومن عجائبهم أن من يلاسنك لا يشتمك مباشرة بل يركز على أبيك وأمك. ثم يدعوك إلى أكل الفضلات البشرية أو التبن، ولكن شاعرا لا يحضرني اسمه قال في هجاء أحدهم بيتا تتقزم أمامه نقائض جرير والفرزدق:
يا عبقريا في شناعته / ولدتك أمك وهي معتذرة
ووصف مطيع بن أياس ثقيلاً فقال: قل لعباش أخينا (مو عباس) / يا ثقيل الثقلاء / أنت في الصيف سموم / وجليد في الشتاء / أنت في الأرض ثقيل / وثقيل في السماء.
وقال آخر في ذم شخص يكرهه: قل للبغيض أخي البغيض / أبي البغيض ابن البغيضة / ضاقت على الثقيلين / من بغضائك الأرض العريضة / رفعت ملائكة السماء عليك دعوى مستفيضة / هل أنت إلا نملة سوداء أم هل بعوضة / قد كسر الحقد اللعين لك الجناحات المهيضة / فأتيت من لؤم الطباع ووصلت للؤم حضيضه... / اخترت في شعري قوافي ليس تسهل أن تروضه / حتى يناسب فعلك الملعون حياتك البغيضة.
أما إذا أوردت الشتائم التي قالها الغربيون في العرب، فسيصبح اسمي جعفر داعش، فدعونا منهم وإليكم طائفة من الشتائم المختارة لتوزيعها على مستحقيها «بمعرفتكم»: كلما رأيته ازددت اقتناعا بضرورة إباحة الإجهاض.. الشعب يسير خلف الزعيم من باب حب الاستطلاع.. أحبك كثيراً ولا عليك أن الناس يقولون إن ذوقي فاسد.. هل تمشط شعرك بمضرب بيض؟.. من فرط وعيك الصحي فإنك تدهن الأسبرين بالقشطة! إنني على استعداد لبوس الأرض التي ستضم جسدك.. تعلم من أخطاء أبويك واستخدم موانع الإنجاب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك