الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
محكمة العدل.. ودلالة الصورة
مع النقل التلفزيوني والاهتمام العالمي المباشر لجلسات محكمة العدل الدولية للنظر في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، ومع إعلان جمهورية مصر العربية الشقيقة تقديم مذكرة للمحكمة حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، لفت انتباهي الصورة المعلقة في جدران المحكمة، ورحت أبحث عن مغزاها ودلالاتها.
في معظم الدول يتم وضع شعار الميزان في قاعات المحاكم، لتأكيد تحري الحق والعدل، وبعض الدول تضع آيات قرآنية أو عبارات ذات حكمة، وغيرها، وفقا لثقافة كل دولة ومجتمع، ولكن في محكمة العدل الدولية، التي تنظر في القضايا البشرية أجمع، فلا توجد آيات قرآنية ولا عبارات أخرى، ولكن صورة معينة لها دلالات كثيرة، وجدتها في أحد المواقع الإعلامية المختصة التي تصف قاعة المحكمة والصورة التي علقت على أحد الجدران.
وقد جاء فيه: تتوسط إحدى جدران «قصر السلام» حيث مقر محكمة العدل الدولية، لوحة كبيرة بطول 6 أمتار، بريشة الفنان ألبرت بسنارد (1849-1934) أطلق عليها «السلام والعدالة»، وهي مليئة بالرموز التي تشير أغلبها إلى العدل.
وأهدت فرنسا اللوحة المرسومة عام 1914 إلى «قصر السلام» حيث تقع المحكمة، وعلقت اللوحة في القاعة الرئيسية حيث تقع المداولات عام 1926.. ففي الجزء العلوي من اللوحة، في السماء، تظهر موازين العدالة، الرمز التقليدي للعدالة.. وفي أدناها تم تصوير العدالة على أنها امرأة ترتدي اللون الأحمر. العدالة تستمع إلى مرافعات المحامين الواقفين بجانبها.
أما المحامي الذي يظهر على اليسار يتوسل بشغف وإيماءات يده الجامحة. المحامي على الجانب الأيمن ذو مظهر أبوي، يتوسل بطريقة هادئة، وفي الجزء السفلي من اللوحة تظهر إلهة السلام إيرين وهي تحمل طفلاً هو بلوتوس إله الرخاء، وغصن زيتون هو رمز السلام والنصر. ويمثل المحاربون على خيولهم أطراف الصراع الذين يغادرون المعركة. سيدة السلام تفرقهم وترسلهم في طريقهم.
هذه هي تفاصيل ودلالات الصورة الموجودة في قصر السلام، أما عن المذكرة التي تقدمت بها مصر للمحكمة، فتتضمن رأيا استشاريا طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. وتشمل المذكرة المصرية تأكيد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي، ومخالفة القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي العام، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.. ومن المتوقع أن تقدم مصر مرافعتها يوم غد الأربعاء.
موقف مصر الحالي، هو استمرار للمواقف التاريخية المشرفة، والداعمة للقضية الفلسطينية، على الرغم من محاولات إسرائيل المستميتة تحميل مصر عدم دخول المساعدات إلى غزة، وهو ما ردت عليه مصر الرد السريع الذي عرى الأكاذيب والادعاءات الإسرائيلية الباطلة.
يهمنا كذلك في هذا السياق، أن نعرف أن دولنا الخليجية قدمت ولا تزال تقدم الدعم والتحرك للقضية الفلسطينية، على كل المستويات، وهي مواقف راسخة، لا ينبغي السكوت عن أي تشكيك فيها أو نكران لها.
أما تلك الصورة في قصر السلام المعلقة على أحد جدران محكمة العدل الدولية.. فلو أنها نطقت لأصدرت كلمة الحق وقرار العدل.. ليس ضد إسرائيل فحسب، ولكن ضد كل من دعمها وأنشأها، وقال إن ما تقوم به من قتل وتنكيل وتهجير وتشريد، ليس إبادة ولا جريمة ولا عنصرية..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك