العدد : ١٦٨٣٩ - الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٩ - الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الأخطر من «الاعتياد» .. وحلل يا «دويري»..!!

في‭ ‬أحد‭ ‬مساجد‭ ‬مدينة‭ ‬الحد‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬إمام‭ ‬المسجد‭ ‬هناك‭ ‬محافظا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬فروض‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬دعاء‭ ‬القنوت‭ ‬لنصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬والجوامع‭ ‬جعلت‭ ‬دعاء‭ ‬القنوت‭ ‬خلال‭ ‬صلاة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬فقط،‭ ‬والبعض‭ ‬ربما‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يقنت‭.‬

لا‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولا‭ ‬ضرر‭ ‬ولا‭ ‬خطأ،‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الاعتياد‮»‬‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬هو‭ ‬الضرر‭ ‬والخطأ‭.. ‬ولربما‭ ‬كانت‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الاعتياد‮»‬‭ ‬سلوك‭ ‬إنساني‭ ‬طبيعي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزاحم‭ ‬المشاغل،‭ ‬وتعقيدات‭ ‬الحروب،‭ ‬وتداخل‭ ‬الأمور‭.. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬التذكير‭ ‬بنصرة‭ ‬ودعم‭ ‬فلسطين،‭ ‬هو‭ ‬الواجب‭ ‬والمسؤولية‭.. ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬الخطابات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬خير‭ ‬مثال،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والنهج‭ ‬الحكيم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬وسيلة‭ ‬فاعلة‭ ‬في‭ ‬استمرارية‭ ‬‮«‬إحياء‮»‬‭ ‬التضامن،‭ ‬وكسر‭ ‬‮«‬الاعتياد‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬رددوا‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬حلل‭ ‬يا‭ ‬دويري‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬لمتابعة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬لما‭ ‬يقوله‭ ‬المحلل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬‮«‬فايز‭ ‬الدويري‮»‬‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬حقائق‭ ‬الأوضاع‭ ‬المبشرة‭ ‬للنصر‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

منذ‭ ‬أيام‭ ‬كتب‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬سليمان‭ ‬جودة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الاعتياد‮»‬،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬الاعتياد‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬يقتل‭ ‬الشغف‭ ‬بالأشياء،‭ ‬ويجعل‭ ‬الأمر‭ ‬يتحول‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬كانت‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تستوقف‭ ‬أحدًا‭.. ‬وإذا‭ ‬استوقفتهم‭ ‬ففي‭ ‬أقل‭ ‬القليل‭.‬

وحتى‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬والصفحات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الجرائد،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تلاحظ‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه،‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬أخبار‭ ‬الحرب‭ ‬تراجعت‭ ‬درجة،‭ ‬وربما‭ ‬درجات‭ ‬عن‭ ‬الصدارة‭.. ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬أخبارًا‭ ‬أخرى‭ ‬تزحف‭ ‬لتحل‭ ‬محلها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬لم‭ ‬تتوقف،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المقتلة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مستمرة‭ ‬بعنفها‭ ‬وجنونها،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬حصد‭ ‬الأرواح‭ ‬يمضي‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬مثل‭ ‬الأول‭ ‬وأكثر‭.‬

ولابد‭ ‬أن‭ ‬المتابع‭ ‬لأخبار‭ ‬الحرب‭ ‬عنده‭ ‬أعذاره،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مأخوذًا‭ ‬إليها‭ ‬بكل‭ ‬حواسه‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر،‭ ‬ولكن‭ ‬حواسه‭ ‬كلها‭ ‬قد‭ ‬أرهقتها‭ ‬الحرب‭ ‬بما‭ ‬يكفي،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬لأن‭ ‬الحرب‭ ‬دامت‭ ‬شهرين‭ ‬كاملين،‭ ‬وكادت‭ ‬تطوي‭ ‬شهرها‭ ‬الثالث‭.‬

وما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬تكرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭.. ‬فهي‭ ‬تكاد‭ ‬تدخل‭ ‬عامها‭ ‬الثالث،‭ ‬وهي‭ ‬تدور‭ ‬بوتيرتها‭ ‬الأولى،‭ ‬وربما‭ ‬بوتيرة‭ ‬أعلى،‭ ‬ولكن‭ ‬المتابع‭ ‬لها‭ ‬فقد‭ ‬الشغف‭ ‬بها،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬اهتمامه‭ ‬بتفاصيلها‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بدايتها،‭ ‬وصار‭ ‬إذا‭ ‬صادفته‭ ‬أخبارها‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬صحيفته‭ ‬المفضلة،‭ ‬قفز‭ ‬فوقها‭ ‬إلى‭ ‬غيرها‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬حظ‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بأفضل‭ ‬من‭ ‬حظ‭ ‬الحربين‭ ‬السابقتين،‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تطحن‭ ‬السودانيين‭ ‬منذ‭ ‬اشتعلت‭ ‬في‭ ‬إبريل،‭ ‬ولكن‭ ‬جاءت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬فغطت‭ ‬فوقها،‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬الاعتياد‭ ‬فغطى‭ ‬على‭ ‬الحروب‭ ‬الثلاث‭ ‬أو‭ ‬كاد‭.. ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬وقود‭ ‬الحروب‭ ‬الثلاث‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬آحاد‭ ‬الناس‭.‬

لذلك‭ ‬كله‭ ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬نقول‭: ‬أن‭ ‬الأخطر‭ ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬‮«‬الاعتياد‮»‬‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬هو‭ ‬التحول‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اعتياد‮»‬‭ ‬التشكيك‭ ‬والمزايدة‭ ‬وربما‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وذلك‭ ‬لا‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬اعتيادا‮»‬‭ ‬ولكنه‭ ‬يسمى‭ ‬أمرا‭ ‬آخر‭.. ‬وحلل‭ ‬يا‭ ‬‮«‬دويري‮»‬‭..!!‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا