العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

«نتنياهو» يريد «النصر الكامل» الذي لن يتحقق!

{‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬يعلن‭ ‬رفضه‭ ‬لاقتراح‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬بوقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬المدنيين‭ ‬ضمن‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬لم‭ ‬يرفض‭ ‬فقط‭ ‬المقترح‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بل‭ ‬تعهدّ‭ ‬بمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬العسكري،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬بكثافة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬‮«‬رفح‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يحلم‭ ‬به‭!‬

‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬سبق‭ ‬التسويق‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬مختلفة،‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬جمع‭ ‬شتاتها‭ ‬سنصل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يعني‭ ‬الجرف‭ ‬الكامل‭ ‬لغزة‭ ‬بيوتًا‭ ‬ومؤسسات‭ ‬وسكانا‭! ‬وإجبار‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الوسط‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬ليذهبوا‭ ‬غرقًا‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬أو‭ ‬نحو‭ ‬سيناء‭! ‬فلا‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لينزحوا‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تسوية‭ ‬المباني‭ ‬والسكن‭ ‬بالأرض‭! ‬يريد‭ ‬غزة‭ ‬الأرض‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬وأهلها‭!‬

{‭ ‬الخيوط‭ ‬تزداد‭ ‬تعقيدًا‭ ‬والكل‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬أخرى‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بأهل‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭! ‬ولكأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬وقتل‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬وتطهير‭ ‬عِرقي‭ ‬ومحاولات‭ ‬تهجير‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭! ‬ومثلها‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬بالتجويع‭ ‬والأمراض‭ ‬والخيم‭ ‬الغارقة‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬الشتاء‭! ‬حتى‭ ‬يريد‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬عسكرية‭ ‬برية‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬رفح‮»‬‭ ‬المكتظة‭ ‬بما‭ ‬يقارب‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ (‬مليون‭ ‬ونصف‭) ‬فلسطيني‭! ‬أما‭ ‬العالم‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التنديد‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭! ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يصرّح‭ ‬رئيسها‭ ‬ومسؤولوها‭ ‬بالرفض‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتوقف‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬المطلق‮»‬‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عسكريا‭ ‬وماليا‭ ‬ولوجستيا‭! ‬وحيث‭ ‬المثل‭ ‬يقول‭ (‬أسمع‭ ‬كلامك‭ ‬يعجبني‭ ‬أشوف‭ ‬فعايلك‭ ‬أتعجب‭)! ‬لقد‭ ‬تجاوز‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬النفاق‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والأخلاقي‮»‬‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الانحطاط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭! ‬وبالمقابل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ (‬57‭ ‬دولة‭) ‬غارقين‭ ‬في‭ ‬العجز‭ ‬وعدم‭ ‬استخدام‭ ‬أية‭ ‬آلية‭ ‬ضغط،‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭! ‬وإنقاذ‭ ‬‮«‬أهل‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬من‭ ‬سيناريو‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة،‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أبيد‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله‭ ‬في‭ ‬غزة‭!‬

{‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬القوة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مديات‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬الحروب،‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والنظام‭ ‬الاستعماري‭ ‬الغربي‭!‬

منطق‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬يقول‭: (‬قررنا‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬استباحة‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬ونغيرّ‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬والمنطقة‭ ‬كما‭ ‬نشاء،‭ ‬ونفعل‭ ‬ما‭ ‬نريد،‭ ‬حتى‭ ‬نحقق‭ ‬ما‭ ‬نريد‭)! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تكريسه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وأمريكا‭ ‬الصهيونية‭ ‬والأذناب‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬والمهم‭ ‬الأفعال‭ ‬الأمريكية‭ ‬وليس‭ ‬أقوالها‭! ‬إنه‭ ‬طغيان‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬المفرطة‮»‬‭ ‬وأمام‭ ‬مرأى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وحيث‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬30‭ ‬ضعفا‭ ‬من‭ ‬التفجيرات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وحدها‭!‬

هكذا‭ ‬يستمر‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬وهكذا‭ ‬يقف‭ ‬العالم‭ ‬متخبطًا‭ ‬في‭ ‬عجزه،‭ ‬وغير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وإبادة‭ ‬المدنيين‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬الشهور‭ ‬الطويلة،‭ ‬ورغم‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬ورغم‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬‮«‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬ورغم‭ ‬التقارير‭ ‬الحقوقية‭ ‬الصارخة‭ ‬بجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭!‬

{‭ ‬موقف‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬يربك‭ ‬الكيان‭ ‬ويربك‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭! ‬فهم‭ ‬يريدون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ (‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬المسلحة‭ ‬تمامًا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬إنجازه‭ ‬ولا‭ ‬إعادة‭ ‬الرهائن‭ ‬رغم‭ ‬طول‭ ‬المدة‭!‬،‭ ‬فيما‭ ‬المقاومة‭ ‬تسجل‭ ‬يوميًا‭ ‬ضربات‭ ‬مصوّرة‭ ‬للآليات‭ ‬العسكرية‭ ‬وقتل‭ ‬الجنود‭ ‬الصهاينة،‭ ‬وما‭ ‬حققه‭ ‬الكيان‭ ‬بالمقابل‭ ‬هو‭ ‬القتل‭ ‬المتعمدّ‭ ‬للمدنيين‭ ‬وأكثرهم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء،‭ ‬والتدمير‭ ‬الممنهج‭ ‬لكل‭ ‬‮«‬البنية‭ ‬التحتية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والانتهاكات‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭! ‬فهل‭ ‬ينتمي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬النصر؟‭! ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬إدارة‭ ‬لحرب‭ ‬همجية‭ ‬بجنون‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وسفك‭ ‬دماء‭ ‬المدنيين،‭ ‬وصناعة‭ ‬كل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬حياتهم؟‭!‬

{‭ ‬الكيان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬داخل‭ ‬حكومته‭ ‬بسبب‭ ‬تصادم‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬تتصادم‭ ‬في‭ ‬التكتيك‭ ‬ولكنها‭ ‬تتفق‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬المجنونة‭! ‬

الغرب‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬وأمريكا‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬أكبر‭ ‬بسبب‭ ‬عام‭ ‬الانتخابات‭!‬

وصمود‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يربك‭ ‬الجميع‭! ‬وفيما‭ ‬الغرب‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ (‬بطرق‭ ‬المراوغة‭ ‬والنفاق‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والتصريحات‭ ‬الكاذبة‭) ‬تستمر‭ ‬حكومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬المبادرات‭ ‬واستمرار‭ ‬العدوان‭ ‬والقتل‭ ‬اليومي‭ ‬للمدنيين‭ ‬ثم‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ترد‭ ‬الرهائن،‭ ‬وأن‭ ‬تقبل‭ ‬القضاء‭ ‬الكامل‭ ‬عليها‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تريده‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬لذلك‭ ‬التواطؤ‭ ‬الأمريكي‭ (‬الفِعلي‭) ‬واضح‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭! ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬المنطقة،‭ ‬وحيث‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬يُصرّ‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬مجازره‭ ‬حتى‭ ‬يضمن‭ ‬لنفسه‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭! ‬والتحرش‭ ‬بمعبر‭ ‬‮«‬فيلادلفيا‮»‬‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬رغم‭ ‬التصريحات‭ ‬المصرية‭ ‬الرافضة،‭ ‬والتي‭ ‬تلوّح‭ ‬بسقوط‭ ‬‮«‬اتفاقية‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الكيان،‭ ‬وإدخال‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭!‬

لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نصر‭ ‬للكيان‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كسبت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والقتل‭ ‬والتدمير،‭ ‬فقد‭ ‬خسرت‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭! ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أحدهم‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وتؤكده‭ ‬الوقائع‭ ‬اليومية‭ ‬المستمرة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا