عالم يتغير
فوزية رشيد
حلفاء الشرّ الأربعة!
{ قبل سنوات كتبت مقالاً على لسان ضابطة بريطانية، اعترفت في حوار لها على قناة (RT الروسية) أن كل ما يحدث في المنطقة العربية وفي العالم هو من (نتاج التعاون الوظيفي بين الموساد وC.I.A، وMI6 البريطانية)! ماذا إذًا عن بقية الدول التي تم استخدامها في تنفيذ المخططات وعلى رأسها إيران، وهي التي منذ جلب الغرب «الملالي» لتشكيل السلطة في إيران، أضافت على عباءة «الشاه» القديمة كشرطي في المنطقة، لتلبس عباءة أخرى هي عباءة الهيمنة والتوسع ونشر الطائفية والتخريب والفتن وتقسيم الشعوب عبر وكلائها ومرتزقتها وأذرعها! بحيث كانت (تنافس) في العقود الأخيرة «الكيان الصهيوني» في تحقيق الفوضى في البلاد العربية! ولأن دورها محوري فقد انضمت إلى خانة «حلف الشر الثلاثي» السابق ذكره ليصبح (حلفًا رباعيًّا) وإن كان الدور الإيراني فيه (مواربًا) ويتم بغاية من الخبث والمكر! بذرائع (إيديولوجية عقدية) تمكنت من خلاله من ضرب الدول والشعوب من داخلها! وهذا أمر فيه من التداخل والتشابك الكثير من الخيوط، ليس هنا محلّ مناقشته!
{ الآن وفلسطين تشتعل من بؤرة غزة ومنذ «أربعة أشهر»، فإن إيران ورغم مرور هذه المدة على العدوان البربري، بقيت في مكانها تراوح وتُصرّح تصريحات مموّهة! وحين تهدد بتوسيع الجبهة عن طريق وكلائها وأذرعها (توسيعا تكتيكيا)، لتكون نتائج الحرب واقعة على دول المنطقة العربية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو لبنان! أما هي فتبقى في مأمن من أي انتقام، ومثال ذلك ما حدث من قتل (للجنود الأمريكيين الثلاثة) بين حدود سوريا والعراق مؤخرًا، وردة الفعل الأمريكية في ضرب سوريا والعراق بعد إشعار إيران قبلها بأسبوع، كما تواردت الأخبار! لكي يتحاشى قادة عملائها أيضًا الضربات، فيما التخريب والتدمير يطول كالعادة سوريا والعراق!
وهو ما يحدث أيضًا مع «الحوثيين» الذين يهددون الأمن في البحر الأحمر! والضربات الأمريكية وكأنها تعطيهم الضوء الأخضر لاستمرار تهديداتهم كحوثيين بحجة غزة، فيما المتضرر الأكبر هو الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومصر!
{ لم تشارك إيران لا بصواريخها ولا بطائراتها المسيَّرة، ولا بأي عُدة أو عتاد في معركة فلسطين الجارية في «غزة»، مكتفية بالتهديدات المدروسة لوكلائها خاصة هذه المرة «الحوثيين»، وبالتصريحات النارية ضد أمريكا والكيان الصهيوني! الذي يناله التدمير من الأذرع المليشياوية في أراضي دول عربية تنتشر فيها تلك المليشيات، فيما بالمقابل تبقى هي سالمة، تدير التهويش والتصريحات من طهران! والذي يموت هم من شعوب عربية أيضًا! فيما كأس المتاجرة ترفعه إيران عاليًا باعتبارها رأس محور «المقاومة» التي تتصرّف أمريكا أمامها تصرّف العاجز، فيما الضربات العسكرية في الدول العربية!
{ هذه «التقنية الاحترافية» في إدارة لعبة تقاسم الهيمنة وتقاسم تدمير الجغرافيا العربية وتهجير شعوبها وتهديد دول عربية واستخدام مليشيات كأذرع لها، باتت مكشوفة للشعوب باستثناء أتباعها المصدّقين لها أما المرتزقة فحكايتهم حكاية أخرى!
بل بات مكشوفًا هذا التخادم الأمريكي / البريطاني من جهة، والإسرائيلي / الإيراني من جهة أخرى، بعيدًا عن مظهريات العداء الإعلامية! ليمثل (رباعي الشرّ: أمريكا، بريطانيا، الكيان الصهيوني، إيران) إدارة كل ما مرّ بالمنطقة العربية خلال العقود الماضية، وخاصة بعد احتلال العراق!
{ لا عجب ومثل تلك اللعبة القذرة دائرة بين (حلفاء الشرّ الأربعة) أن تكون المشاركة في (صناعة الإرهاب والمليشيات) ودعمها هي مشاركة رباعية، ويتم تحريكها كقطع الشطرنج بخبث ومكر كبيرين! لم نر من وكلاء إيران إلا كونهم مادة تخريب وتدمير في الأرض العربية! وباستخدامات استخباراتية وعسكرية من (التحالف الرباعي الشريرّ)! منذ جلب الغرب «الملالي» إلى إيران، وسرعة تشكيل «حزب اللات» في لبنان، ثم «التعاون الرباعي المشترك في إسقاط العراق وسوريا ولبنان واليمن، أخذت «اللعبة الخبيثة» على المنطقة العربية أبعادًا جديدة وكبيرة! في البداية تم تقديم العراق هدية لإيران ومليشياتها التابعة، ثم تم تحريك «حزب اللات» داخل سوريا ليقتل في الشعب السوري ويغيرّ في الديموغرافيا السكانية مع لجوء ونزوح الملايين من السنة في سوريا!
ثم لتتناسل المليشيات بعد «صناعة داعش» فيتم قتل العراقيين من «أهل السنة» أيضًا! ثم ليتم تغذية «الحوثيين» من «رباعي الشر» ذاته ليكون أداة إرهاب في خاصرة اليمن والسعودية والخليج، ومنع الانتصار العربي على الحوثيين بأي شكل! واليوم ذات «التخادم السرّي» قائم بين «الرباعي الشرير» وصولاً إلى فلسطين! وتلك أيضًا حكاية أخرى! فهل سيخرج من «الحوثي» نُصرة حقيقية لفلسطين؟
{ لم ولن تطلق إيران بنفسها أي رصاصة، وإنما اللعبة دائرة لتدمير وتهجير الفلسطينيين، و(تدمير ما تبقى من دول محور لطالما استخدمته في تدمير أوطانه وشعوبه وتهيئة الأرض للهيمنة الإيرانية والاستعمارية الغربية)!
هم اليوم يلوّحون بحرب شاملة في المنطقة، تتدمرّ فيها دول عربية أيضًا، ويتم قتل شعوب عربية، فيما إيران تلوّح بعصا الغضب الماكر! ومناصرة الشعب الفلسطيني خطابيا، وعبر الأعمال التخريبية للحوثيين في البحر الأحمر، والمتضرر بلاد عربية!
وبذلك هي تخدم الأجندة الغربية مجددًا وإن بشكل موارب! وتعين (الحلف الرباعي الشرير) بزعامة أمريكا وبريطانيا لتقدم خدمة أخرى مهمة في إشعال حرب محتملة في المنطقة العربية، رغم التصريحات المتناقضة حول ذلك من أمريكا والغرب وإيران حول عدم توسيع رقعة الحرب! لا حلّ سلمي شامل للقضية في إطاره الحقيقي! وإعاقة مشاريع التنمية في الخليج ومصر! وبعدها تحلم أن تتربع إيران كعادتها على عرش قيادة المقاومة العربية «الزائفة»، لأنها (كالثورة المضادة) ضدّ أي مقاومة عربية حقيقية! هكذا هي توظف وكلاءها وأتباعها ليسجلوا لها أهداف مصالحها وأجندتها! رافعة شارة النصر ضد أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، الذين تتخادم معهم من تحت الطاولة! وطالما بقيت الحاجة مستمرة إلى الأداء الإيراني المراوغ من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، فهي مستمرة أيضًا في التخادم معهم! وعبر وكلائها وأتباعها الذين تضرب أمريكا بلادًا عربية لمعاقبتهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك