العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

التهجير القسري إلى التهجير الطوعي!

{‭ ‬يمارس‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ (‬التهجير‭ ‬القسري‭) ‬من‭ ‬شمال‭ ‬ووسط‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها،‭ ‬لدفعهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬الازدحام‭ ‬والظروف‭ ‬اللاإنسانية،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬الشتاء‭! ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬مأوى‭ ‬ولا‭ ‬مأكل‭ ‬ولا‭ ‬علاج‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬ملابس‭ ‬تقيهم‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الطقس،‭ ‬فقد‭ ‬تدمَّر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملكونه‭ ‬أثناء‭ ‬قصف‭ ‬بيوتهم‭! ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬ينجُ‭ ‬‮«‬الجنوب‮»‬‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬أيضا‭ ‬والقتل،‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬اليأس‭ ‬المطلق‭! ‬وكان‭ ‬المخطط‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سيناء‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬رفضته‭ ‬مصر‭ ‬رفضا‭ ‬قاطعا،‭ ‬ومثلها‭ ‬فعلت‭ ‬الأردن،‭ ‬وقد‭ ‬انتقلت‭ ‬وحشية‭ ‬الاعتقال‭ ‬والقتل‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬الصهاينة‭ ‬والمستوطنين‭ ‬المتطرفين،‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬لإجبارهم‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬نحو‭ ‬الأردن‭! ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬‮«‬العاهل‭ ‬الأردني‮»‬‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬إعلان‭ ‬حرب‭! ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬،‭ (‬يريد‭ ‬غزة‭ ‬أرضا‭ ‬محروقة‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬سكانها‭)! ‬ومثلها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭! ‬بل‭ ‬وكما‭ ‬أعلن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬يريد‭ ‬إعادة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والسيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭!‬

{‭ ‬وفيما‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭ ‬تثور‭ ‬اليوم‭ ‬ضد‭ ‬سياسات‭ ‬ووحشية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬كلها،‭ (‬من‭ ‬حيث‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والعقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭)! ‬وفيما‭ ‬ثورة‭ ‬الشعوب‭ ‬تتصاعد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬والأكاديمي‭ ‬والسياسي‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬وكمثال‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬عريضة‮»‬‭ ‬من‭ (‬400‭ ‬موظف‭) ‬في‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬واستقالات‭ ‬ضد‭ ‬الحرب‭ ‬وانحياز‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭! ‬بل‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬كل‭ (‬سفراء‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭) ‬يقدمون‭ ‬احتجاجهم‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وصناع‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭! ‬ويقدم‭ ‬محامون‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ (‬عرائض‭ ‬وبيانات‭) ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومحاكمة‭ ‬‮«‬قادة‮»‬‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬احتجاجات‭ ‬مختلفة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مفكرين‭ ‬وكتّاب‭ ‬وفنانين‭ ‬وإعلاميين‭ ‬وصحفيين‭ ‬وبرلمانيين‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا،‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬بل‭ ‬وتزايد‭ ‬ضغوط‭ ‬‮«‬عائلات‭ ‬الأسرى‮»‬‭ ‬ومؤيديهم‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وخروجهم‭ ‬إلى‭ ‬تظاهرات‭ ‬حاشدة‭ ‬ضد‭ ‬نتنياهو‭ ‬ومجلس‭ ‬حربه‭! ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وقادة‭ ‬العالم‭ ‬مصابون‭ ‬ببلادة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ (‬موقف‭ ‬عملي‭) ‬لإيقاف‭ ‬مأساة‭ ‬العصر‭ ‬والدموية‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬العالم‭ ‬لها‭ ‬مثيلا‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬فيه‭ ‬الاحتجاج‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يواصل‭ ‬وحشيته‭ ‬بدم‭ ‬بارد‭ ‬وكأنه‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬ويواصل‭ ‬بهمجية‭ ‬تفوق‭ ‬الخيال‭! ‬بما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬الإبادة‭! ‬وابتكار‭ ‬وسائل‭ ‬التضييق‭ ‬والقتل‭ ‬البطيء‭ ‬لأهالي‭ ‬غزة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مقبرة‭ ‬جماعية‮»‬‭! ‬وبعد‭ ‬قصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬وحصارها‭ ‬ونقص‭ ‬الأدوية،‭ ‬قام‭ ‬باقتحام‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬الشفاء‮»‬‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حماس‭ ‬والرهائن‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬بلاط‭ ‬أرضها‭! ‬فيفشل‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬ذلك‭! ‬ليقوم‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بقتل‭ ‬المرضى‭ ‬والرضع‭ ‬والخدج،‭ ‬وحيث‭ ‬توفي‭ ‬كل‭ ‬مرضى‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭! ‬هل‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬رأى‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬يحدث؟‭!‬

{‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إجبار‭ ‬‮«‬أهل‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬على‭ (‬الهجرة‭ ‬الطوعية‭) ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬‮«‬التهجير‭ ‬القسري‮»‬‭! ‬والذي‭ ‬من‭ ‬آلياته‭ ‬دخول‭ ‬الجنود‭ ‬الصهاينة‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬المهدمة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة‭ ‬ووسطها،‭ ‬وقتلهم‭ ‬بالرصاص،‭ ‬فيما‭ ‬الاتصالات‭ ‬مقطوعة‭! ‬ومع‭ ‬فبركة‭ ‬الفيديوهات‭ ‬في‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬الشفاء‮»‬‭ ‬والأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬أزكمت‭ ‬الأنوف‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬تأتي‭ ‬تصريحات‭ ‬الصهاينة‭ ‬بأن‭ (‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬‮«‬توازع‮»‬‭ ‬الفلسطينيين‭! ‬وليكن‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬فلسطيني‭)! ‬بل‭ ‬وأضافوا‭ (‬نقول‭ ‬ذلك‭ ‬لدواع‭ ‬إنسانية‭)! ‬أية‭ ‬صفاقة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير‭ ‬هذه؟‭! ‬خاصة‭ ‬تعبيره‭ ‬‮«‬دواعٍ‭ ‬إنسانية‮»‬‭!‬

{‭ ‬يتم‭ ‬إغراء‭ ‬‮«‬أهل‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬بـ‭(‬الهجرة‭ ‬الطوعية‭) ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أوصلهم‭ ‬الكيان‭ ‬‭ ‬لدواع‭ ‬إنسانية‭ ‬‭ ‬إلى‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬الهجرة‭! ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬فإن‭ ‬سيناريو‭ ‬‮«‬التهجير‮»‬‭ ‬مستمر‭ ‬وكل‭ ‬مرة‭ ‬بصيغة‭ ‬مختلفة‭! ‬والهدف‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬من‭ ‬أهلها‭ ‬‮«‬وتصفية‭ ‬القضية‮»‬‭ ‬وجعل‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬أرضاً‭ ‬خالصة‭ ‬للصهاينة‭! ‬وتصريح‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬بتلك‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وإعادة‭ ‬احتلال‭ ‬‮«‬غزة‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬رفضه‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإن‭ ‬‮«‬ظاهريا‮»‬‭! ‬ومن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭ ‬وفصائل‭ ‬مقاومته‭ ‬بالطبع‭! ‬ورغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬45‭ ‬يوما‮»‬‭ ‬على‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬والدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬والغربي‭ ‬المطلق‭ ‬لإنجاز‭ ‬‮«‬المهمة‭ ‬القذرة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬بحجة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وتحرير‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن،‭ ‬فإن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحجة‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭!‬،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وفبركة‭ ‬الفيديوهات،‭ ‬أما‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬هو‭ (‬تحويل‭ ‬أطفال‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬جثث‭ ‬وأشلاء‭ ‬مفحمة،‭ ‬وقتل‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬والشوارع‭ ‬وقتل‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭! ‬ويا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬هو‭ ‬وصمة‭ ‬عار‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬العالم‭ ‬كله‭!‬

{‭ ‬الصمود‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬صمود‭ ‬بطولي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭! ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أشبه‭ ‬بالصمود‭ (‬المستحيل‭) ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يشاهد‭ ‬أهوال‭ ‬الإبادة‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭! ‬صمود‭ ‬أذهل‭ ‬العالم،‭ ‬وأفشل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬والرهانات،‭ ‬التي‭ ‬راهن‭ ‬عليها‭ ‬الكيان‭ ‬ضدهم،‭ ‬وأفشل‭ ‬رهانه‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬نكبة‭ ‬ثانية‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬القتل‭ ‬والترويع‭ ‬والحصار‭ ‬والقصف‭ ‬المكثف‭ ‬الأعمى‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يتحرك‭! ‬بل‭ ‬واقتحام‭ ‬المستشفيات‭ ‬وحصارها‭ ‬ومنع‭ ‬الوقود‭ ‬عنها،‭ ‬ليزداد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬يستشهد‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬أطفال‭ ‬رضع‭ ‬ومصابين‭ ‬تعدادهم‭ ‬بالآلاف‭ ‬مازالوا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭! ‬فيما‭ ‬الجثث‭ ‬تملأ‭ ‬الشوارع،‭ ‬ورائحة‭ ‬الموت‭ ‬تُزكم‭ ‬الأنوف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭! ‬ولا‭ ‬يتمكن‭ ‬الأهالي‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬دفن‭ ‬موتاهم‭!‬

{‭  ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تعرّى‭ ‬بالكامل‭ ‬أمام‭ ‬مرآة‭ ‬غزة،‭ ‬وأثبت‭ ‬سقوطه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬لايزال‭ ‬يقف‭ ‬متفرجا‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬النوعية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬ولكأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ (‬انهزام‭) ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭! ‬ولأنه‭ ‬لم‭ ‬ينهزم‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مُصاب‭ ‬اليوم‭ ‬بالارتباك‭ ‬والانكشاف‭ ‬مع‭ ‬طول‭ ‬مدة‭ ‬‮«‬الإبادة‭ ‬الجماعية‮»‬‭ ‬والصمود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬القاهرة،‭ ‬ودمار‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭! ‬وبقي‭ ‬لقادة‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ (‬انهزم‭ ‬وخلِصنا‭)! ‬وهم‭ ‬يدركون‭ ‬جيداً‭ ‬أنهم‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬انهزموا‭ ‬تماما‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬إنسانيتهم‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬بشرا‭! ‬وأمام‭ ‬الضمير‭ ‬الشعبي‭ ‬العالمي،‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬شيء‭ ‬يستر‭ ‬عوراتهم‭! ‬لقد‭ ‬هزمتهم‭ ‬جثث‭ ‬وأشلاء‭ ‬الأطفال‭! ‬وهزمهم‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وفضحهم،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬في‭ ‬أجسادهم‭ ‬كقادة‭ ‬إلا‭ ‬الأقنعة‭ ‬التي‭ ‬يلبسونها‭ ‬ليختبئوا‭ ‬خلفها‭! ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬لا‭ ‬ينهزم‭! ‬فيما‭ ‬التاريخ‭ ‬يسجل‭ ‬كل‭ ‬المواقف،‭ ‬والله‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا