زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن ضحايا التخريف والدجل
من عاداتي الراتبة ان اكتب في يناير من كل عام عن شوربة ماغي فرح، تلك السيدة اللبنانية التي تطالعنا بنهاية كل عام تقويمي بقراءتها للطوالع في ضوء حركة الكواكب وتأثيرها على الأبراج، وكيف ان من يصدقون خطرفاتها يعانون من خلخلة في براغي أدمغتهم، ولكن ولأن «الضرب في الميت حرام»، لن أخوض في سيرتها هذه السنة، وأحكي لكم عن وقائع تؤكد ان التخريف منتشر وبائيا في عالمنا.
نبدأ بالمواطن العراقي الذي وقع في حيص بيص بعد أن اكتشف أن الخروف الذي كان يعتزم ذبحه غير صالح للأكل، لماذا؟ لأن الخروف نفسه من أكلة اللحوم وقام بالتهام دجاجات صاحبنا، تماما كما فعل الحمار كان يملكه صحفي يعمل في جريدة الزوراء العراقية، واتضح أنه ليس نباتيا بل يفضل اللحوم على العلف. وهذا في تقديري دليل وعي الحيوانات في العراق، ويبدو أنها سمعت بأن العراقيين يلتهمون أم علي بشراهة، فقالوا: طالما البشر يأكلون لحم البشر، فما الضير في أن نأكل نحن لحم المواشي والدواجن؟ ثم أن اضطراب الحكم في العراق على مدى عقود، وصعود وكلاء للتتر بعد «حرب التحرير» في عام 2003، سبب خللا في البشر والبقر والحجر.
ثم كان ما كان من أمر العراقي الذي اشترى قردا بخمسة وثلاثين مليون دينار بعد أن أقنعه البائع بأن القرد من أصحاب الكرامات، بدليل أنه كان يشتري له يوميا سطلا كاملا من الآيسكريم، تماما كذلك التيس الذي ظهر ذات عام في الضفة الغربية المحتلة، والذي بدأ يدر الحليب إما لأنه شاذ جنسيا أو خنث مشكل فقررت الجماهير أن ذلك الحليب يزيل العقم، (اتضح لاحقا أن التيس كان مصابا بسرطان الخصية وأن الذين شربوا ما حسبوه لبنا معجزة شربوا في واقع الامر افرازات صديدية).
ونعود إلى حكاية القرد الفلتة، فقد قال البائع للمشتري أن القرد متخصص في صيد الطيور، مما يعني أن القرد قادر على الطيران بسرعة الصقور، وصدق المشتري الذي يبدو أنه يملك دماغا في حجم دماغ الصقر تلك الأكذوبة، ودفع في القرد مبلغا يعادل وقتها نحو 15 ألف دولار أمريكي ثم اكتشف بعد فوات الأوان أن القرد الذي اشتراه يعاني من الإسهال والبواسير والتهاب المفاصل، وانتهى الأمر بالرجل أن فقد عقله بعد أن فقد ماله، ويجلس يوميا في سوق الغزل ببغداد والقرد المعجزة إلى جواره.
لدينا في السودان بركات مستوردة من غرب أفريقيا، فتجد شخصا يبيع «عرق المحبة» وهو عادة جزء من عرق شجرة إذا وضعت جزءًا منه في طعام أو شراب وقدمته للمحبوب وقع في غرامك رأسًا على عقب، وإذا كانت حبيبتك تسكن مثلاً في شقة في عمارة ذات عشرة طوابق، ولم تجد سبيلاً لدخول مطبخ عائلتها لأن أباها رجعي، فما عليك سوى أن تحوِّل عرق المحبة إلى بودرة أي مسحوق وتصبه في خزان الماء الموجود على سطح المبنى فتكون النتيجة أن كافة الفتيات في العمارة سيقعن في غرامك مما يعطيك الفرصة لاختيار الأفضل من بينهن بدلاً من مطاردة واحدة فقط.
ملحوظة: عندي عينات من ذلك العرق أقوم ببيعها لخاصة الخاصة بمبالغ رمزية وإذا لم يأت العرق مفعوله فسيتم رد ربع المبلغ للمشتري بشرط أن يحضر الى المحل الخاص بي في دارفور، كما أن لدي وصفة لهزيمة اسرائيل وداعش وبشار وبوتين وبايدن واسترداد الأندلس، بل واستعمار الصين، بحيث يكون لدينا أكثر من مليار زبون للكبسة والفول والشاورما، ففي السودان يرابط عدد من أهل غرب أفريقيا متخصصون في تزويد من يرغب بتميمة تجعله محصنا ضد السلاح، فلا تخترق جسمك سكين أو طلقة رصاص، أما كيف لم يستخدموا تلك التميمة لمحاربة القوى الأوربية التي استعمرتهم، فسؤال جوابه ليس عندي فأنا مجرد سمسار، وقد سألت أحدهم لماذا لا تسلحوا الجنود الذين يحاربون منظمة بوكو حرام التي دوخت نيجريا وتشاد والكميرون بتلك التميمة، فقال: المشكلة أن جماعة بوكو حرام لديهم نوع قوي من تلك التميمة لا تجدي معه إلا القذائف الصاروخية!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك