عالم يتغير
فوزية رشيد
الخطر يتجاوز حماس وغزة وحتى فلسطين!
{ وحرب الإبادة على أشدّها في غزة، بل وبدأت حتى في الضفة الغربية، فإن الكيان وأمريكا و«نخبة الشيطان» في الغرب (يوجهون وعي العالم وعقل قادة الدول) إلى مسألة (ما بعد حماس في غزة... أو مستقبل غزة)! بل ويمارسون صلافة منقطعة النظير، وهم يتحدثون بعد كل جرائم حرب الكيان الصهيوني في غزة على أنه لا يزال (دفاع عن النفس)! وفي كل التصريحات واللقاءات يكررون (أهمية القضاء على حماس، وأية مقاومة مسلحة) بعد أن تم تكريس شيطنة المقاومة والشعب الفلسطيني رغم أن المقاومة فعل مشروع وحسب القانون الدولي!، وبقدر صلافة الكيان في (التلاعب بالمفاهيم والمصطلحات واللغة)، بحيث يصف المقاومة والشعب الفلسطيني بكل الأوصاف الوحشية التي تنطيق على الكيان وحده!، وكأنه مرة أخرى يتم توجيه «الوعي العالمي» للابتعاد عن توصيف جرائمه! كل ذلك وغيره يتم (برمجة العقول الصهيونية من محللين وسياسيين وإعلاميين) وغيرهم، على كيفية لوي ذراع الحقائق، وكيفية إسقاط جرائم الكيان على الضحايا الفلسطينيين، وعلى كيفية تزوير الحقائق والكذب في التصريحات، وحيث الكيان القائم على الأكاذيب والأساطير لعبته هي (سياسة الأكاذيب كسياسة رسمية معتمدة) أن يقول شيئًا ويفعل شيئًا آخر! وأن يصرّح تصريحات مراوغة ثم ينقض عكس ما صرح به! وأن يكرر (مقولة جوبلز الشهيرة) التي قالها والكيان الصهيوني بنى نفسه على أساس تلك المقولة وحولها إلى مدرسة! وهي (اكذب، اكذب، اكذب، حتى تصبح الكذبة حقيقة)!
{ هكذا هم اليوم (يمررون على العالم العربي وبقوة الكذب) الذي يمارسه القادة الصهاينة والأمريكيون أن (الهدف ليس تهجير أهل غزة) بينما واقع الحال يقوم بكل قسوة ووحشية لفرض التهجير! ويقولون (الهدف هو القضاء على حماس من استمرار الحرب، بينما على أرض الواقع يتم القضاء كل يوم ومع كل قصف على المدنيين في غزة)! بل إن «كاميلا نائبة الرئيس الأمريكي صرحت مؤخرًا في دبي (إن التهجير خط أحمر وتغيير حدود غزة كذلك) فيما يتم العمل على الأرض من جانب الكيان على ضم مساحات من شمال غزة إلى الكيان المحتل باسم «منطقة عازلة»!
{ وحين يقولون إن لا محاولات للمساس بالأرض خارج الكيان الصهيوني فإن قناة الـ «BBC» العربية تكشف عن وثائق بتوقيت مقصود (بأن «بريطانيا» درست خططًا لإنشاء مناطق عازلة تشمل غزة وسيناء وتيران وصنافير بعد أزمة السويس)! وأن المنطقة العازلة هذه هي بين مصر و«إسرائيل» في إطار تسوية الصراع بين إسرائيل والعرب! وتأمين تدفق النفط من الشرق الأوسط إلى الغرب!
ورغم أن تلك الوثيقة قديمة، وجاءت ردًا على تأميم قناة السويس وفشل الحرب الثلاثية، إلا أنها كمخطط عاد الحديث وبقوة عنه اليوم، بين دهاليز الساسة في الكيان الصهيوني وفي أمريكا وبريطانيا! وتحديدا بما يخص تهجير الفلسطينيين نحو سيناء ونحو الأردن! والضغوط مستمرة سواء من خلال العدوان الوحشي على غزة، أو من خلال الضغوط السياسية والدبلوماسية على مصر والأردن ودول عربية أخرى لقبول أمرين:
(القضاء على المقاومة الفلسطينية تمامًا، وتحويل غزة إلى منطقة خالية من أهلها لجعلها منطقة اقتصادية وتجارية حسب مشروع نوفا)! وبمجرد القضاء على المقاومة الفلسطينية فإن خطرًا أكبر سيحدق بالعرب!
{ هم إذًا في المرحلة الراهنة، ومنذ تحويل (عملية 7 أكتوبر) إلى منطلق وذريعة (لتنفيذ مخططات كانت بحاجة إلى ذريعة للقيام بها) فإنهم يكذبون في تصريحاتهم سواء في الكيان أو في أمريكا أو في بريطانيا، بينما يفرضون الأمر الواقع والضغط العملي، لتنفيذ تلك المخططات! يتحدثون عن (حل الدولتين) والكيان لم يبق أرضًا لأي حل لدولة فلسطينية، بل زاد اليوم على ذلك بمخطط التهجير والإبادة الذي ينكرونه تصريحًا. وينفذونه عمليا!
{ بل إن القصة بالنسبة إلى الكذابين «الصهاينة» ليست فقط حماس أو المقاومة الفلسطينية، أو تصفية القضية تمامًا، بل إنها محاولة (فرض تسوية الصراع العربي الصهيوني) وقد عاد عنوانه إلى الأذهان مجددًا اليوم باقتطاع أراض في الدول العربية للفلسطينيين (سيناء والأردن) ثم التوسع حسب خارطة «نتنياهو» إلى أراض عربية أخرى! بينما التصريحات (التخديرية) تقول إن الكيان يدافع عن نفسه ضد حماس الداعشية! وأمريكا تقول لابدّ من حل الدولتين! وهي في فترة الهدنة السابقة وحدها زودت إسرائيل بعشرات القنابل الفتاكة، التي فتكت إحداها بأكثر من (100 فلسطيني) في شمال غزة في اليوم الأول بعد الهدنة القصيرة، في الوقت ذاته الذي تشكر فيه الكيان على حرصه على عدم قتل المدنيين! اكذب، اكذب، اكذب، فالكذب هي السياسة الراهنة في كل شيء!
{ وما يحدث من تجمع البوارج والغواصات وحاملات الطائرات وغيرها، وهذا الإصرار من الصهاينة على حرب الإبادة في غزة! كل ذلك وغيره يدّل على أن (اللعبة كبيرة وخبيثة وتتجاوز حماس وغزة بل وحتى فلسطين)! وأنهم لا يريدون حلا للقضية، وإنما استمرار إرهاب الدولة الصهيونية في غزة والضفة، وإشعال المنطقة تدريجيًا، وتوسيع دائرة الحرب لتشمل المنطقة كلها، لتعود القصة إلى نقطة الصفر في (الصراع العربي الصهيوني)!
وحيث دفع الفاتورة باهظ بعد أن تراكم الحساب فيها!
وحيث عادت فلسطين لتكون (قضية وجود للعرب) وصراع عربي / صهيوني، وليس قضية الكيان وحماس أو الكيان وفلسطين!
{ ها هم يخططون ولعبتهم في المكان الأصل الذي انطلقت منه كل القضايا العربية والأزمات وهو فلسطين! فيما هم كاذبون بدرجة الامتياز في كل تصريحاتهم الرسمية وتطميناتهم المراوغة والشيطانية! وها هي التهيئة لتغيير الشرق الأوسط بانطلاق حرب كبرى عمل العرب كل ما بإمكانهم على تلافيها طويلاً، ولكن ها هي في وجههم الآن! إنه أوان خروج «دجالهم» وأوان فلسطين كاملة لليهود، وأوان إسرائيل الكبرى! هكذا هم كشياطين العالم يفكرون وهكذا هم يخططون! فيما كل التهاون والتهادن والفشل العربي في حل القضية الفلسطينية، ستدفع ثمنها المنطقة مجددًا ودون إرادتهم! وبحرب لم يستعدوا لها، لأن كل ثقلهم تم وضعه في سلة السلام والاتفاقيات مع عدوّ، اعتقدوا أن بإمكانه أن يكون «جارًا» ولكنه أثبت أنه وحش رابض يريد التهام الجميع!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك