الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
المسافة صفر.. واليوم التالي
مع الحرب الإسرائيلية ضد الأبرياء في فلسطين وقطاع غزة، برز مصطلح «المسافة صفر»، الذي يعني كما أوضح خبير الأمن القومي المصري، اللواء محمد عبدالواحد، أن استخدام «مسافة صفر» شبيه بالعمليات الانتحارية، لأنها تكون من مسافات قليلة؛ أي من 50 إلى 150 مترًا، وأن «مواجهات الفصائل الفلسطينية قريبة جيدًا، عند وضع قنبلة على دبابة».
وعلى الرغم من أن مصطلح «المسافة صفر» يستخدمه جنود القوات الإسرائيلية في القتل العمد للأبرياء من مسافة قصيرة جدا وقتل مباشر للأطفال والكبار، والنساء والشيوخ والشباب، فإن لجوء الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه المحتلة وحقوقه المشروعة، يعد تطورا نوعيا في مواجهة الجندي العدو في الوصول إلى مسافة قريبة جدا منه.. لا حظ هنا أن المسافة صفر تستخدمها إسرائيل لقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، فيما الشعب الفلسطيني يستخدمها في مواجهة الجيش المحتل لأرضه فقط. وقد تابع العالم التصوير المباشر وفي أعماق الثكنات الإسرائيلية، والذي قام به الشعب الفلسطيني، وأبهر العالم وحير التكنولوجيا، ولخبط الأوراق والحسابات، وأصبح الجميع لا يعرف ما طبيعة اليوم التالي من الحرب هناك.
بالأمس كتب الأستاذ عبدالطيف المناوي قائلا: «مصطلح (اليوم التالي) أيضًا جاء على لسان أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية في تصريحات لـ(رويترز)، حيث قال إن الخطة المستقبلية للتعامل مع قطاع غزة بعد الحرب تقوم على عملية من ثلاثة مستويات: أولها يشمل تدمير حماس - وفق تصريحه - ونزع سلاح غزة، والقضاء على التطرف في القطاع بشكل كامل. وأضاف المسؤول الإسرائيلي في تصوره لـ(اليوم التالي) أن ما تخطط له تل أبيب من إنشاء منطقة عازلة سيكون جزءًا من المستوى الخاص بنزع السلاح.
في حين أكد بعض المسؤولين الأمنيين العالميين في تصورهم لـ(اليوم التالي) أن الدولة العبرية تريد إقامة منطقة عازلة بين غزة وإسرائيل شمالًا إلى الجنوب؛ لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب حماس أو أي مسلحين آخرين.
ذات المصطلح لم يأتِ نصًا في تصورات إسرائيل أو رغباتها السابقة في تهجير سكان القطاع إلى سيناء، ولكن التصور ذاته حمل نفس المعنى ونفس المضمون.. فقط جاء يوم السابع من أكتوبر ليعجل من محاولة تل أبيب تنفيذ تلك الرغبات.
الجميع يتحدث عن (اليوم التالي)، والغريب أنه لا مكان أبدًا فيه لقرارات أممية من المفترض أنه تم التوافق عليها، مثل حل الدولتين أو غيرها مما تمتلئ به مواد تلك القرارات. الغريب أيضًا أن (اليوم التالي) ليس من أسس التفكير السياسي العربي.. لذا نصيحة للجميع أن نكون أصحاب قرار في (اليوم التالي) لغزة، وإلا سيتكرر المشهد بحذافيره مرة أخرى، وبقسوة وألم أشد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك