عالم يتغير
فوزية رشيد
«الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل» سقطت في غزة!
{ 20 نوفمبر من كل عام يحتفل العالم بـ (اليوم العالمي للطفل) وجاء شعار هذا العام (لكل طفل كل حقوقه) هذه الاحتفالية التي بدأت بإعلان حقوق الطفل عام 1959، تزامنًا مع (الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل) برعاية «منظمة اليونيسف» التابعة للأمم المتحدة، وللصدفة الغريبة ولكن (الكاشفة لزيف كثير من «الاتفاقيات الدولية» التي تتناقض شعاراتها مع ما يجري على أرض الواقع)! وهذه المرة ورغم ما دار في (غزة) فقد صمتت «منظمة اليونيسف» طوال (شهري أكتوبر ونوفمبر) صمت الحملان! وهي ترى المجازر المروّعة في حق الأطفال في غزة، ما بين رُضَع وخُدج وأجنة يتم استخراجها من بطون الأمهات الشهيدات! وما بين أطفال وجثث متفحمة، وأخرى بالآلاف تحت الأنقاض! وما بين أطفال يتم بتر أطرافهم من دون تخدير، ومع الألم يموت بعضهم أثناء البتر! وما بين أطفال يتم دك بيوتهم على رؤوسهم، وهم في أحضان أمهاتهم! وأطفال يتم استهدافهم في شوارع الركام، وهم يبحثون عن لحظة أمن أو لحظة فرح عابرة وهم يلعبون رغم الدمار وفي وسطه! وما بين خُدج لم يرحمهم «الكيان الصهيوني» حتى وهم في الحضانات، ليتم بالأمر العسكري إجلاؤهم إلى «مصر» في ظل مخاطر النقل مع مرضى «العناية المركزة» وفيهم أيضًا أطفال كثر حالاتهم حرجة!
مع كل تلك المشاهد وضرب وقصف المستشفيات والمدارس وشوارع اللجوء، (لم نَرَ مكانًا لا لليونيسف، ولا للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل! ولا للقائمين في العالم على إعلان حقوق الطفل) كلهم كانوا يتفرجون كغيرهم على عذابات ومكابدات أطفال «غزة» وكأنهم دُمى يتم قصفها وحرقها وليسوا أطفالا بشرًا لهم حقوق ومنها حق الحماية كما ادعاء المنظمات وتم انتهاك حياتهم بأقسى الطرق وليس فقط عدم المحافظة على حقوقهم!
{ في الواقع والعدوان على «غزة» كشف زيف المجتمع الدولي ومؤسساته وقوانينه وشرعيته الدولية، التي يتم إخراجها (بانتقائية) حسب توجيهات قادة (النظام الدولي الاستعماري)! هي أسقطت (في نوفمبر وفي الـ 20 من نوفمبر)، خواء وزيف حتى الاحتفاليات بالطفولة! لأن أكثر ضحايا العدوان الصهيوني كان من الأطفال (ما يزيد على قتل 6000 طفل حتى الآن وعشرات الآلاف من المصابين وبينهم حالات حرجة كثيرة) ورغم ذلك لم نسمع الصوت الذي يجب أن نسمعه على المستوى الدولي! وبما أن (الاتفاقية) هي دولية لحقوق الطفل! وهل هناك أفظع مما حدث لأطفال «غزة» حتى يرتفع صوت هؤلاء؟! لقد ابتلعت رمال غزة، التي ابتلعت زيف كل المؤسسات الدولية، (ابتلعت بدورها صوت وفاعلية المؤسسات التي تدعي حماية الطفل وحقوقه في العالم)! إنه مجدّدًا «الخواء الإنساني» الذي لا مثيل له، في ظل وحشية «العدوان الصهيوني» الذي بدوره مارس (كل طقوس النازية والفاشية، وارتكب أبشع جرائم الحرب ضد الطفولة في غزة) وهو يستهدفهم مع أمهاتهم استهدافًا متعمدًا، للقتل والإبادة!
{ العالم احتفل في 20 نوفمبر بـ(اليوم العالمي للطفل) ولكن احتفاله جاء مغموسًا بدم أطفال غزة وأشلاؤهم فوق الركام وتحت أنقاض القصف! وجاء موسومًا بعار (الصمت العالمي) وعار كل مؤسساته الدولية! وهي قد أخرسها (اللاموقف) تجاه مشاهد الإبادة لأطفال غزة! وجاء غارقًا في جنون (اللاإنسانية) التي لم تمارس شيئًا منها تلك المنظمات المدعية! كأن تخرج كل «المنظمات الدولية» (المدعية للحفاظ على حقوق الطفل) إلى الشوارع، ويرتفع صوتها عاليًا و(إلزاميًا) في مجلس الأمن لإيقاف مجازر ومحارق إبادة الأطفال في غزة! لم يفعلوا شيئًا واكتفوا كالعادة بدعوة العالم للاحتفال في يوم 20 نوفمبر بـ (يوم الطفل العالمي)!
وكان الأجدى بهم أن يُلغوا هذه الاحتفالية هذه العام على الأقل، حدادًا على عشرات الآلاف من أطفال غزة! الذين هزت مشاهد إبادتهم ضمير الشعوب في العالم، ولكنها لم تحرّك شعرة في (اليونيسف) والمنظمات الدولية (المعدنية) التي تصرفت وكأنها غير معنية بما يحدث للطفولة في «غزة»!
ولكأن هؤلاء ليسوا أطفالاً تجب حمايتهم من وحشية السلوك النازي للصهاينة! أو لكأن ليس لهم حقوق تستصرخ العالم لإنقاذهم!
{ لقد انكشف الزيف، وانكشفت ألاعيب الكرنفالية والإنسانية الديكورية المدعّاة في الغرب تمامًا! لتسقط منظمات حماية حقوق الطفل بين الساقطين في وحل «غزة» والتاريخ لا ينسى! بل جاءت السقطة الكبرى من داخل «الكيان الصهيوني» نفسه، وهو يحتفل بيوم الطفل العالمي، الذي بقتله بوحشة، ليجعل أطفال الصهاينة يصدحون في ذلك اليوم بأغنية همجية جاء فيها: «سنبيدهم جميعًا في غزة ونعود آمنين) وعلى أثير (هيئة البث «الإسرائيلية» الرسمية» وتم تسميتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأغنية (الموت والقتل)! فماذا تقول كلماتها و(هي هدية لكل المنظمات الدولية) لحقوق الطفل: (طائرتنا تمزّق غزة أشلاء وإربًا وجيشنا يعبر الحدود، لن نبقي شيئًا! في السنة القادمة لن نبقي هناك شيئًا وسنعود آمنين إلى بيوتنا! وخلال عام سنبيدهم جميعًا ونعود بعدها لحراثة وزراعة حقولنا!)! فهل من بشاعة وكراهية وعنف يتم بثها على ألسنة أطفال الصهاينة من هذه الكلمات؟! هل احتجت منظمات حماية حقوق الطفل؟!
أليست تلك هي دعوة لإبادة أطفال غزة وأمهاتهم وحيث 75% من ضحايا العدوان منهم؟! هي هدية الكيان للاستهزاء بكل المنظمات الدولية لحماية الطفولة وحقوقها وحماية الإنسان! فأية سخرية أكثر من هذه؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك