العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

لا يتكررون

}‭ ‬يعجبني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬معلق‭ ‬كروي،‭ ‬إذاعيا‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬تلفزيونيا؛‭ ‬من‭ ‬يشعرني‭ ‬بالمتابعة‭ ‬الفعلية‭ ‬وكأنها‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬وإن‭ ‬لحقت‭ ‬بالاستماع‭ ‬والمشاهدة‭ ‬متأخرا‭ ‬فلديه‭ ‬التفصيل‭ ‬الفني،‭ ‬وإشعار‭ ‬من‭ ‬يتابعه‭ ‬بالوقت،‭ ‬وبالأحداث‭ ‬بتوقيتاتها،‭ ‬أي‭ ‬يشعرك‭ ‬بأنك‭ ‬تعيش‭ ‬الحدث‭ ‬ميدانيا‭ ‬بكل‭ ‬تفصيلاته،‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬الوضع‭ ‬بين‭ ‬الاستماع‭ ‬والمشاهدة‭.‬

 

}‭ ‬وأربعة‭ ‬أظنهم‭ ‬يشار‭ ‬لهم‭ ‬بالبنان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي؛‭ ‬وهم‭ ‬المصري‭ (‬محمد‭ ‬لطيف‭)‬،‭ ‬والفلسطيني‭ (‬أكرم‭ ‬صالح‭)‬،‭ ‬والكويتي‭ (‬خالد‭ ‬الحربان‭) ‬والإماراتي‭ (‬عدنان‭ ‬الحمادي‭)‬؛‭ ‬والأربعة‭ ‬كقامات‭ ‬في‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬يمثلون‭ ‬مدارس؛‭ ‬قل‭ ‬أن‭ ‬تتكرر،‭ ‬ولمن‭ ‬لم‭ ‬يسمعهم‭ ‬ويتابعهم؛‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬التعليق‭ ‬بفنونه‭ ‬وحلاوته‭.‬

 

} ويمتاز‭ ‬الأربعة‭ ‬بسرعة‭ ‬البديهة،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬من‭ ‬يستمع‭ ‬إليهم؛‭ ‬إن‭ ‬عبر‭ ‬الأثير‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬التلفاز،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لهم‭ ‬قدرات‭ ‬فنية‭ ‬تساعد‭ ‬المستمع‭ ‬لأن‭ ‬يعيش‭ ‬أحداث‭ ‬المباراة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يستمع‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المذياع؛‭ ‬وكأنه‭ ‬يعيش‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الملعب،‭ ‬ويحترمون‭ ‬ثقافته‭ ‬عند‭ ‬مشاهدته‭ ‬عبر‭ ‬التلفاز‭!‬

 

}‭ ‬خفة‭ ‬الظل‭ ‬ميّزت‭ ‬الأربعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬أجواء‭ ‬المباراة،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬يشعرون‭ ‬بأن‭ ‬المستمع‭ ‬أو‭ ‬المشاهد‭ ‬يحتاجها،‭ ‬ويعرفون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬كمية‭ ‬معلومات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬أجواء‭ ‬الحدث،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬اختيارهم‭ ‬للمعلومة‭ ‬آنذاك‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل؛‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬معلقي‭ ‬اليوم‭ ‬بخروجهم‭ ‬الدائم‭ ‬عن‭ ‬أجواء‭ ‬المباراة‭.‬

 

}‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ (‬الطرفة‭) ‬حين‭ ‬تحضر‭ ‬معهم،‭ ‬فإنها‭ ‬تستمر‭ ‬مع‭ ‬المستمع،‭ ‬وبالذات‭ ‬إنها‭ ‬تأتي‭ ‬بتلقائية‭ ‬نادرة،‭ ‬فالكابتن‭ ‬لطيف‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬لم‭ ‬تخرِّج‭ ‬مصر‭ ‬مثله،‭ ‬لناحية‭ ‬الأسلوب‭ ‬في‭ ‬التعليق،‭ ‬والحال‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الحربان‭ ‬الذي‭ ‬يقلده‭ ‬أغلب‭ ‬المعلقين‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬بينما‭ ‬أحدث‭ ‬أكرم‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬التعليق‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬السعودي‭ ‬وكذا‭ ‬كان‭ ‬الحمادي‭ ‬إماراتيا‭!‬

 

}‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ (‬البحرين‭) ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لي‭ ‬أن‭ (‬أبخس‭) ‬معلقينا‭ ‬حقهم‭ ‬من‭ ‬الإشادة؛‭ ‬وإن‭ (‬ظلموا‭) ‬في‭ ‬التعليق‭ ‬الدولي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬فضائيتنا‭ ‬ليست‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬ذلك؛‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬مرافقة‭ ‬لمبارياتنا‭ ‬النخبوية‭ ‬دوليا،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬منصفة‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬المحلي‭ ‬كأولوية،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإذاعي؛‭ ‬فإنه‭ ‬بعد‭ (‬المحروس‭) ‬قلّ‭ ‬النقل‭ ‬المباشر‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬أثر‭!‬

 

}‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬معلقينا‭ ‬المحليين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الحقب،‭ ‬والذين‭ ‬يتباينون‭ ‬في‭ ‬قدراتهم‭ ‬بين‭ ‬جيل‭ ‬وآخر‭ ‬؛‭ ‬كان‭ ‬يمكنهم‭ ‬الإبداع‭ ‬لو‭ ‬توافرت‭ ‬لهم‭ ‬الإمكانات‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬نظراؤهم‭ ‬في‭ ‬الفضائيات‭ ‬الخليجية؛‭ ‬الخاصة‭ ‬والحكومية،‭ ‬وبالذات‭ ‬أن‭ ‬الأغلب‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬لهم‭ ‬فرصة‭ ‬التدريب‭ ‬والاحتكاك‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخارجي،‭ ‬وكم‭ ‬هم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإنصاف‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المادي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا