عالم يتغير
فوزية رشيد
أمام هول ما يحدث!
{ شهران كاملان من مشاهد القصف والقتل والتدمير، التي لم يتخيلها حتى مخرجو أفلام الرعب والكوابيس والحروب!
شهران كاملان و(أمريكا تأسر العالم كله في خانة وحشيتها)!
وتتلاعب بالمصطلحات واللغة والمفاهيم، فيما هي تزود «الكيان الصهيوني» بكل أسلحة وقنابل الفتك الخطيرة التي تجربها في أجساد الأطفال والمدنيين في غزة لأول مرة!
شهران وشعوب العالم ترّج الشوارع بهتافاتها المضادة لحرب الإبادة، وقادة العالم يصمّون آذانهم! لا فرق في ذلك بين غرب وشرق وشمال وجنوب، طالما أن العدوان الهمجي مستمر بأبشع صوره ولا أحد يوقفه، أو حتى يمنعه بما يستحق من وصف!
{ والسؤال الذي يدور في رأس الشعوب المناصرة للحق والإنسانية:
من أين كل هذا الشر؟! ولماذا كل هذا العجز الدولي، أمام همجية (كيان يعرف الجميع أنه غاصب وأنه محتل وأنه يرتكب طوال الوقت المجازر والمذابح وجرائم ضد الإنسانية) ومع ذلك يقف قادته ليتشدقوا بغطرسته أمام العالم كله متحدثين عن وحشية الضحيّة؟!
لماذا لا يصرخ في وجه هؤلاء وهم يمارسون (العهر اللغوي) أحد!
فيقول لهم كفى... كفى؟!
أي مشهد «أراجوزي» يلعبه قادة العالم أمام شعوبهم؟!
لقد فقد العالم مصداقيته في كل مؤسساته وخطاباته وادعاءاته، وهم يصمتون، فيما الأطفال يبادون بكل وحشية وهمجية على مدار الساعة! أطفال بالآلاف لم يحركوا في «الأراجوزات» ساكنا!
{ أمام هذا الاندحار الدولي وهزلية القادة الذين يتراكضون أمام الميكروفونات وفي المؤتمرات والمناسبات، فيما «الوحش الصهيوني»، مستمر في جرائمه ضد الإنسانية بدعم أمريكي وبريطاني بالأسلحة الفتاكة التي تنهال على الوحش ليمارس المزيد من القتل والقصف السريالي! فإنه لا معنى للمؤتمرات واللقاءات وأن يتم استقبال مسؤولين من أمريكا أو الغرب، ليستعرضوا أمام العالم أكاذيبهم التي تمت صياغتها بدهاء الشيطان الذي يقودهم! ومع ذلك أصبحت الشعوب تعرفها جيدًا وتُصاب بالاشمئزاز منها! لقد أصيبت الشعوب الحرّة بالغثيان!
{ حين تقف «كامالا هاريس» نائبة الرئيس الأمريكي وتتحدث (فلا حق لها أو لدولتها أو لأي دولة غربية أو غيرها في العالم) أن تطرح التصورات حول (ما بعد حماس أو المقاومة في غزة) وحول مستقبل غزة! (مستقبل غزة بل مستقبل فلسطين كلها من يحدده هو «الشعب الفلسطيني» وحده)! وحماس وغيرها من الفصائل هي مقاومة مشروعة وحسب كل القوانين الدولية الراسخة، ولا حق لأحد أن يصنفها كإرهاب طالما بقي «الاحتلال الصهيوني» وإرهاب دولته الماثل أمام العيان! وطالما هي وغيرها من الفصائل يقاومون هذا الاحتلال وإرهاب الدولة الصهيونية! ليس من حق أحد أن يمارس هذا التكاذب الدولي حول حقيقة ما يحدث! لأن ما يحدث هو (إرهاب الدولة) في أمريكا والكيان الصهيوني والدول الغربية، التي تتغنى كذبًا بالإنسانية والحقوق والرقى الخ!
{ هو احتلال صهيوني يقوم بجرائم ضد الإنسانية وإرهاب طوال الوقت منذ شهرين! ولا يترك لأهل «غزة» أي مقومات للحياة، لأنه يقوم بحرب إبادة! وهذه الإبادة هي (الهدف العسكري) له كما اتضح خلال شهرين!
وهدفه العسكري قتل الأطفال والنساء حتى يبيد «النسل الفلسطيني» كما يعتقد أو يخطط! ولذلك هو يقول في نفسه إن حرب عدوانه مستمرة فترة طويلة حتى القضاء على هذا الشعب! وجعل غالبيته من «المعوقين» وتهجيره في إطار «التطهير العرقي» الذي وضعه مع الإبادة كهدف عسكري أيضًا!
{ ورغم كل ذلك الهول مما يحدث في «غزة» ولا مثيل له في أي حرب سابقة في العالم! فإن «قادة العالم» وقادة العرب والمسلمين في وضع «البيات الشتوي» ينتظرون (زوال) نيران القصف وإبادة الأطفال وبكاؤهم وعذاباتهم ومكابداتهم في المشهد، حتى يخرجوا من بياتهم الشتوي! في الوقت الذي يقبع فيه «الشيطان» على المقهى القريب منهم وهو يطل عليهم من خلال «الزجاج البللوري» الذي ينظر إليه على قادة العالم، فيقهقه لأنه انتصر عليهم جميعًا! ومسح إنسانيتهم تحت أقدامه! وجعلهم سخرية شعوبهم وهم يرفلون معًا بالعجز وبرداء الخواء والغباء!
فهل لشيء أي قيمة حين يفقد هؤلاء إنسانيتهم وكرامتهم؟!
على هذا يضحك الشيطان!
{ أما شعوب العالم الحرة فيتفرجون بدورهم باشمئزاز على حكومات الغرب وشعاراتها الجوفاء! وعلى النظام العربي الرسمي والحكومات الإسلامية، وعلى تصريحات «أردوغان» وملالي إيران! وعلى البرلمانات والأحزاب والنقابات والمؤسسات المدنية والأهلية والحقوقية في العالم، (فكلهم معًا على مقاعد الخذلان والطبطبة على أكتاف الوحش)! ما عدا بعض استثناءات في العالم لشرفاء يتحركون وحدهم وسط الذهول من كل هذا (العجز الرسمي العالمي)!
{ وحدها الشعوب التي أبقت نفسها في (خانة الإنسانية) مصابة بالحزن والغضب وقلة الحيلة، وهي غير قادرة على تحمل المزيد من بشاعات الكيان الصهيوني! ومن مشاهد أشلاء الأطفال والذين تحت الأنقاض! ومن آثار الدمار الهائل بقنابل أمريكا «الفتاكة»!
وحدها الشعوب التي لا تملك القرار تعبت من مشاهدة (هول ما يحدث في غزة) وهي تفكر (إذا كنا قد تعبنا من مشاهدة الأهوال اليومية، فما بال الذين يعيشون فيها، ويتم قصفهم وإبادتهم كل لحظة)؟! والعالم «بنظامه الدولي الرسمي»، فاغرًا فمه وكأنه لا يرى ما يحدث! ولذلك هو يتحدث عن مستقبل غزة! أي هراء؟! واي انعدام للإحساس لدى هؤلاء؟!
أي غضب ينتاب الشعوب؟! وأي حزن؟! وأي قلة حيلة؟!
إنه الكابوس الذي يقهقه فيه الشيطان!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك