عالم يتغير
فوزية رشيد
السقوط مجددا في حفرة الشيطان
{ لأنه «كيان شيطاني» فإنه وبعد ضغوط شعبية على الإدارات الغربية، تم الضغط عليه ولكنه لم يقبل، بوقف إطلاق النار أو استمرار الهدنة، بعد هدنة أسبوع تم فيها تبادل الرهائن من النساء والأطفال، في مشهد كشف المزيد من أخلاقيات «الكيان الصهيوني» الوحشية تجاه الموقوفين في سجونه! مثلما كشف أخلاقيات المقاومين الإنسانية في تعاملهم مع الرهائن وبشهادات الرهائن أنفسهم! وكان ذلك بمثابة ضربة جديدة لحكومة الكيان!
{ أسبوع لم يستطع فيه الفلسطينيون في غزة ولا بعض المؤسسات الدولية، ولا دول العالم إدخال المساعدات المطلوبة، وكشف الستار عما حدث تحت الأنقاض من مآسٍ بشرية، وما حدث في المستشفيات من كوارث، كان أكثرها تأثيراً مشهد «الأطفال الخدج» الذين اضطر أهاليهم إلى تركهم على الأسرة في «مستشفى الناصر» لتتعفن جثثهم ويخرج منها الدود! لعدم قبول القوات الصهيونية نقلهم من المستشفى، الذي تم ضربه وليس لديه الإمكانيات للحفاظ على حياة أولئك الأطفال!
{ أسبوع واحد وبوساطة مصرية قطرية، ورغم صرخات الشعوب لإيقاف الحرب والعدوان، ولكنه الأسبوع الذي كشف ما أحدثه العدوان على شمال غزة، من تدمير البيوت والبنية التحتية لجعل المكان غير صالح للبقاء أو للحياة فيه! وهذا ما يفعله مجدداً بعد مواصلة العدوان في جنوب القطاع المكتظ بالأهالي، ولكأنه يضع العالم كله أمام تحديات وحشيته وبذات الحجة والأهداف وهي (القضاء على حماس، وتخليص الأسرى والرهائن بالقوة العسكرية)! وهو الأمر الذي لم يفلح به، وإنما حقق شيئاً منه حين قبل بالمفاوضات مع المقاومة فنجح في خروج (100 رهينة) ولكن المفاوضات لم ترض غرور الصهيوني (الفاشل) في معركته مع المقاومة، ورغم كل ما سببه من دمار في غزة وإبادة وقتل جماعي للمدنيين والأطفال! فأراد المزيد من الدم الفلسطيني ليروي غضبه من هزائمه المتعددة طوال شهرين من أبشع عدوان، وهي هزائم مختلفة، على جميع المستويات العسكرية والاستخباراتية والإعلامية والمعنوية والنفسية بل وحتى الأخلاقية والإنسانية! وهو ما سنوضحه في مقال منفصل.
{ الاحتلال الصهيوني وهو يواصل عدوانه الإرهابي على «غزة»، فإنه مجدداً سيهزم نفسه، ولن يتحقق له لا القضاء على المقاومة، ولا على إخراج الأسرى والرهائن! وسيضطر مرة أخرى أمام البشاعات التي يمارسها كيانه على العالم وأمامه، إلى الدخول في (هاوية الفشل) التي سيدخل فيها حتماً وهو لا يزال يطل على نفسه وعلى صمود الشعب الفلسطيني المذهل من (حفرة الشيطان) التي يقبع فيها! ويقيس موقعه في العالم من خلال سطوة «النخبة الشيطانية» التي تديره وتدير عدوانه، على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، لأهداف اقتصادية وخزعبلات وأساطير ومعتقدات تلمودية، ولأجندات استعمارية!
{ من تلك «الحفرة الشيطانية» وفيها، يقيمون طاولتهم المستديرة بعيداً عن القيم الإنسانية والحقوق والمبادئ الدولية وحتى بعيداً عن أخلاقيات الحروب خاصة حين يكون (عدواناً) على شعب أعزل فوق الأرض، وفصيل مقاومة في الأنفاق! ورغم ذلك يتكبّد كل أشكال الخسائر! ولا يريد أن يتوقف عن عدوانه، بل ويستمر في التلاعب باللغة والمفاهيم والمصطلحات كما يفعل قادة الكيان وقادة أمريكا وآخرون من قادة أوروبا! هؤلاء ورغم أسبوع «الهدنة» التي وضحت أن هزيمة الكيان قد حدثت في «السابع من أكتوبر»! وتواصلت خلال شهري العدوان! إلا أنهم يواصلون إعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني ليواصل القتل الجماعي والتطهير العرقي والتهجير وتحت ذات العنوان الواهي المضحك وهو «الدفاع عن النفس»!
{ لقد ملّ العالم، وملت الشعوب من كل هذا النفاق الدولي والانحدار الأخلاقي والإنساني لدى قادة الكيان والغرب، فمتى ستتوقف عروض الهمجية التي يديرونها حتى اللحظة؟! ومهما فعل الكيان الصهيوني فإن انكساره قد حدث، وكل مساعيه اللاحقة هي المزيد من الغرق في رمال غزة المتحركة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك