العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

كيان استيطاني ومشروع توسعي.. ما العمل؟

{‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ (‬كيان‭ ‬استعماري‭ ‬استيطاني‭ ‬للغرب‭)‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬هو‭ ‬كيان‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭! ‬لأن‭ ‬حدوده‭ ‬مفتوحة‭ ‬لتضم‭ ‬دولاً‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬‮«‬الحلم‭ ‬الأسطوري‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كتبه‭ (‬حاخامات‭ ‬اليهود‭) ‬بأيديهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬التلمود‮»‬‭! ‬والذي‭ ‬بنت‭ ‬الصهيونية‭ ‬أساطيرها‭ ‬الملفقة‭ ‬حوله،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أطماعها‭ ‬‮«‬الاستعمارية‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬وعينها‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والطاقة‭ ‬والثروات‭ ‬الأخرى‭! ‬وما‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الاستيطاني‭ ‬إلا‭ ‬أداة‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭! ‬وحيث‭ ‬تمهيد‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬مستمر‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭! ‬وتفتيت‭ ‬المنطقة‭ ‬وإضعاف‭ ‬دولها،‭ ‬واقتطاع‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬جغرافيتها،‭ ‬ونهب‭ ‬ثرواتها‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأصلي‭ ‬‮«‬القديم‭ ‬الجديد‮»‬‭! ‬الذي‭ ‬به‭ ‬خدعت‭ ‬‮«‬يهود‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬بالنظرية‭ ‬الصهيونية‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬هرتزل‮»‬‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭! ‬لترمي‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬لهم‭! ‬فيتخلص‭ ‬الغرب‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ (‬المسألة‭ ‬اليهودية‭)! ‬ويتم‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ (‬الأجندة‭ ‬الاستعمارية‭) ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭! ‬واليوم‭ ‬تدور‭ ‬اللعبة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬حول‭ (‬الغاز‭) ‬المكتشف‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ساحل‭ ‬غزة،‭ ‬فيما‭ ‬العرب‭ ‬يفتقدون‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬يدركون‭ ‬بها‭ ‬أبعاد‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭!‬

{‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬المصطنع‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬آليات‭ ‬تأسيسه‭ ‬أو‭ ‬نزعته‭ ‬‮«‬التوسعية‮»‬‭ ‬بالسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬ضمن‭ ‬حدوده‭ ‬الراهنة‭ ‬و‭(‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حلاً‭ ‬عادلاً‭)‬،‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نهاية‭ ‬لطموحه‭ ‬العدواني‭ ‬وطموح‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬وما‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتهجير‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬إلا‭ ‬تدور‭ ‬وتتزامن‭ ‬معها‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬للاستحواذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬كلها‭ ‬لليهود‭ ‬وحدهم‭ ‬أولاً‭!‬

ولهذا‭ ‬أيّا‭ ‬كان‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ (‬التوجه‭ ‬أو‭ ‬التمويل‭ ‬والتدريب‭) ‬فهي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ (‬مجرد‭ ‬فصيل‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭)‬،‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬مقاومته‭ ‬منذ‭ (‬75‭ ‬عاماً‭) ‬وهي‭ ‬مقاومة‭ ‬مشروعة‭ ‬للاحتلال،‭ ‬وحق‭ ‬مشروع‭ ‬لكل‭ ‬الشعوب‭ ‬المحتلة‭ ‬حسب‭ ‬‮«‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭! ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬التي‭ (‬تعرقل‭ ‬حاليا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعماري‭ ‬الأكبر‭ ‬للكيان‭ ‬وللغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬أمريكا‭) ‬وقد‭ ‬تخلت‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬حماس‭! ‬ولهذا‭ ‬يراد‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬كمقاومة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الضفة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬العنوان‭ ‬لذلك‭ ‬التخلص‭ ‬هو‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ (‬7‭ ‬أكتوبر‭)!‬

{‭ ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬أنه‭ ‬أسس‭ ‬قيام‭ ‬كيانه‭ ‬المغتصب،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬احتلال‭! ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬أساس‭ (‬ادعاء‭ ‬تاريخي‭ ‬أسطوري‭ ‬ملفق‭) ‬بموجبه‭ ‬تم‭ ‬اغتصاب‭ ‬فلسطين‭ ‬كوطن‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬لشعب‭ ‬غيره‭ ‬وهو‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ومنذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعقّد‭ ‬صورة‭ ‬‮«‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬لفلسطين‮»‬‭ ‬قياساً‭ ‬بالاحتلالات‭ ‬الأخرى‭! ‬ولا‭ ‬يشبه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وتأسيسها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬‮«‬الهنود‭ ‬الحمر‮»‬‭! ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بريطانيا‭ ‬الاستعمارية‭! ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬‮«‬المستعمر‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬نكبة‭ ‬ثانية‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬النكبة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬48‭!‬

{‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬هي‭ (‬مقاومة‭ ‬فصائل‭ ‬عديدة‭ ‬ومختلفة‭) ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬أبرزها‭! ‬وهذه‭ (‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬الباسلة‭ ‬للاحتلال‭)‬،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الويلات‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭ ‬وعاناها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬‮«‬الضفة‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬وحدها‭ ‬اليوم‭ ‬التي‭ (‬تعرقل‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعماري‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغربي‭) ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬كل‭ ‬مخططاته‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭! ‬ويعمل‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ (‬بسرعة‭) ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬المتغيرات‭ ‬والتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬تجاه‭ (‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭) ‬متعدّد‭ ‬الأقطاب‭! ‬وحيث‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وللغرب‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬البداية‭! ‬وهي‭ ‬الغاز‭ ‬والاستثمار‭ ‬ونقطة‭ ‬التوسع‭ ‬الصهيوني‭ ‬لتحقيق‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭! ‬بعد‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬نحو‭ ‬سيناء‭ ‬والأردن‭! ‬ثم‭ ‬التوسع‭ ‬لاحقاً‭ ‬في‭ ‬جغرافيا‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭! ‬دخلت‭ ‬خرائط‭ ‬التخطيط‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ (‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬لليهود‭) ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬ومصر‭ ‬والسعودية‭! ‬وحسب‭ ‬تصورات‭ ‬‮«‬خرائط‭ ‬التقسيم‮»‬‭ ‬ذاتها‭ ‬فيما‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬عربية‭ ‬لمواجهة‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنها‭ ‬بالأصل‭ ‬لا‭ ‬تملكها‭!‬

{‭ ‬بحسب‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬الصهيوني‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬فإن‭ ‬المنطق‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬من‭ (‬المصلحة‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭) ‬ألا‭ ‬ينجح‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬لأن‭ ‬نجاحه‭ ‬يعني‭ ‬فتح‭ ‬الشهية‭ ‬الصهيونية‭ ‬نحو‭ (‬الامتداد‭ ‬التوسعي‭) ‬الذي‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬معتقدهم‭ ‬‮«‬التلمودي‮»‬‭ ‬نحو‭ ‬حدود‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭!‬

ومهما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬الصهيوني‭ ‬الغربي‮»‬‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬العرب‭ ‬دعم‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬والمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ككل‭ ‬فإنه‭ ‬كاذب‭ ‬و‭(‬حالياً‭ ‬وتحديداً‭ ‬حالياً‭) ‬فإن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬وتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬هو‭ ‬بشكل‭ ‬استراتيجي‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬والوجودية،‭ ‬وضد‭ ‬جغرافيا‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬ماكينة‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬اختطافها‭ ‬لاحقاً‭.‬

{‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوار‭ ‬عسكريا‭ ‬وسياسياً‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والغرب‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تكاذب‭ ‬علني‭ ‬والذي‭ ‬نزلت‭ ‬قواه‭ ‬الكبرى‭ ‬ببارجاتها‭ ‬وغواصاتها‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬‮«‬الغرب‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الكلفة‭ ‬ومهما‭ ‬تمت‭ ‬إبادة‭ ‬الأبرياء‭! ‬ومهما‭ ‬تواصل‭ ‬ضغط‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬لأن‭ ‬في‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬فلسطين،‭ ‬يعني‭ ‬فشل‭ ‬مشروعهم‭ ‬وأجندتهم‭ ‬التوسعية‭ ‬والاستعمارية‭! ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬فشل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬بعد‭ ‬انكشاف‭ ‬وجهه‭ ‬الهمجي‭ ‬والنازي‭ ‬والفاشي‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭!‬

ولهذا‭ ‬فإن‭ (‬مسألة‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭) ‬خارج‭ ‬فلسطين،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إفشاله‭! ‬مثلما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬مساعدة‭ ‬أهل‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬و‮«‬الضفة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعيه‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬وكذلك‭ ‬الأردن،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ (‬الرؤية‭ ‬العربية‭ ‬الكلية‭) ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ضبابية،‭ ‬حول‭ ‬الكيان‭ ‬نفسه‭ ‬باعتبار‭ ‬أنه‭ ‬قابل‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬ضمن‭ ‬حدوده،‭ ‬والتطبيع‭ ‬معه‭!‬

{‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬حتمية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬‮«‬كيسنجر‮»‬‭ ‬2012،‭ ‬باعتقاد‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬الكبرى‭ ‬أو‭ ‬‮«‬هرمجدون‮»‬‭ ‬ستنتهي‭ ‬لصالح‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬والغرب‭ ‬و«المتنورين‭ ‬الماسون‮»‬‭! ‬فيما‭ ‬يؤمن‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬ككل‭ ‬أن‭ ‬النهاية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬هي‭ ‬لصالحهم‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬زوال‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وأنها‭ ‬حرب‭ ‬آخر‭ ‬الزمان‭! ‬وأن‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬هو‭ ‬الانتصار‭ ‬إن‭ ‬نصروا‭ ‬الله‭!‬

أما‭ ‬مسألة‭ (‬السلام‭ ‬وحلّ‭ ‬الدولتين‭) ‬فقد‭ ‬قضى‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الكيان‮»‬‭ ‬مسبقاً،‭ ‬وأصبحت‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتحقق‭! ‬لأن‭ (‬الدائرة‭ ‬الجهنمية‭) ‬التي‭ ‬تتفاعل‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬الطموحات‭ ‬الصهيونية‮»‬،‭ ‬تبدأ‭ ‬وتنتهي‭ (‬بعدم‭ ‬السماح‭ ‬للعرب‭ ‬وللدول‭ ‬‮«‬السنية‮»‬‭ ‬تحديداً‭ ‬بالاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬والنهضة‭ ‬والقوة‭) ‬ومن‭ ‬يعتقد‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬إما‭ ‬واهم،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقرأ‭ ‬جيداً‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬ويفعله‭ ‬‮«‬الغرب‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وتجاه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭! ‬و«نتنياهو‮»‬‭ ‬كرّر‭ ‬مراراً‭ (‬إنها‭ ‬الحرب‭ ‬الطويلة‭ ‬والمستمرة‭) ‬وقبلها‭ ‬حمل‭ ‬خارطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬وفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأمام‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬العرب‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا