زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
جعفريتش بديلا لغوتيريش
لا أقول من باب التباهي إن لي تجربة غنية في مجال العمل لكسب الرزق، ليس لأنني فلتة من فلتات الزمان، ولكن لأن تجربتي متنوعة بمعنى إنني غيرت طبيعة عملي أكثر من مرة ثم عملت في خمس دول مختلفة هي السودان وقطر والإمارات والسعودية وبريطانيا، مدرسا ومترجما وصحفيا ورقيّاً، وتلفزيونجيا، وعاملا في مجال العلاقات العامة في شركة كبيرة، ومن ثم فعن تجربة أقول إن تنويع الخبرات بتغيير نوع وطبيعة وجهة العمل، يُحسَّن فرص الحصول على وظائف أفضل. نعم هذا رأي شخصي، لا يستند إلى دراسة أجراها خبراء واستشاريون ذوو عيون زرق أو خضر، بل مبني على تجارب شخصية تخصني وتخص بعض من أعرفهم.
وأستدرك وأقول إن تغيير طبيعة العمل لا يعني بداهة أن تسعى إلى الانتقال من إدارة الحسابات إلى الإدارة الهندسية، أو من العلاقات العامة إلى قسم الميزانية، بل أن تحاول تعزيز قدراتك ومهاراتك بتغيير طبيعة عملك في حدود مؤهلاتك العلمية والعملية، وعلى كل حال أفكاري حول الموضوع غير ملزمة لأحد، ولكنني وعلى المستوى الشخصي كنت على الدوام أميل لتغيير عملي، وَجِهة عملي كل بضع سنوات سعيا نحو الأفضل ماديا ومهنيا ومعنويا، ولكنني أعترف بأن ذلك أتى علي بنتائج كارثية في إحدى المرات حين وجدت نفسي في بيئة عمل مريضة تقوم على التجسس والنميمة، وأدركتني رحمة من ربي وغادرت تلك البيئة قبل أن أصاب بفشل كلوي.
عموما، فإنني ومنذ دخولي الحياة العملية ظللت استكشف فرص العمل الجديدة مهما كانت الوظيفة التي أشغلها مريحة ومجزية، وما من وظيفة طرحت في السوق ووجدت نفسي مؤهلا للمنافسة عليها إلا وقدمت أوراقي للفوز بها، وفزت بوظائف كثيرة ثم رفضتها لسبب أو لآخر.
وقد أتيت إلى منطقة الخليج قبل أكثر من 30 سنة وأنا أحلم بالثراء والثروة، ثم تخليت عن ذلك الحلم بعد أن رأيت أن معظم أهل الخليج ليسوا أفضل مني حالا، بل وربما كان كثيرون منهم أتعس مني من حيث الأوضاع المادية، وطالما أن منطقة الخليج «فشَّلتني»، ولم تساعدني على أن أصبح ثريا، بل وارتفعت كلفة المعيشة فيها مؤخرا بدرجة أنه كلما نلت علاوتي السنوية رفعوا أسعار السلع بما يعادل ثلاثة أضعاف تلك العلاوة، فقد قررت ليس فقط أن (أخلع) من وظيفتي الحالية بل من منطقة الخليج بأكملها، ولكنني بحاجة إلى مساعدة دول الخليج والدول العربية كي أحصل على الوظيفة التي أصبو إليها.
من دون لف أو دوران أريد أن أصبح الأمين العام للأمم المتحدة (تضحك؟ الله يسامحك).. نعم فولاية الأمين العام الحالي أنتونيو غوتيريش ستنتهي قريبا، وقد بدأ السباق المكتوم لاختيار خلف له (رغم أن الرجل باق حتى نهاية 2026). وأعتقد أنني أصلح لهذا المنصب، وأهل له، فعملا بموضة التوريث العربية فقد كان الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية، كوفي أنان بلدياتي، لأنه أصلا من غانا، ومن جهة أخرى قد يكون من أقاربي بحكم أن العرب عرّبوه فجعلوه (عنان) باعتبار أنه كوفي أي من الكوفة.
والأهم من كل ذلك أنه مطلوب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يمشي على العجين الأمريكي دون أن (يلخبطه)، وأنا على استعداد لأن أكون شخشيخة في يد الأمريكان ومدح جهودهم المقدرة في نشر الأمن والسلام في الصومال والعراق وأوكرانيا وأفغانستان. وإذا طلبت واشنطن نشر قوات دولية في غرب السودان، فإنني سأؤيد نشر تلك القوات في الخرطوم والقاهرة لتنظيم حركة المرور.
باختصار، أنا مستعد لمساندة أي عمل خير تأمر به القيادة المركزية لـ (محور الخير) في واشنطن.. المهم عندي هو الراتب.. الأمين العام للأمم المتحدة يتقاضى راتبا قدره 150 دولارا في الساعة ولا يدفع فواتير الهاتف والكهرباء والماء ويسافر ويقيم في فنادق ببلاش.. وأعرف أنني لن أبقى في المنصب أكثر من سنة لأن ضميري سيستيقظ وألعن أبو خاش أمريكا ويتم طردي شر طردة من نيويورك ولكن (بعد إيه)؟ أكون قد (كَوَّنت نفسي) بل أكتب مذكراتي وأبيعها بالملايين و (أفتك) من الخليج والسودان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك