العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

على مسؤوليتي

علي الباشا

العمل التطوعي

}‭ ‬تباين‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬في‭ ‬أنديتنا‭ ‬الرياضية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬الفائت‭ ‬وبداية‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬وحيث‭ ‬كان‭ ‬المتطوعون‭ ‬بداية‭ ‬يديرون‭ ‬هواة،‭ ‬وحاليا‭ ‬يديرون‭ ‬على‭ ‬الاغلب‭ ‬محترفين؛‭ ‬والفارق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬ادارة‭ ‬الهواة‭ ‬وادارة‭ ‬الاحتراف،‭ ‬والنتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬الخلط‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬السلب‭ ‬على‭ ‬الايجاب‭.‬

 

}‭ ‬قلة‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬تطوعيا‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الرياضي‭ ‬النادوي‭ ‬يملكون‭ ‬ذات‭ ‬الحماسة‭ ‬والقدرة‭ ‬التي‭ ‬تمتع‭ ‬بها‭ ‬المتطوعون‭ ‬الاوائل؛‭ ‬والذين‭ ‬يبذلون‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬ووقتا‭ ‬ثمينا‭ ‬في‭ ‬الاشراف‭ ‬والمتابعة‭ ‬على‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭ ‬والمتابعة‭ ‬الادارية،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يتحصلوا‭ ‬على‭ ‬مقابل‭ ‬مادي‭ ‬نظير‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬يسمعون‭ ‬كلمة‭ ‬شكر‭ ‬من‭ ‬اقرب‭ ‬الأقربين‭ ‬إليهم‭.‬

 

}‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬المتطوعون‭ ‬المتميزون‭ ‬من‭ ‬الكثرة؛‭ ‬بحيث‭ ‬ترى‭ ‬الساحة‭ ‬النادوية‭ ‬ثرية‭ ‬بأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يكون‭ ‬عطاؤهم‭ ‬النادوي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عملهم‭ ‬الرسمي‭ ‬وعلى‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬العائلية،‭ ‬بل‭ ‬يدفعون‭ ‬من‭ ‬جيبهم‭ ‬الخاص‭ ‬لتسيير‭ ‬أمور‭ ‬فرقهم‭ ‬الرياضية؛‭ ‬ومن‭ ‬عاش‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يعيش‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وبكل‭ ‬حلاوتها‭!‬

 

}‭ ‬الساحة‭ ‬حاليا‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الرياضي‭ ‬النادوي،‭ ‬ولكنها‭ (‬تغص‭) ‬بأولئك‭ ‬المتطوعين‭ ‬الساعين‭ ‬وراء‭ ‬مكاسب‭ ‬مادية،‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شهرة‭ (‬زائفة‭)‬،‭ ‬واحيانا‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬ما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمل،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬دقة‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬الحقيقي‭ ‬عند‭ ‬أولئك‭ (‬النفر‭) ‬الذين‭ ‬يغريهم‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ (‬النقي‭)!‬

 

}‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وضع‭ (‬الاحتراف‭) ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬حاليا،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬اقتصار‭ ‬عمل‭ ‬الاندية‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المحترفين‭ ‬من‭ ‬مشرفين‭ ‬وفنيين‭ ‬ولاعبين‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬وجود‭ ‬اداريين‭ ‬محترفين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬معهم؛‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬نخلي‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬الاداريين‭ ‬المتطوعين،‭ ‬الذين‭ ‬لايزال‭ ‬التطوع‭ (‬يعشعش‭) ‬في‭ ‬أذهانهم‭.‬

 

}‭ ‬عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬بين‭ ‬الوضعين‭ ‬تتطلب‭ ‬دراسة‭ ‬جذرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة‭ ‬لأن‭ (‬نقاء‭) ‬السابق‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يغرس‭ ‬في‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الاداري‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬المخلصين؛‭ ‬بمقابل‭ ‬يعوض‭ ‬ما‭ ‬يبذلونه‭ ‬من‭ ‬جهد،‭ ‬لينعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬العطاء‭ (‬النقي‭)‬؛‭ ‬الذي‭ ‬يفوق‭ ‬أي‭ ‬دورات‭ ‬دراسية‭ ‬وتدريبية‭!‬

إقرأ أيضا لـ"علي الباشا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا