العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

غزة والكيان: معنى الانتصار ومعنى الهزيمة!

{‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬يعلو‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬إعلان‭ ‬الانتصار،‭ ‬وتجنب‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الهزيمة،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العسكري،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات،‭ ‬التي‭ ‬سنتعرض‭ ‬لأهمها،‭ ‬وحيث‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ (‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهرين‭) ‬على‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬إعلان‭ ‬انتصاره‭! ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬أساسها‭! ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يخض‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬365‭ ‬كم‭ ‬هي‭ ‬مساحة‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وحده،‭ ‬وإنما‭ ‬بمشاركة‭ ‬من‭ (‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭)! ‬وتم‭ ‬استخدام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬البال‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬العتاد‭ ‬العسكري‭ ‬والتقنيات‭ ‬العسكرية،‭ ‬والقنابل‭ ‬الفتاكة‭ ‬والدبابات‭ ‬والصواريخ‭ ‬والمسيرات،‭ ‬ودعم‭ ‬البوارج‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ (‬200‭ ‬طائرة‭)! ‬ومشاركة‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الحرب‮»‬‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬الرسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬أنها‭ ‬حرب‭ (‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭)!‬

{ ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬شهرين‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬الكيان‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬عسكري‭ ‬أراده،‭ ‬بل‭ ‬حقق‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬والقتل‭ ‬الهمجي‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬الأبنية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد،‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬اعتباره‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭! ‬ولكي‭ ‬تتضح‭ ‬صورة‭ ‬‮«‬المأزق‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وقعت‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬باعتبارها‭ (‬الأساس‭ ‬والمحرك‭ ‬والداعم‭ ‬لهذه‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬الهمجية‮»‬‭) ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أولاً‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ (‬على‭ ‬أنها‭ ‬امتداد‭ ‬للحرب‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬داعش‭)! ‬هذا‭ ‬‮«‬الخلط‭ ‬المتعمد‮»‬‭ ‬بين‭ (‬مقاومة‭ ‬مشروعة‭ ‬ضد‭ ‬احتلال‭ ‬قائم‭) ‬وبين‭ ‬إرهاب‭ ‬مليشيا‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬بالأصل‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬أمريكا‭ ‬نفسها‭ ‬لتشن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬باسم‭ ‬الحرب‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬الإرهاب،‭ (‬هو‭ ‬خلط‭ ‬مقصود‭)‬،‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬وهو‭ (‬تدمير‭ ‬حماس‭ ‬والمقاومة‭ ‬تدميرًا‭ ‬نهائيًا‭) ‬كما‭ ‬تريد‭!‬

لأن‭ (‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬تتدمر‭ ‬ولا‭ ‬تزول،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أزالوا‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬بعد‭ ‬حين،‭ ‬فهي‭ ‬أسلوب‭ ‬مقاومة‭ ‬وفكرة‭ ‬مقاومة،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يزول‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬هناك‭ ‬احتلال‭)! ‬ولذلك‭ ‬فالمقاومات‭ ‬الشعبية‭ ‬ليست‭ ‬إرهابًا،‭ ‬طالما‭ ‬تقاوم‭ ‬المحتل‭ ‬داخل‭ ‬أرضها،‭ ‬ولا‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬بداعش‭ ‬وغيرها،‭ ‬كما‭ ‬يروج‭ ‬الغرب‭ ‬لأن‭ ‬داعش‭ ‬المصنوعة‭ ‬صناعة‭ ‬كإرهاب‭ ‬وارتزاق‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مختلفة،‭ ‬لتمارس‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬بلدها‭! ‬ويتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬أمريكا‭ ‬مع‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬زرع‭ ‬الفوضى‭ ‬المليشياوية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬وكما‭ ‬فعلت‭ ‬إيران‭ ‬بخصوص‭ ‬المليشيات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ (‬عقديا‭ ‬وتمويلاً‭ ‬وتسليحًا‭) ‬لتمارس‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬بلدانها‭! ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتقاوم‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭! ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الانتصار‭ ‬عليها‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يحتضن‭ ‬أطيافها،‭ ‬وصامد‭ ‬ومتمسك‭ ‬بأرضه،‭ ‬وملتف‭ ‬حول‭ ‬مقاومته‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬وسطه‭!‬

{‭ ‬بين‭ ‬معنى‭ ‬الانتصار‭ ‬ومعنى‭ ‬الهزيمة‭ ‬نترك‭ ‬الحكم‭ ‬للقارئ‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬سنستعرضه‭:‬

أولاً‭ ‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العسكري‭: ‬ورغم‭ ‬التعداد‭ ‬العسكري‭ ‬الكبير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬600‭ ‬ألف‭ ‬جندي‭ ‬وضابط‭) ‬حشدهم‭ ‬الكيان،‭ ‬وبدعم‭ ‬مفتوح‭ ‬ومطلق‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬انتصار‭ ‬إلا‭ ‬القتل‭ ‬الهمجي‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والتدمير‭ ‬الكليّ‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬قلنا،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬انتصارًا‭ ‬وإنما‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬مدانة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬التحشيد‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬والغربي‭ ‬هو‭ ‬موجه‭ ‬ضدّ‭ (‬شعب‭ ‬أعزل‭) ‬وعدد‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬‮«‬المقاتلين‮»‬‭ ‬قياسًا‭ ‬بتعداد‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وحيث‭ ‬عدد‭ ‬المقاومين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الـ‭(‬50‭ ‬ألف‭ ‬مقاوم‭) ‬في‭ ‬الأنفاق‭! ‬وهنا‭ ‬يعود‭ ‬العالم‭ ‬ليتأمل‭ ‬ويراجع‭ ‬مقولة‭ ‬الكيان‭ ‬أن‭ ‬جيشه‭ (‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُقهر‭!) ‬وحيث‭ ‬المقاتلون‭ ‬المقاومون‭ ‬ألحقوا‭ ‬بهذا‭ ‬الجيش‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الصفر‭ ‬أيضًا،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الجنود‭ ‬والضباط،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الدبابات،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬الكمائن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬أحدثه‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬تاريخية‭ ‬للكيان‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬وبتاريخ‭ ‬3‭/‬12‭/‬2023‭ ‬قال‭ ‬الخبير‭ ‬العسكري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬برهام‭ ‬مائير‮»‬‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬12‭: ‬‮«‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بأن‭ (‬حماس‭) ‬قد‭ ‬انتصرت،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬المكابرة‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬السقوط‭ ‬الكبير‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ويقول‭: ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ (‬25‭ ‬آلية‭) ‬عسكرية‭ ‬وقتل‭ ‬الجنود‭ ‬وهي‭ ‬خسارة‭ ‬لم‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تاريخها‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬منقول‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬x‭ ‬تويتر‮»‬‭ ‬سابقًا‭. ‬من‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬المهزوم‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المنتصر؟‭!‬

ثانيًا‭- ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭: ‬سقطت‭ ‬السرديات‭ ‬الصهيونية‭ ‬سواء‭ ‬سرديات‭ ‬الكيان‭ ‬أو‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭! ‬واكتشفت‭ ‬الشعوب‭ ‬حجم‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وبدأت‭ ‬تراجع‭ ‬جذور‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتدرك‭ ‬حجم‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وأن‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬احتلال‭ ‬استعماري‭ ‬وليس‭ ‬حقا‭ ‬لليهود‭ ‬كما‭ ‬تدعي‭ ‬الأساطير‭ ‬المؤسسة‭ ‬لقيام‭ ‬الكيان‭! ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬الكيان‭ ‬انكشافًا‭ ‬كالذي‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬عدوانه‭ ‬على‭ ‬غزة‭! ‬وكذلك‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التفافًا‭ ‬شعبيًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬عالميًا‭ ‬مناصرًا‭ ‬لها‭ ‬كالذي‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭! ‬أين‭ ‬هنا‭ ‬المهزوم‭ ‬وأين‭ ‬المنتصر؟‭!‬

ثالثًا‭ ‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭: ‬سقط‭ ‬الإعلام‭ ‬الصهيوني‭ ‬سقوطًا‭ ‬مدويًا،‭ ‬وانكشفت‭ ‬فبركاته‭ ‬وأكاذيبه‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬سرده‭ ‬عن‭ ‬ممارسات‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ (‬7‭ ‬أكتوبر‭)! ‬بل‭ ‬نشرت‭ ‬صحف‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وبشهادة‭ ‬شهود‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المستوطنات،‭ (‬هو‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬المئات‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬المقام‭ ‬ليلة‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭)! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬انكشاف‭ ‬الأكاذيب‭ ‬على‭ ‬قنوات‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬الـ‭(‬C‭.‬N‭.‬N‭) ‬وغيرها،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬الإعلام‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الحرج‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬رواه‭! ‬فيما‭ ‬استخدم‭ (‬المقاومة‭) ‬أسلوب‭ ‬تسجيل‭ ‬عملياته‭ ‬بالفيديو‭ ‬ضد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬واكتسب‭ ‬إعلامه‭ ‬مصداقية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأن‭ ‬أقاويله‭ ‬موثقة‭ ‬بالفيديوهات‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬حول‭ ‬ضحايا‭ ‬وشهداء‭ ‬غزة‭ ‬وقتلى‭ ‬الجنود‭ ‬وتدمير‭ ‬آلياته‭!‬

من‭ ‬هنا‭ ‬المهزوم‭ ‬إعلاميًا‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المنتصر؟‭!‬

رابعًا‭ ‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المعنوي‭: ‬وضحت‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وهناك‭ ‬قصص‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الهزيمة‭ ‬المعنوية‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭ ‬المدجج‭ ‬بكل‭ ‬العتاد‭ ‬والآليات‭ ‬والتقنيات،‭ ‬مقابل‭ ‬الصمود‭ ‬المعنوي‭ ‬الكبير‭ ‬للمقاومين‭ ‬ولأهل‭ ‬غزة‭ ‬ولأطفال‭ ‬ونساء‭ ‬غزة،‭ ‬رغم‭ ‬الكوارث‭ ‬غير‭ ‬المتخيلة‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بهم‭! ‬فارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬ومعنوياتهم‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬وبين‭ ‬محتل‭ ‬سقطت‭ ‬معنوياته‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬غزة‭ ‬وصمود‭ ‬أهلها‭!‬

فمن‭ ‬المهزوم‭ ‬ومن‭ ‬المنتصر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المعنوي‭ ‬هنا؟‭!‬

{‭ ‬بالإمكان‭ ‬سرد‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬الانتصار‭ ‬ومعنى‭ ‬الهزيمة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ (‬الإنساني‭) ‬و‭(‬الوطني‭) ‬و‭(‬الأخلاقي‭) ‬و‭(‬قيم‭ ‬الدين‭) ‬و‭(‬حرب‭ ‬المفاهيم‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬له‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭! ‬ولكن‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وقف‭ ‬معه‭ ‬الغرب‭ ‬كله‭ ‬بقيادة‭ ‬أمريكا،‭ ‬ورغم‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمي‭ ‬الصهيوني‭ ‬المسخر‭ ‬لدعمه‭ ‬وسرد‭ ‬الأكاذيب‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وأهل‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬و«المقاومة‮»‬‭ ‬كانت‭ (‬الضوء‭ ‬الكاشف‭ ‬لزيف‭ ‬كل‭ ‬آليات‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭) ‬وزيف‭ ‬إدارتها‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭! ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الكوارث‭ ‬والجرائم‭ ‬والهمجية‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬فيها،‭ ‬أصبحت‭ (‬أيقونة‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭) ‬كلها،‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬والحقيقة‭! ‬وزعزعت‭ (‬إرادة‭ ‬البقاء‭ ‬لدى‭ ‬الصهاينة،‭ ‬وإرادة‭ ‬القتال‭ ‬لدى‭ ‬الجنود‭)!‬

ومن‭ ‬يتأمل‭ ‬المشهد‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬يدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬معنى‭ ‬الانتصار‭ ‬وحقيقة‭ ‬معنى‭ ‬الهزيمة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومقاومته‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬ولأرضه،‭ ‬وبين‭ ‬الاحتلال‭ ‬وجنوده،‭ ‬وحيث‭ ‬‮«‬الهزيمة‭ ‬الكلية‮»‬‭ ‬لهم‭ ‬ستزيلهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬اغتصبوها،‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭ ‬أو‭ ‬قصر‭! ‬طوبى‭ ‬لشعب‭ ‬فلسطين‭ ‬المقاوم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا