زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عن الخبل الشخصي والهوليوودي
كنت في فترة المراهقة الفكرية والعاطفية مغرما بالممثلة المصرية سعاد حسني، ثم صرت أعلى طموحا ووقعت في غرام الممثلة الأمريكية من أصل روسي، ناتالي وود (ومن غرائب المصادفات أن كلتيهما ماتتا منتحرتين، وزعم حاقدون أنهما فعلتا ذلك بأنهما سمعتا بأمر هيامي بهما).
وبحمد الله تجاوزت مرحلة الهبل والخبل تلك بسلام، ولكن وبحكم عملي في مجال الصحافة فإن أخبار أهل الفن والمال في الولايات المتحدة تلفت انتباهي، ومنها واقعة تبرع مليونير أمريكي بنحو مليونين و300 ألف دولار لأحد معاهد الأبحاث في مدينة أوستن بولاية تكساس، لإنفاقها على استنساخ الحيوانات الأليفة المنزلية كالكلاب والقطط، بعد أن نما إلى علمه أن بعض الأرامل يرغبن في استنساخ حيواناتهن المنزلية النافقة، للحصول على نسخ طبق الأصل منها كي تدوم المودة بينهن والحيوانات بعد أن تموت النسخ الأصلية.
وكانت الممثلة الأمريكية الحيزبون الراحلة إليزابيث تايلور قد استنسخت كلبها بكلفة قدرها نصف مليون دولار والمعروف أن هذه «الولية» تزوجت إحدى عشرة مرة أي 11 رجلاً ولم تستطع أن تحتفظ بواحد منهم أكثر من سنتين، ومن ثم فقد اقتنعت بأنها لن تجد أنيسا سوى كلبها. ومن سخرية القدر أن الكلب المستنسخ حي يرزق بينما توفيت هي في مارس 2011 بعد استنساخه بأشهر قليلة، وتركت له ثروة تكفل له العيش «الكريم» بدليل أنه يتناول وجبات أكثر دسامة ووسامة من تلك التي يتناولها القائمون على خدمته.
وبما أنني نذرت نفسي لعمل الخير، ومد يد العون للنساء خاصة نجمات السينما اللائي فاتهن قطار الزواج، فإنني أعرب عن كامل استعدادي للزواج بأي ممثلة هوليوودية، تجاوز عمرها الستين، وكانت خالية طرف خلال السنوات العشر الأخيرة، وأرجو من العرب الذين يدرسون في أمريكا ويطالعون هذه الصحيفة أن يكثروا من قراءة الصحف الصفراء لحصر أعداد سعيدات الحظ اللواتي سيدخلن مسابقة الاقتران بي والعيش في السودان، على أن يصطحبن معهن عناصر من جماعة بلاك ووتر لحمايتنا من «العدوان».
وستقيم الزوجة الهوليوودية في السودان، جبرا لخاطر زوجتي السودانية «العودة» أي الكبيرة «مقاما وليس سنا، نسأل الله اللطف والحماية من كل مكروه» كما أنني ومن جهة أخرى على استعداد للتضحية بالعيش معها في ضاحية بيفرلي هيلز في هوليوود وشرطي الوحيد لدخول هذه الزيجة هو أن تتحجب، ولا تنجب.
ولكن وبكل جدية والله لو كنت أعزباً، بعد أن رفضتني بنات العرب وإفريقيا، لما جالست صنف الخواجيات من النساء اللواتي تطلق الواحدة منهن كذا زوج وتطرد الابن / الابنة من البيت بمجرد بلوغ الواحد منهما سن الثامنة عشر، ولكنها لا تفرط في كلابها أو قططها مهما تبولت على الأثاث ومزقته. وأعتقد أن العمل في مجال السينما يفسد الإنسان ليس بالضرورة بمعنى جعله منحلا من الناحية الأخلاقية، ولكن بمعنى أنه تقطع صلته بمحيطه الأصلي أي العائلة والجيران والأقارب، فتصبح العلاقات مقتصرة على العاملين في نفس المجال، وبالتالي فهي علاقات غير ثابتة لأنها تنتهي بانتهاء تصوير فيلم أو أكثر.
ومن ثم فإن هوليوود تشهد أعلى معدلات الانتحار في العالم، لأن الحياة تحت الأضواء تجعل الإنسان يمارس «التمثيل»، وعلى المستوى الاجتماعي وفي منعطف معين يفتقد الإنسان الصحبة والمحبة الصادقة ويحس رغم المال والجمال أنه «مقطوع» من نبات طفيلي وتصبح الحياة خواء لا تملؤه المسكرات والمخدرات، فيكون الخيار أن يقول للحياة باي باي.
أريد أن أستثني الممثلة أنجلينا جولي، وشخصيا لا أرى فيها مسحة من جمال، فلديها شفتان كمشفري ناقة، كما أنها ذات عود ناشف، أي عبارة عن هيكل عظمي، ولكنها نجحت في إقناع زوجها السابق براد بيت بأن المال لا طعم له ما لم يكن لدى المحتاجين، ومن ثم تبنت نحو سبعة أيتام من آسيا وإفريقيا وما من منطقة تشهد كارثة إلا وتوجهت إليها، ولأنها هوليوودية فإن أغنياء العالم يتبرعون لها أينما ذهبت، لإغاثة ضحايا الكوارث.
(ثارت ضجة في السودان قبل أعوام بعد ورود خبر عن اعتزام الممثلة المصرية إلهام شاهين زيارة البلاد - ليه ما أعرفش - وهناك متخلفون اعترضوا على الزيارة، وقد ضممت صوتي إلى أصواتهم!!).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك