العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٦ - الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

غزة والظلامية الغربية والحاجة الملحة إلى نظام عالمي جديد!

{ في‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬وجرائمها‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والدعم‭ ‬الغربي‭ (‬اللا‭ ‬محدود‭) ‬لجرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬‮«‬متعدّدة‭ ‬الأوجه‭! ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬ينكر‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬ما‭ ‬لخصه‭ ‬أحدهم‭ ‬في‭ ‬الكيان‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬لا‭ ‬تهمنا‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬ولا‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭! ‬فإنه‭ ‬وبهذا‭ ‬فقد‭ ‬أسقطت‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كل‭ ‬الأسس‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬والشعارات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬وروجتها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬باعتبارها‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬الاقتداء‭ ‬به؟‭ ‬لتنكشف‭ ‬أمام‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭.. ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الوعي‭ ‬العام‮»‬‭ ‬الغربي‭ ‬نفسه،‭ ‬إنها‭ (‬ظلامية‭ ‬غربية‭) ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬الحضارات‭ ‬البشرية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أنشأت‭ (‬كيانا‭ ‬ظلاميًا‭) ‬يشبهها‭ ‬هو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ليجسد‭ ‬الاختلال‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والمفاهيمي‭ ‬والإنساني‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬وما‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬المطلق‭ ‬لكل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ (‬أجندات‭ ‬ومشاريع‭ ‬ومصالح‭ ‬استعمارية‭ ‬غربية‭) ‬أما‭ ‬غزة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬هي‭ (‬الموقع‭ ‬والغاز‭ ‬والاستثمار‭ ‬والرؤية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬لابتلاع‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كلها‭! ‬ومعها‭ ‬ابتلاع‭ ‬أراض‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭! ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬استعماري‭ ‬أكبر‭ ‬هو‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى،‭ ‬وإلباسه‭ ‬الرداء‭ ‬التوراتي‭)! ‬

{ ولذلك‭ ‬فلتعمل‭ (‬الماكينة‭ ‬الشيطانية‭) ‬في‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وهدم‭ ‬البيوت‭ ‬وتسطيح‭ ‬الأرض‭ ‬بحجة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭! ‬وليتجاوز‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كل‭ ‬الأعراف‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭! ‬وليؤسس‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬ويهدد‭ ‬باستخدام‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭! ‬وليقم‭ ‬بتهديد‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التي‭ ‬أغلبها‭ ‬عربية‭ ‬بأن‭ ‬صواريخه‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مدنها‭! ‬وليمارس‭ ‬التجويع‭ ‬والتعطيش‭ ‬وقطع‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز‭ ‬والكهرباء‭! ‬وليدك‭ ‬المستشفيات‭ ‬ومراكز‭ ‬اللجوء‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬والمخابز‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬المدنيين‭!‬،‭ ‬فكل‭ ‬ذلك‭ (‬مباح‭) ‬لهذا‭ ‬‮«‬الكيان‮»‬‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأوصاف‭ ‬المعروفة،‭ (‬لآن‭ ‬فيما‭ ‬يفعله،‭ ‬ما‭ ‬سيحقق‭ ‬الأجندة‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬لاحقاً‭) ‬بل‭ ‬وتنقل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بوارجها‭ ‬الحربية‭ ‬وغواصاتها‭ ‬النووية‭ ‬وذخائرها‭ ‬العسكرية،‭ ‬بحجة‭ ‬ردع‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعها‭! ‬فيها‭ ‬إيران‭ ‬تنصلت‭ ‬وأذرعها‭ ‬اكتفوا‭ ‬بالفرجة‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬بعض‭ ‬المناوشات‭ ‬الاستعراضية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭! ‬إذًا‭ ‬لمن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحشد‭ ‬العسكري؟‭!‬

{ هذا‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الغربي‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬كل‭ ‬البشرية‭ ‬تئن‭ ‬من‭ ‬وحشيته‭ ‬ضد‭ ‬الشعوب،‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭! ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬البقاء‭ ‬اليوم،‭ ‬غير‭ ‬قوته‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬يستعرضها‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬وحش‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬والأحمر‭ ‬والخليج‭! ‬ويشبه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ (‬الوحوش‭ ‬الآلية‭) ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬للتدمير‭ ‬والقتل‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬سواهما‭! ‬وتتجلى‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ (‬ديكتاتورية‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الغربي‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬توحد‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صغيرة‭ ‬هي‭ ‬غزة‭ ‬وبعنوان‭ (‬حرب‭ ‬غربية‭ ‬شاملة‭) ‬على‭ ‬عدة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭! ‬الذين‭ ‬فشل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬هدف‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭! ‬فلم‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬ولم‭ ‬تتم‭ ‬استعادة‭ ‬‮«‬الرهائن‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬يسترجع‭ ‬الكيان‭ ‬هيبته‭! ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬اعتبرنا‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمحارق‭ ‬والإبادة‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬هي‭ ‬عناوين‭ ‬للهيبة‭ ‬وانتصار‭ ‬عسكري‭! ‬

{ إن‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬يرنو‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية،‭ (‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬بكل‭ ‬قسوة‭ ‬سلوكيات‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والهيمنة‭ ‬الغربية‭)!  ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ (‬تنافس‭ ‬دولي‭ ‬أو‭ ‬إقليمي‭ ‬مشروع‭) ‬يدفع‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ (‬القطبية‭ ‬المتعددة‭) ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يريده‭ ‬‮«‬الغرب‭ ‬الاستعماري‮»‬‭ ‬كنظام‭ ‬بديل‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬لأنه‭ ‬يسحب‭ ‬البساط‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬قدميه‭ ‬اللتين‭ ‬يريد‭ ‬الدوس‭ ‬بهما‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬ويمنعه‭ ‬من‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬ربقة‭ (‬الظلامية‭ ‬الغربية‭)! ‬ولذلك‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يتقن‭ ‬لإيقاف‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬لغة‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والأزمات،‭ ‬وافتعال‭ ‬الحروب‭ ‬البيولوجية‭ ‬والأوبئة‭ ‬وحرب‭ ‬المناخ‭ ‬والبيئة،‭ ‬والحرب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬واختزال‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬والغرائزية‭! ‬ليواصل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬وعرقلة‭ ‬أي‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد،‭ ‬جاعلاً‭ ‬من‭ ‬نظامه‭ ‬المتوحش‭ ‬والفاسد‭ ‬هو‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬ويسود‭! ‬

{ كثير‭ ‬من‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والمحللين‭ ‬الغربيين‭ ‬والاستراتيجيين،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬المدخل‭ ‬لتوسعها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬وأن‭ (‬الاكتشافات‭ ‬النفطية‭ ‬واكتشاف‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬المحيطة‭ ‬بغزة‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭ ‬النفطي،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭) ‬هي‭ ‬تحديداً‭ ‬ما‭ ‬يعجل‭ (‬الشهية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭!) ‬لاستخدام‭ ‬كيانه‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬التذرّع‭ ‬لاحقاً‭ ‬بأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬لتوسيع‭ ‬حدوده‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬جغرافيا‭ ‬الثروات‭ ‬والطاقة‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز‭ (‬العربية‭): ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرب‭ ‬المشروع‭ ‬الصيني‭ ‬التنموي‭) ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭! ‬وضرب‭ ‬التوجه‭ ‬العربي‭ ‬لتعدد‭ ‬التحالفات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭! ‬ولهذا‭ ‬فتحت‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬الباب‭ ‬لتوسيع‭ ‬الحرب‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬بأفكارهم‭ ‬الأسطورية‭ ‬والطوباوية‭ ‬والديكتاتورية‭ ‬يغلفون‭ ‬بها‭ ‬مطامعهم‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الكبرى،‭ ‬بعناوين‭ ‬أسطورية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬هرمجدون‮»‬‭ ‬وعودة‭ ‬المسيح‭ ‬الدجال‭! ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬العرب،‭ ‬أمام‭ ‬مرحلة‭ ‬متفاقمة‭ ‬من‭ (‬الشراسة‭ ‬الغربية‭ ‬‮«‬الاستعمارية‮»‬‭)! ‬لتحقيق‭ ‬الأجندات‭ ‬والمشاريع‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والهيمنة‭ ‬والاحتلال‭ ‬من‭ ‬جانب‭! ‬وفي‭ ‬منع‭ ‬قيام‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬عالمي‭ ‬نحو‭ (‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭)! ‬وكل‭ ‬كوارث‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬الإنسانية‮»‬‭ ‬يتعاملون‭ ‬معها‭ (‬ببرود‭ ‬آلي‭) ‬لأن‭ ‬الهدف‭ ‬كبير‭ ‬وأكبر‭ ‬مما‭ ‬يعتقده‭ ‬البعض‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا