زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
مداعبات خشنة وناعمة
قبل أن اشرع في المداعبة الخشنة والناعمة للرجال والنساء، أنقل إليكم كلاما طريفا عن الزواج يقول إن 35% من الزيجات تنتهي بالطلاق، بينما 65% من الزيجات تنتهي بالوفاة، وعلى الانسان ان يفاضل بين الطلاق والموت)، ثم ننتقل الى حكاية الأمريكية لورا دويل التي كانت تسيء معاملة زوجها، وترغمه على القيام بكل المهام المنزلية، بل وتهينه أمام الضيوف، لمجرد أنها اكتشفت أنه شخص هادئ وغير مشاكس، فقررت ليس أن تجعله خاتما في إصبعها بل حذاء في قدمها، ولكن وبمرور الزمان بدأ المستر دويل ينفر منها ومن البيت ولا يقيم وزنا لكلامها أو مشاعرها، فغيرت أسلوب التعامل معه، ثم توصلت إلى نظرية مفادها أن طاعة الزوجة الكاملة للزوج ضمان لاستمرار ونجاح الزواج.
بعض الرجال لا تنفع معهم الزوجة مهما كانت طيبة ومطيعة وبنت ناس (أليس كل إنسان حتى لو كان سيء الخلق والسلوك ابن ناس؟) فكثير من الرجال يصعب إرضاؤهم، فهم لا يحبون الزوجة الذكية ويعتبرونها متعالية، ويقول الرجال إنه إذا كانت النساء يتحلين بأي قدر من الذكاء فكيف تكون أزرار قمصانهن (بلوزاتهن) من الخلف؟ أما إذا كانت الزوجة غبية فإنهم «يستعرون» منها، ومن يقرأ في الصحف العربية والخليجية بالذات المعارك الكلامية حول الزواج بالجامعيات يحسب أن الفتاة الجامعية كائن غير آدمي منبّت وبلا جذور، وإذا تزوجت بها فستكتشف أنها لا تحسن شيئا سوى الحديث عن أفلاطون، والنظرية النسبية ونقد الشعر عند قدامة بن جعفر (أنا بريء منه، لا هو ابني ولا أنا أعرفه سوى من كتب نقد الشعر القديمة).
مع أن البنات الجامعيات في واقع الأمر طيبات وبسيطات. منا وفينا، ونتاج الكبسة المدرسية التي يتم حشو عقولهن بها، أي إنهن مثلنا ببغاوات عقولهن في آذانهن! ولكنها عقدة التعالي عند الرجل الشرقي الذي لا يرضى بزوجة إلا إذا كانت دونه فهما وإدراكاً، ومع هذا، فإذا تواضعت الزوجة اعتبر ذلك ضعة واحتقرها، وقد فضح كل ذلك تلميذ صغير كان في زيارة مدرسية إلى حديقة الحيوان، فعندما شاهد غزالة -وكانت تلك أول مرة يشاهد فيها ذلك الحيوان الجميل - سأل مدرسه: ما هذا الحيوان يا أستاذ؟ فأراد المدرس أن يلتزم بنظرية تربوية تحض على عدم تقديم أجوبة جاهزة لأسئلة التلاميذ فقال: اسم هذا الحيوان هو نفس الاسم الذي ينادي به أبوك أمك!! هنا صاح التلميذ مستنكراً: هل تظن أنني لا أعرف شكل الحمارة؟
وبالطبع فهناك الزوجة التي توصل زوجها إلى السجن أو إلى القبر فيدخلهما وهو يدندن طربا، وكان صاحبنا متزوجا بامرأة من تلك الفصيلة وظل على فراش الموت عدة أيام دون أن يذوق طعاما أو شرابا، وذات مساء تسللت إلى خياشيمه رائحة طعام أخاذة، فتحامل على نفسه وجلس على الفراش ثم سحب ساقيه ووقف عليهما بصعوبة، وكادت قواه - الخائرة أصلا - أن تنهار عندما أدرك أن رائحة الطعام تأتيه من الطابق الأرضي للبيت، ولكن وطأة الجوع وإغراء رائحة الطعام حملاه على الزحف حتى السلم الذي يسميه البعض الدرج، فرأى عدة أصناف من الأطعمة، ليس من بينها الكبسة الرتيبة أو الفول السمج، فواصل الزحف على مؤخرته إلى أن أمسك بطرف الطاولة ومد يده لتناول قطعة لحم حمراء، هنا فوجئ بضربة شديدة على يده بمغرفة الطعام وجاءه صوت زوجته: هذا للمعزين!
وأختم زاوية اليوم بإعادة سرد حكاية الزوج الأمريكي الذي قرر مصالحة زوجته بعد طول خصام، وسبقها إلى ميامي في فلوريدا في الصيف ليعد لها استقبالا حافلا ثم بعث إليها برسالة بالبريد الإلكتروني على العنوان الخطأ ووصلت الرسالة إلى سيدة كانت قد فقدت زوجها قبل يوم واحد وما أن قرأتها حتى وقعت ميتة أمام الكمبيوتر وعلى الشاشة وجد أقاربها رسالة تقول: وصلت هنا قبل قليل.. الحر لا يطاق.. سأكون في انتظارك مساء اليوم!!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك