العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٥ - الاثنين ٠٦ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٥هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

كلام خشن بعض الشيء

أطالع‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬جولات‭ ‬قديمة‭ ‬لمقدم‭ ‬البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬جاي‭ ‬لينو‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬وهو‭ ‬يختبر‭ ‬معلومات‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ويسأل‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬ديانة‭ ‬اهل‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيقول‭ ‬معظمهم‭ ‬انها‭ ‬الإسلام،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬قارة‭ ‬يوجد‭ ‬العراق،‭ ‬فيقول‭ ‬البعض‭: ‬في‭ ‬تركيا؛‭ ‬وكنت‭ ‬أضحك‭ ‬على‭ ‬صاحبي‭ ‬الذي‭ ‬كلما‭ ‬زعل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬قال‭ ‬له‭: ‬أصبر‭ ‬الأيام‭ ‬‮«‬بينما‮»‬،‭ ‬وعلى‭ ‬بنتي‭ ‬التي‭ ‬سمعت‭ ‬كلمة‭ ‬فلافل‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬وسألتني‭: ‬الفلافل‭ ‬حيوان‭ ‬وللا‭ ‬نبات،‭ (‬نحن‭ ‬نسميها‭ ‬طعمية‭) ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬ضحالة‭ ‬ثقافتها‭ ‬الدينية‭ ‬عندما‭ ‬اتضح‭ ‬أنها‭ ‬تحسب‭ ‬إمساكية‭ ‬رمضان‭ ‬قائمة‭ ‬بالأطعمة‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الإمساك‭ ‬للصائم‭. ‬وعندما‭ ‬سألتها‭ ‬عن‭ ‬التيمم‭ ‬قالت‭ ‬إنه‭ ‬الوضوء‭ ‬بالتراب‭.‬

ثم‭ ‬طالعت‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬أجرته‭ ‬صحيفة‭ ‬عربية،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬يلعب‭ ‬مهاجما‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك‭ (‬يعني‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬حيا‭). ‬أما‭ ‬المناضل‭ ‬الفذ‭ ‬كاسترو‭ ‬آخر‭ ‬العمالقة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الأقزام‭ ‬فقد‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬زيت‭ ‬الخروع‭ (‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬اسمه‭ ‬يسبب‭ ‬الإسهال‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭)‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأسبق‭ ‬ديغول‭ ‬أصبح‭ ‬الكلمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لحارس‭ ‬المرمى‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ (‬غول؟‭). ‬وسئل‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬عبده‭ ‬فردوا‭ ‬في‭ ‬تهكم‭: ‬منذ‭ ‬متى‭ ‬صار‭ ‬المطربون‭ ‬شيوخا؟‭ ‬كارتر‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬طيران‭ ‬أمريكية،‭ ‬ورابعة‭ ‬العدوية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬تتبوأ‭ ‬منصبا‭ ‬وزاريا‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ (‬أشمعني‭ ‬اليمن؟‭ ‬الله‭ ‬أعلم‭)‬،‭ ‬وجهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الشين‭ ‬بيت‭ ‬كان‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬اسم‭ ‬حي‭ ‬البغاء‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ (‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بهذا‭ ‬التخريج‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬بيت‭ ‬شين‭ ‬وسيء‭ ‬السمعة‭)‬،‭ ‬والهستامين‭ ‬هو‭ ‬اتحاد‭ ‬العمال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وهنغاريا‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬المجر،‭ ‬أصبحت‭ ‬الكلمة‭ ‬اللاتينية‭ ‬للمجاعة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬البنكرياس‭ ‬هو‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬اليونان،‭ ‬والحجاب‭ ‬الحاجز‭ ‬هو‭ ‬تعويذة‭ ‬تمنع‭ ‬عنك‭ ‬العين‭ ‬الحاسدة‭ ‬وكيد‭ ‬الأعداء،‭ ‬وماركس‭ ‬آند‭ ‬سبنسر‭ ‬هما‭ ‬مفكران‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أوكسفورد‭ ‬وضعا‭ ‬أسس‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق،‭ ‬والألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬قصيدة‭ ‬تحوي‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬النحو‭.‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬قرأت‭ ‬خلاصة‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬تلك‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أضحك‭ ‬كلما‭ ‬تذكرت‭ ‬حكاية‭ ‬الطفل‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬الذي‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬المعلمة‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬لبلاده‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬التي‭ ‬أسعدته‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬كانوا‭ ‬يحفظون‭ ‬النشيد‭: ‬كده‭ ‬كده‭ ‬يا‭ ‬التريللا،‭ ‬سايقها‭ ‬قندرانو،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعرفه‭ ‬ذلك‭ ‬الطفل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬يحسبون‭ ‬أن‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬لبلاده‭ ‬هو‭: ‬المامبو‭ ‬السوداني‭.. ‬مامبو،‭ ‬وأن‭ ‬كسلا‭ ‬مدينة‭ ‬سودانية‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬أهلها‭ ‬بأي‭ ‬عمل‭ ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬يحترفون‭ ‬النوم‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الشيء‭ ‬بالشيء‭ ‬يذكر‭ ‬فإنني‭ ‬أعجب‭ ‬لاعتقاد‭ ‬سائد‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بأن‭ ‬السودانيين‭ ‬قوم‭ ‬كسولون‭ ‬ولهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نكات‭ ‬عجيبة‭.‬

ولكن‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اتهامهم‭ ‬بالكسل‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬العرب‭ ‬فهذه‭ ‬تو‭ ‬ماتش، too much بالمصري،‭ ‬كتيرة‭ ‬وواسعة‭ ‬قوي‭. ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬العرب‭ ‬أهل‭ ‬همة‭ ‬ونشاط‭ ‬ومن‭ ‬فرط‭ ‬حبهم‭ ‬لبذل‭ ‬الجهد‭ ‬والعرق‭ ‬فإنهم‭ ‬لا‭ ‬يكتفون‭ ‬بالسجائر‭ ‬العادية‭ ‬بل‭ ‬يجعلون‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬دكان‭ ‬ودكان‭ ‬مقهى،‭ ‬للتشييش،‭ ‬وقد‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬الزميلة‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭ ‬تقريرًا‭ ‬يقول‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬حظر‭ ‬الشيشة‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬ابتكرت‭ ‬المقاهي‭ ‬نظام‭ ‬التسليم‭ ‬في‭ ‬المنازل،‭ ‬ألو‭ ‬معاك‭ ‬حسان‭ ‬حسون‭ ‬من‭ ‬الخالدية،‭ ‬أرجوك‭ ‬تجيب‭ ‬لي‭ ‬واحد‭ ‬شيشة‭ ‬بنكهة‭ ‬الفراولة‭.. ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬فضلك،‭ ‬عايزة‭ ‬أيه‭ ‬يا‭ ‬أم‭ ‬حسنين؟‭ ‬لو‭ ‬سمحت‭ ‬أديني‭ ‬شيشة‭ ‬تانية‭ ‬بنكهة‭ ‬التفاح‭.. ‬قلت‭ ‬إيه‭ ‬يا‭ ‬حسنين؟‭.. ‬طيب‭ ‬خليهم‭ ‬ثلاثة‭ ‬والثالثة‭ ‬بنكهة‭ ‬الخس،‭ ‬وبعد‭ ‬دقائق‭ ‬يأتيك‭ ‬الرفيق‭ ‬الركن‭ ‬كومار‭ ‬حاملا‭ ‬‮«‬الطلبات‮»‬‭.‬

والإنسان‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬قوته‭ ‬الجسدية‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة‭ ‬ذات‭ ‬نظام‭ ‬التعشيق‭ ‬الأوتوماتيكي‭ ‬برجل‭ ‬واحدة‭ ‬ويرفع‭ ‬رجله‭ ‬اليسرى‭ ‬على‭ ‬المقعد‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬يجلس‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬مكتبه‭ ‬وهو‭ ‬يتسامر‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬حول‭ ‬نتائج‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وتصفيات‭ ‬الكنكان‭ ‬الليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وفي‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬يتساقط‭ ‬اللاعبون‭ ‬كأوراق‭ ‬الخريف‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬المباراة‭ ‬ويتنرفزون‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يحتسب‭ ‬الحكم‭ ‬ضربة‭ ‬جزاء‭ ‬لصالحهم‭ ‬إذا‭ ‬دخلت‭ ‬حشرة‭ ‬في‭ ‬أذن‭ ‬أحدهم‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الملعب،‭ ‬ويتهمون‭ ‬الحكم‭ ‬بالخيانة‭ ‬الزوجية‭ ‬وتهريب‭ ‬البشر‭. ‬وما‭ ‬يؤكد‭ ‬عروبة‭ ‬السودان‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قلته‭ ‬أعلاه‭ ‬فيهم‭ ‬أيضًا‭ ‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬يتفوقون‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬العرب‭ ‬بشغفهم‭ ‬بالجدل‭ ‬السياسي‭ ‬وباتخاذهم‭ ‬الحوار‭ ‬السياسي‭ ‬ذريعة‭ ‬لتأجيل‭ ‬أعمال‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا