الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الثنائيات الحكيمة» .. في الكلمة السامية
حزمة «الثنائيات الحكيمة» التي وردت في الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية، تستحق التوقف عندها، وتستوجب الإشارة إليها، كما تستلزم تحليلها والعمل بها.
عندما سألتني المذيعة الإعلامية «سهير العصفور» في نشرة الأخبار لتلفزيون البحرين، حول الكلمة السامية، قلت: دائما ما تتضمن الكلمات الملكية السامية اعتزازا بالماضي العريق، وتشخيصا حكيما للحاضر المتطور، ورؤية ثاقبة نحو المستقبل الزاهر.. تهتم برفع الهمم والعزيمة، وتشيد بالجهود الوطنية، وتؤكد رسالة البحرين الحضارية للعالم.
أولا: إن الكلمة السامية أشارت إلى الفرح بحس المسؤولية، مع الثقة في تصاعد البناء، بما تنجزه التجربة البحرينية.. ذلك أن «الفرح المسؤول» أمر مطلوب في هذه المناسبات، فهو الفرح الذي تتجدد فيه قيم الولاء والعهد لمواصلة العمل والانجاز واحترام الدولة وقانونها، بجانب التأكيد على الثقة بمؤسسات الدولة «التنفيذية والتشريعية والقضائية»، وما تقوم به وتمارسه وتنجزه، فمتى ما كانت ثقة أفراد المجتمع بمؤسسات الدولة كبيرة، كان العطاء أكثر، والإنجاز أعظم.
ثانيا: إن الكلمة السامية أكدت استقرار وتطور مؤسسات الدولة، مع ترسيخ أمن الوطن وإعلاء المصلحة العليا، وهذا غاية العمل الوطني، وما نشهده اليوم من تطورات متواصلة لمنجزات المسيرة التنموية الشاملة، وجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات، لأن تحقيق مصلحة الوطن هو السبيل الأمثل والفاعل لتحقيق مصلحة المواطن والمستقبل.
ثالثا: إن الكلمة السامية أشادت بالحماسة الوطنية الشعبية، مع النشاط الميداني المنظم للحفاظ على موقع البحرين وإمكاناتها المتطورة، وهي متمثلة اليوم في السعي الدؤوب والمتابعة الحثيثة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وقيادته المتميزة لـ«فريق البحرين»، وكيف غدت اليوم الخطط والاستراتيجيات، والمشاريع والمبادرات، أساس العمل الوطني في كافة المجالات.
رابعا: إن الكلمة السامية ثمنت بكل الاعتزاز جهود رواد العمل الوطني ومنحهم الأوسمة التقديرية، مع الإشارة الكريمة إلى نهج روادنا الأوائل بناة هذا الوطن العريق، منذ أكثر من قرنين.. في إشارة واضحة إلى أن الوطن يقدر جهود أبنائه، مع ملاحظة تنوع من نال شرف الأوسمة التقديرية من عاملين في القطاع العام والقطاع الخاص والمتقاعدين والعاملين في المجال الثقافي الفني، وفي هذا حث رفيع على التنافسية الإيجابية لخدمة الوطن، وكما أننا اليوم نشهد حصاد ما زرعه الرواد الأوائل، فإن الواجب الوطني والمسؤولية التاريخية تحتم علينا أن نعمل ونزرع كي يحصد الجيل القادم، لنُكمل المسير بذات العزم والثبات على دروب العزة والرفعة، كما أكدها جلالة الملك المعظم أيده الله.
خامسا: إن الكلمة السامية أكدت رسالة البحرين وشعبها بأن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، كسائر الشعوب، وذلك بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، مع دعوة الدول الفاعلة والمؤثرة إلى أن تبدأ باتخاذ الخطوات المؤدية إلى تحقيق هذا الهدف النبيل.. وهذا هو الموقف البحريني الراسخ والثابت، العروبي والإنساني، الذي يؤكده جلالة الملك المعظم في كل المناسبات والفعاليات، والمؤتمرات والاجتماعات.
ختاما.. كل التهاني والتبريكات لجميع رواد العمل الوطني، ففي تكريمكم وتقديركم تكريم وتقدير لنا جميعا، ومسؤولية وطنية لمواصلة العمل والانجاز، وفق النهج الملكي السامي، وتحقيق رسالة البحرين الوطنية والحضارية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك