العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

المطلوب وقف العدوان على غزة!

{‭ ‬الجمعة‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬بدأت‭ ‬‮«‬هدنة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مدة‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يرشح‭ ‬حصول‭ ‬‮«‬هُدن‮»‬‭ ‬أخرى‭! ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬تريد‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬كليّ‮»‬‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ (‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬نهائيًا‭) ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تفاقمت‭ ‬الكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطبية‭ ‬والغذائية‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬البيئية،‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬الجثث‭ ‬‮«‬المتعفنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والطرقات،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬الإكرام‭ ‬بدفنها،‭ ‬بسبب‭ ‬القصف‭ ‬المتواصل‭! ‬هي‭ ‬‮«‬هدنة‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬عدوان‭ ‬همجي‭ ‬ومقاومة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفصائل‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي‭ ‬ونسف‭ ‬آليات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬335‭ ‬دبابة‭ ‬وآلية‭) ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وقتل‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬والضباط‭ ‬الصهاينة‭! ‬49‭ ‬يومًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬العدوان‭ ‬الهمجي‮»‬‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬فيه‭ ‬الكيان‭ ‬كل‭ ‬همجية‭ ‬الحروب‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬البشري،‭ (‬ليسجل‭ ‬لنفسه‭ ‬تفوّقًا‭ ‬في‭ ‬النازية‭ ‬والفاشية‭ ‬والسلوكيات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإرهابية‭)! ‬وليسجل‭ ‬معه‭ ‬تفوقًا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬عن‭ ‬تعمد‭ ‬وإصرار‭! ‬مما‭ ‬شكل‭ ‬استفزازًا‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬للضمير‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي،‭ ‬وسقوطًا‭ ‬مروّعًا‭ ‬لكل‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭!‬

{‭ ‬هي‭ ‬الهدنة‭ ‬التي‭ ‬فجرت‭ ‬في‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬صموده،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬وطوال‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الشهرين‭ ‬أذهل‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بحجم‭ ‬ونوع‭ ‬ذلك‭ ‬الصمود،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬به‭ ‬بسبب‭ ‬همجية‭ ‬‮«‬العدو‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬عليه‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬هذا‭ ‬العدو،‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬من‭ ‬أهدافه‭ ‬المعلنة‭ ‬لحرب‭ ‬احتلاله‭ ‬على‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وهما‭ (‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬وتحرير‭ ‬الرهائن‭ ‬والأسرى‭ ‬عبر‭ ‬العدوان‭ ‬الوحشي‭)! ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الهدنة‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬خسائره‭ ‬العسكرية،‭ ‬والضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ضغط‭ ‬دولي،‭ ‬وضغط‭ ‬أهالي‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬نفسه‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬تكبده‭ ‬الداعم‭ ‬‮«‬الأمريكي‮»‬‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬سياسية‭ ‬ومعنوية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرفض‭ ‬الشعبي‭ ‬الأمريكي‭ ‬لدعمه‭ ‬المفتوح‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬وجرائم‭ ‬ضدّ‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة،‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬المحتل‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭! ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقع‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬حرج‭ ‬كبير،‭ ‬وهي‭ ‬تعدّ‭ ‬للانتخابات‭ ‬القادمة،‭ ‬وقد‭ ‬تدهورت‭ ‬شعبية‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬المستويات‭! ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الهدنة‭ ‬تراجعًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬الأولى‭ ‬نفخ‭ ‬مسؤوليه‭ ‬صدورهم،‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬تفاوض‭ ‬مع‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭!‬،‭ ‬وأنه‭ ‬عبر‭ ‬الآليات‭ ‬العسكرية‭ ‬سيتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬نهائيًا،‭ ‬وسيتم‭ ‬تحرير‭ ‬الرهائن‭! ‬ولكن‭ ‬‮«‬الهدنة‮»‬‭ ‬تدّل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬اضطرت‭ ‬للتفاوض‭ ‬مع‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬الوساطة‭ ‬القطرية‭ ‬والمصرية‭! ‬واضطرت‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬من‭ ‬أهدافها،‭ ‬غير‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15000‭ ‬مدني‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ (‬حولي‭ ‬6000‭ ‬طفل‭ ‬و3000‭ ‬امرأة‭)!‬

وهذا‭ ‬غير‭ ‬المصابين‭ ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف،‭ ‬ولم‭ ‬يكتمل‭ ‬الجرد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابين‭ ‬بسبب‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الأعداد‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭!‬

{‭ ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬غزة‭ ‬وأهلها،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬تتضرر‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬فإن‭ ‬رؤيتها‭ (‬تتدمّر‭ ‬نهائيًا‭) ‬كما‭ ‬روّج‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬تبقى‭ ‬فكرة‭ ‬غير‭ ‬ممكنة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭! ‬لأنها‭ ‬فصيل‭ ‬مقاومة،‭ ‬والمقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬للاحتلال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنهاؤها،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬فكرة‭ ‬وروح‭ ‬وإرادة‭ ‬شعب‭! ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬وقف‭ ‬الدماء‭ ‬والقتل‭ ‬الهستيري‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والذي‭ ‬طال‭ ‬أمده،‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭! ‬ولابدّ‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬معه‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بحجة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬فصيل‭ ‬مقاومة‭ ‬واحد،‭ ‬بين‭ ‬فصائل‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭! ‬والحلّ‭ ‬هو‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي‭ ‬والضغط‭ ‬الدولي‭ ‬لإيقاف‭ ‬‮«‬الكيان‮»‬‭ ‬عدوانه‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وتحريك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬آلياته‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلّ‭ ‬حقيقي‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬تجاوزها‭ ‬وإهمالها‭ ‬والتلاعب‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ (‬75‭ ‬عامًا‭)! ‬والآن‭ ‬هو‭ ‬أوان‭ ‬الاستحقاق،‭ ‬وأن‭ ‬يوقف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أوهامه‭ ‬حول‭ (‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭) ‬من‭ ‬أرضه،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬مهما‭ ‬فعل‭!‬

{‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬وكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬مطالبة‭ ‬برصد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬العالم‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬لتفعيل‭ (‬القانون‭ ‬الدولي‭) ‬ضدّ‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الشيطاني،‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬محاسبة‭ ‬ومقاضاة‭ ‬ومعاقبة‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تسببوا‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عامًا‭!‬،‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬المطالبة‭ ‬بتعويضات‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬الهولوكست‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬الكيان‭ ‬نفسه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬عامًا‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬ألمانيا‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬انتهاء‭ ‬زمن‭ ‬‮«‬هتلر‮»‬‭! ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موجودًا‭ ‬وليس‭ ‬ماضويًا‭ ‬كنازية‭ ‬ألمانيا‭ ‬زمن‭ ‬هتلر‭! ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬محاكمته‭ ‬ومحاسبته‭ ‬وفق‭ ‬ذات‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬هو‭ ‬ككيان‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬له،‭ ‬وعبر‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭!‬

أما‭ ‬حديث‭ ‬الانتصار‭ ‬والهزيمة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المنتصر‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المهزوم‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬فرض‭ ‬الهدنة‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فنتركه‭ ‬لمقال‭ ‬قادم‭ ‬نفصل‭ ‬فيه‭ ‬معنى‭ ‬الانتصار‭ ‬ومعنى‭ ‬الهزيمة‭ ‬من‭ ‬جوانبها‭ ‬المختلفة‭! ‬ولنفهم‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا