العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

أول خطاب إذاعي بحريني

الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬الموافق‭ ‬13‭ ‬فبراير‭ ‬احتفلت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬البحرينية‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للإذاعة،‭ ‬ونفتخر‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬شهدت‭ ‬البث‭ ‬الإذاعي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1940،‭ ‬ولها‭ ‬الريادة‭ ‬الخليجية‭ ‬والإقليمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

ولتدشين‭ ‬الإذاعة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حكاية‭ ‬جميلة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعرفها‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬ويدرك‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬حكام‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بالتطوير‭ ‬والريادة‭.. ‬ففي‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬1940‭ ‬دشن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬الإذاعة‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬القضيبة،‭ ‬بحضور‭ ‬400‭ ‬شخص،‭ ‬شهدوا‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي‭ ‬الإعلامي‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الإذاعي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كلمات‭ ‬رصينة‭ ‬ومتميزة،‭ ‬تجعلنا‭ ‬ندرك‭ ‬أسس‭ ‬وقواعد‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬والإعلامي‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬والحرص‭ ‬التاريخي‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

حيث‭ ‬قال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬كما‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬نتكلم‭ ‬من‭ ‬مدينتنا‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬جزر‭ ‬البحرين‭.. ‬مذيعين‭ ‬للعالم‭ ‬الافتتاح‭ ‬الرسمي‭ ‬لمحطة‭ ‬الإذاعة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الخليج‭.. ‬نغتنم‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬فنرسل‭ ‬تحياتنا‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أصدقائنا‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وإلى‭ ‬إخواننا‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يستمعون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الإذاعة‭.. ‬وإن‭ ‬تأسيس‭ ‬هذه‭ ‬الإذاعة‭ ‬الجديدة‭ ‬ينيلنا‭ ‬بهجة‭ ‬عظيمة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬مهمة‭ ‬لأبناء‭ ‬الخليج،‭ ‬ولأننا‭ ‬أيضاً‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستقوم‭ ‬بأوسع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬ستحسن‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الطيبة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‮»‬‭.‬

كما‭ ‬تناول‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الإذاعي‭ ‬أحداث‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬الديمقراطية‭.. ‬وأشار‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خطابة‭ ‬إلى‭ ‬التناقضات‭ ‬والدعايات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الجو‭ ‬اليوم‭ ‬مملوء‭ ‬بدعايات‭ ‬متناقضة،‭ ‬وهذه‭ ‬الدعايات‭ ‬ذات‭ ‬نوعين،‭ ‬فهناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الدعايات‭ ‬أساسه‭ ‬الأكاذيب‭ ‬المختلفة،‭ ‬التي‭ ‬قصد‭ ‬بها‭ ‬الإقناع‭ ‬والتضليل،‭ ‬وهناك‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الدعاية‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭ ‬والصدق‭.. ‬ونحن‭ ‬نرغب‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لمستمعينا‭ ‬هذه‭ ‬الليلة‭ ‬وللعالم‭ ‬أجمع‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬الإذاعات‭ ‬التي‭ ‬سنذيعها‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الأخير،‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الحقيقة‭.. ‬كل‭ ‬الحقيقة‭.. ‬والحقيقة‭ ‬ليس‭ ‬إلا‮»‬‭. ‬

وقد‭ ‬دشن‭ ‬الزميل‭ ‬مهند‭ ‬النعيمي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬أول‭ ‬إذاعة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أحدث‭ ‬اصداراته‭ ‬الإعلامية‭ ‬بعنوان‭ (‬عندما‭ ‬تكلم‭ ‬الحديد‭.. ‬هنا‭ ‬البحرين‭ -‬تاريخ‭ ‬الإذاعة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬1940‭-‬2021‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مرجعاً‭ ‬شاملاً‭ ‬لتاريخ‭ ‬العمل‭ ‬الإذاعي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭.‬

ويوثق‭ ‬الكتاب‭ ‬مراحل‭ ‬التطوّر‭ ‬الرئيسيّة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإذاعة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وهي‭ (‬الإذاعة‭ ‬الأولى‭) ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬1940م،‭ ‬ثم‭ ‬الإذاعة‭ ‬الثّانية‭ ‬وهي‭ (‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬اللّاسلكيّة‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1955م‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬انطلق‭ ‬منها‭ ‬أوّل‭ ‬صوت‭ ‬ينادي‭ (‬هنا‭ ‬البحرين‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬يوثق‭ ‬الكتاب‭ ‬ما‭ ‬مرّت‭ ‬به‭ ‬الإذاعة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشّيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الرّاحل‭ ‬طيّب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬والعهد‭ ‬الزّاهر‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للإذاعة‭ ‬نتقدم‭ ‬بخالص‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬والوفاء‭ ‬لرواد‭ ‬الإذاعة‭ ‬البحرينية،‭ ‬والشكر‭ ‬واجب‭ ‬وموصول‭ ‬إلى‭ ‬سعادة‭ ‬د‭. ‬رمزان‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬النعيمي‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬وجميع‭ ‬السادة‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬والإذاعة‭.. ‬وخالص‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لمدير‭ ‬الإذاعة‭ ‬الأخ‭ ‬يونس‭ ‬سلمان‭ ‬وكافة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا