الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الموقف البحريني.. حتى لا تختلط الأوراق
موقف مملكة البحرين تجاه دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة، وإقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، موقف ثابت وراسخ، تم تأكيده والإعلان عنه وتنفيذه على أرض الواقع «ملايين المرات»، وليس بحاجة إلى أي مغالطة أو مزايدة.
والعبث الذي تقوم به المجموعات المسلحة الحوثية، من خلال تهديد الملاحة البحرية الدولية، لا دخل له بدعم فلسطين ولا نصرة غزة، وإنما يدرك الجميع أن الموقف الحوثي يأتي من أجل تخفيف التداعيات الفادحة على مستوى الداخل.
ألا يذكركم موقف الحوثي اليوم، فتلك العبارات والشعارات والهتافات التي أطلقتها أنظمة سابقة كـ«الموت لأمريكا، ومحاربة إسرائيل».. ثم اكتشف الجميع أن ما من رصاصة أطلقت هناك، وإنما كل العمليات الإرهابية كانت موجهة للدول الخليجية وزعزعة أمنها، ومن أجل توجيه خطاب شعبوي عاطفي، والتخفيف من الضغوطات في داخل تلك الدول، وصرف الأنظار عن جرائمها وممارساتها، وكسب ورقة جديدة للتفاوض السياسي.. هي نفس الورقة واللعبة التي تمارسها الآن جماعة الحوثي.
هذا أمر يجب أن يدركه الشعب البحريني، الواعي والمتحضر، والعارف ببواطن الأمور، والقارئ الفطن والحصيف لكل ما يحاك ضد وطنه، ومن خلال المزايدة على موقف مملكة البحرين المشرف مع القضية الفلسطينية.
نتكلم بكل صراحة وأمانة ومسؤولية، أن مشاركة بلادنا مملكة البحرين ضمن التحالف الدولي «حارس الرخاء» ضمن القوات البحرية المشتركة، هو من أجل تأمين حرية الملاحة والشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، وإن ما تتعرض له السفن التجارية في المنطقة يهدد التجارة العالمية، وله انعكاسات على الوضع الاقتصادي على الدول، وما يسببه من ارتفاع في الأسعار وارتفاع التضخم والإضرار بالحياة المعيشية.
مشاركة مملكة البحرين، وانطلاقا من مصلحتها العليا، ضمن القوات البحرية المشتركة جاءت من هذا المنطلق، وربما تساءل البعض، وهو سؤال مشروع: لماذا لم تشارك دول عربية أخرى في التحالف؟ نقول: إن لكل دولة قرارها السيادي، ولكل دولة رؤيتها ومصالحها وطبيعة المشاركة.
ثم هل يقبل أي مواطن أن تكون بلاده مملكة البحرين عرضة لأن يتطاول عليها أحد، أو يهددها أحد، بحجة دعم فلسطين ومحاربة إسرائيل..؟؟ على الرغم من أن المسألة لم تشر لدعم فلسطين ولا محاربة إسرائيل، وكل ما في الأمر هو حماية الممرات البحرية الدولية، وحتى ما قامت به الجماعة الحوثية من قرصنة على السفن لم تكن إسرائيلية أصلا كما صوره إعلامها، ولكنها سفن تجارية لا علاقة لها لا بفلسطين ولا بإسرائيل.
نقول هذا الكلام الواضح والمباشر، حتى لا تختلط الأوراق، ويطلع علينا المزايدين على مملكة البحرين، أو القبول بكلام مسيء ضد بلادنا، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار، وتصديق الشائعات، وترديد المغالطات، والانسلاخ من الهوية البحرينية والموقف الثابت والراسخ.
«لست بالخب ولا الخب يخدعني».. تلك مقولة خالدة يدركها أهل البحرين جيدا.. ولا تنطلي عليهم شعارات جماعات وأبواق المزايدة العروبية والمتاجرة السياسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك