زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
أضحي بشبابي من أجل الهوليووديات
رغم أنني مثل الملايين من أبناء وبنات العالم الثالث والسفلي لدغت مرارا من جحر الخواجات (الجنس الذي يوصف بالبياض)، فإن قلبي الأبيض يحملني على مد يد العون والنصح اليهم، من باب اننا جميعا نسل آدم وحواء، وسأحكي لكم اليوم وقائع مثبَّتة، ثم أثبت أنني فاعل خير:
تبرع مليونير أمريكي بمليونين و300 ألف دولار لأحد معاهد الأبحاث في مدينة أوستن بولاية تكساس، لإنفاقها على استنساخ الحيوانات الأليفة المنزلية كالكلاب والقطط، بعد أن نما إلى علمه أن بعض الأرامل يرغبن في استنساخ حيواناتهن المنزلية للحصول على نسخ طبق الأصل منها كي تدوم المودة بينهن والحيوانات بعد أن تموت النسخ الأصلية، وكانت الممثلة الأمريكية الحيزبون الدردبيس الراحلة إليزابيث تايلور قد استنسخت كلبها بكلفة قدرها نصف مليون دولار، والمعروف أن هذه «الولية» تزوجت إحدى عشرة مرة أي 11 رجلاً، ولم تستطع أن تحتفظ بواحد منهم أكثر من سنتين، ومن ثم فقد اقتنعت بأنها لن تجد أنيسا سوى كلبها. ومن سخرية القدر أن الكلب المستنسخ عاش حتى عام 2019، بينما توفيت هي في مارس 2011 بعد استنساخه بأشهر قليلة، وتركت له ثروة تكفل له العيش «الكريم» بدليل أنه كان يتناول وجبات أكثر دسامة ووسامة من تلك التي كان يتناولها القائمون على خدمته.
وبما أنني نذرت نفسي لعمل الخير ومد يد العون للنساء وخاصة نجمات السينما اللائي فاتهن قطار الزواج، فإنني أعرب عن كامل استعدادي للزواج بأي ممثلة هوليوودية، تجاوز عمرها الستين وكانت خالية طرف خلال السنوات العشر الأخيرة، وأرجو من العرب المغتربة اي الذين يدرسون في أمريكا ويطالعون هذه الصحيفة أن يكثروا من زيارة مواقع النت والصحف الصفراء لحصر أعداد سعيدات الحظ اللواتي سيدخلن مسابقة الاقتران بي والعيش في السودان، وستقيم الزوجة الهوليوودية في السودان، جبرا لخاطر زوجتي السودانية «العودة» أي الكبيرة «مقاما وليس سنا، نسأل الله اللطف والحماية من كل مكروه»، كما أنني على استعداد للتضحية بالعيش معها في ضاحية بيفرلي هيلز في هوليوود، وشرطي الوحيد لدخول هذه الزيجة هو أن تتحجب، ولا تنجب.
ولكن وبكل جدية والله لو كنت أعزبا، بعد ان رفضتني بنات العرب وإفريقيا، لما جالست صنف الخواجيات من النساء اللواتي تطلق الواحدة منهن كذا زوج وتطرد الابن / الابنة من البيت بمجرد بلوغ الواحد منهما سن الثامنة عشرة، لكنها لا تفرط في كلابها او قططها مهما تبولت على الأثاث ومزقته.
واعتقد أن العمل في مجال السينما يفسد الإنسان ليس بالضرورة بمعنى جعله منحلا من الناحية الأخلاقية، ولكن بمعنى أنه تقطع صلته بمحيطه الاصلي أي العائلة والجيران والأقارب، فتصبح العلاقات مقتصرة على العاملين في نفس المجال، وبالتالي فهي علاقات غير ثابتة لأنها تنتهي بانتهاء تصوير فيلم أو أكثر، ومن ثم فإن هوليوود تشهد أعلى معدلات الانتحار في العالم، لأن الحياة تحت الأضواء تجعل الانسان يمارس «التمثيل»، على المستوى الاجتماعي، وفي منعطف معين يفتقد الانسان الصحبة والمحبة الصادقة، ويحس رغم المال والجمال أنه «مقطوع من نبات طفيلي»، وتصبح الحياة خواء لا تملؤه المسكرات والمخدرات، فيكون الخيار ان يقول للحياة باي باي.
أريد أن استثني الممثلة أنجلينا جولي، وشخصيا لا أرى فيها مسحة من جمال، فلديها شفتان كمشفري ناقة، كما أنها ذات عود ناشف، أي عبارة عن هيكل عظمي، ولكنها نجحت في إقناع زوجها السابق براد بيت بأن المال لا طعم له ما لم يكن لدى المحتاجين، ومن ثم تبنت نحو سبعة أيتام من آسيا وإفريقيا، وما من منطقة تشهد كارثة إلا وتوجهت إليها، ولأنها هوليوودية فإن أغنياء العالم يتبرعون لها أينما ذهبت، لإغاثة ضحايا الكوارث.
(ثارت ضجة عارمة في السودان قبل أعوام عندما ذاع أمر اعتزام الممثلة المصرية إلهام شاهين زيارة البلاد - ليه ما اعرفش - وهناك متخلفون عارضوا تلك الزيارة، وقد ضممت صوتي إلى أصواتهم!!)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك