زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
وشبكنا الوزارة يا عيني!
ريا وسكينة علي همام شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر، حيث اشتهرتا بتكوين عصابة لاستدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة، في الفترة ما بين ديسمبر 1919 ونوفمبر 1920 وكان ذلك بالاشتراك مع محمد عبدالعال زوج سكينة، والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبدالرازق يوسف. وتحولت حكايتهما الى عمل مسرحي يحمل اسم «ريا وسكينة»، بطولة شادية وعبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير وسهير البابلي، وكانت ريا وسكينة تستدرجان النساء الغنيات لقتلهن وسلب ما عندهن من مجوهرات ونقود. ونجحت الأختان في النص المسرحي في استدراج الشرطي (أحمد بدير) في غرام إحداهن، فلما وقع الفخ و«ما حدش سمى عليه»، كانت الأغنية ذائعة الصيت التي رددتاها بمشاركة مدبولي الذي كان متواطئاً معهما: شبكنا الحكومة يا عيني وبقينا قرايب. وشبكنا هنا بمعنى تزوجنا بها بعد أن قدمنا لها الشبكة.
في عاصمة خليجية هناك مكتب محترم لتسهيل الزواج يشرف عليه شخص معروف باستقامته. (وأنقل الوقائع من صحيفة الكترونية)، وذات مرة تقدم إلى المكتب شاب طالباً مساعدته في الحصول على زوجة بمواصفات كذا وكذا، فكانت من نصيبه امرأة طيبة تعمل مديرة لمدرسة. والدليل القاطع على طيبة هذه المرأة، هو أنها اقترحت بعد حين قصير من الزمان على زوجها أن يتزوج بمساعدتها أي وكيلة المدرسة، لأنها صديقتها الحميمة وأرادت أن تسعد بصحبتها بالعيش معها تحت سقف واحد، حتى ولو كان ذلك يعني أن تشاركها زوجها، واحتار الشاب ولجأ إلى مكتب الاستشارات الزوجية ليأخذ رأي المختصين في اقتراح زوجته بشأن زواجه بوكيلة المدرسة، فقالوا له: طالما هذه الزيجة برغبة الزوجة فلا تظن بها أو العروس سوءا، ولا داعي للتردد وعلى بركة الله، وهكذا تزوج صاحبنا بالوكيلة فوق المديرة، وسارت حياة الثلاثة بسلاسة لعدة سنوات.
ولكن مدير مكتب الزواج فوجئ بنفس الشخص يدخل عليه مجددا طالباً مساعدته في الحصول على زوجة ثالثة مواصفاتها كيت وكيت. فماذا حدث؟ وجد عرضه قبولا من امرأة شابة، وصدق أو لا تصدق - أنت حر - كانت مدرسة، نعم معلمة تمارس التدريس، وتم الزواج بالفعل، وهكذا اجتمع تحت سقف واحد مديرة مدرسة، ووكيلة مدرسة، ومعلمة/ مُدرسة، وقال مدير مكتب الزواج في تصريح للصحيفة: بقى أن نبحث لصاحبنا عن زوجة رابعة تكون أمينة مكتبة مدرسية أو مشرفة اجتماعية في مدرسة ليكتمل زواجه بوزارة التربية والتعليم، ويصبح من حقه ان يغني: شبكنا الوزارة يا عيني وبقينا قرايب.
ولا تنس، وخذ في الاعتبار أن العيال الناتجين عن تلك الزيجات سيكونون في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم (اسمحوا لي أن أخرج عن الموضوع قليلا ربما للمرة العاشرة بعد الخمسين، بمناسبة الجملة التي بدأتها بعبارة «لا تنس».. الكثير من السيارات في العالم العربي تحمل ملصقا عليه عبارة «لا تنسى ذكر الله» والصحيح لغة هو «لا تنس» بدون الألف المقصورة، لأن «لا» حرف جزم، وتنسف حرف العلة في آخر اي فعل يأتي بعده، وإذا لم تكن تعرف حروف العلة، فأنت تعاني من علة لغوية ومحتاج إلى دروس خصوصية بغض النظر عن سنوات عمرك).
هذا الرجل الذي حول بيته إلى وزارة تربية مصغرة فتح أعين الراغبين في أكثر من زوجة إلى أهمية وجود قاسم مشترك بينهن، فإذا كانت زوجتك الأولى طبيبة، وفكرت في ثانية فلتكن ممرضة، وإذا فكرت في ثالثة فلتكن فنية أشعة والرابعة فنية مختبر. أما إذا كانت الزوجة الأولى تعمل في قطاع البنوك فليس من الحكمة الزواج «فوقها»، لأنها ستجمد رصيدك المصرفي وتنشف ريقك بحرمانك من القروض، وبمجرد سماعها باعتزامك الزواج بأخرى ستجعلك تشتري اسهما في شركة ما وهي تعرف أن اسهمها ستنهار وتنهار معها روحك المعنوية وقواك الجسدية والعقلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك