العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

كلمة سمو ولي العهد.. صوت العقل والحكمة

حفلت‭ ‬كلمة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬حوار‭ ‬المنامة،‭ ‬بمدلولات‭ ‬مفصلية‭ ‬عميقة،‭ ‬واضحة‭ ‬ومباشرة،‭ ‬تمثل‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة،‭ ‬ورسالة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬الصراعات،‭ ‬ومعالجة‭ ‬الخلافات،‭ ‬وتجاوز‭ ‬التحديات،‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬وعدالة‭.‬

كلمة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬أكدت‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ورؤية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬والمستقر‭ ‬للمنطقة،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والمستدام،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

كلمة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الكلمات‭ ‬والخطابات،‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬رؤية‭ ‬محورية،‭ ‬موضوعية‭ ‬وصريحة،‭ ‬لما‭ ‬تشهده‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬المدنيون‭ ‬والأبرياء‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬وقتل،‭ ‬وتشريد‭ ‬وتجويع،‭ ‬وحصار‭ ‬ومحاولات‭ ‬للتهجير‭ ‬القسري‭. ‬

ذلك‭ ‬إن‭ ‬إشارة‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬حرمة‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬والأبرياء‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والتوراة‭ ‬وجميع‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية،‭ ‬وإدانة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬وإعلان‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬المدنيين‭ ‬والأبرياء،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بوقف‭ ‬عجلة‭ ‬العنف،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬وفتح‭ ‬ممرات‭ ‬آمنة‭ ‬لإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.. ‬تشكل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬العاجلة‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬إشارة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬جرح‭ ‬عميق‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬عاما‭.. ‬وضعت‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف،‭ ‬وتناولت‭ ‬القضية‭ ‬بعمق‭ ‬تاريخي‭ ‬رفيع،‭ ‬وكشفت‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمن‭ ‬المنشود،‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬للمنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬ومستقبل‭ ‬أجيالها،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭.‬

كلمة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬حددت‭ ‬البوصلة‭ ‬بكل‭ ‬مهارة،‭ ‬كربان‭ ‬سفينة‭ ‬ينشد‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬للجميع‭.. ‬وتناولت‭ ‬التطورات‭ ‬الحاصلة‭ ‬كمشرط‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬شخص‭ ‬الداء‭ ‬ووضع‭ ‬الدواء،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬وضع‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وعدم‭ ‬إعادة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وعدم‭ ‬تقليص‭ ‬حدود‭ ‬غزة‭.. ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭.‬

وكما‭ ‬هي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الأزمات‭ ‬والحروب،‭ ‬وأهمية‭ ‬البناء‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬لصالح‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كلمته‭ ‬المسموعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬تحقق‭ ‬آماله‭ ‬وازدهاره،‭ ‬وضرورة‭ ‬انتصار‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬كأساس‭ ‬لأي‭ ‬عملية‭ ‬منشودة،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬ونزاع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬رقعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬إعلاء‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة،‭ ‬جاءت‭ ‬كلمة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬لتسجل‭ ‬نصيحة‭ ‬تاريخية‭ ‬للعالم‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭.. ‬‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نعمل‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬الخطوط‭ ‬السياسية،‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬هو‭ ‬المسموع‭.. ‬فإننا‭ ‬نجازف‭ ‬بتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لانتشار‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

‭ ((‬الشعوب‭ ‬ضحايا‭ ‬الحروب‭)).. ‬وكلمة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬وقفت‭ ‬مع‭ ‬الإنسان،‭ ‬وطالبت‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬فورا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المدنيين‭ ‬والأبرياء‭.. ‬لأنهم‭ ‬الضحايا‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا