الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مرحلة جديدة للشراكة المجتمعية
عندما قرأت «ابنتي» خبر المنصة الوطنية ومشروع التطوع لخدمة الدفاع المدني، سألتني: هل ستقوم الحرب؟ وهل هناك أمور وتطورات ومستجدات قادمة لا نعرفها..؟ فقلت لها: بالطبع لا، ولكن كل ما في الأمر يهدف إلى التوعية والوقاية، وليس له علاقة بأي حرب أو تطورات.. وأعتقد أن ذات السؤال راود الكثير منا، ويجب أن ندرك ذلك، ونطمئن له، ونطمئن الآخرين عليه.
كما أن المشروع يأتي في سياق خطط واستراتيجية وزارة الداخلية في تعزيز الثقافة الأمنية والدفاع المدني، وجاء وفق دراسة علمية ومسح وطني تم إجراؤه في العام الماضي، وشمل عينة من المجتمع بلغت 13 ألفا من أفراد المجتمع، بهدف قياس وعي الجمهور بالإجراءات وكيفية التعامل مع حالات الطوارئ، وقد أكدت نتائج ذلك المسح أهمية التوعية بإرشادات السلامة وإجراءات التعامل مع الظروف الطارئة.
إعلان الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، بدء مشروع التطوع لخدمة الدفاع المدني، وإقبال المواطنين للتسجيل فيه والانضمام إليه يعد مرحلة جديدة للشراكة المجتمعية، وتعزيزا لخدمة الوطن والمجتمع والعمل التطوعي، وترسيخا لقيم الانتماء والمواطنة بشكل حضاري وعملي.
كما أن تدشين معالي وزير الداخلية موقع المنصة الوطنية للحماية المدنية والتي تحوي مواد وفقرات توعوية، تعد خطوة متطورة نحو الوعي العام لشؤون السلامة والأمن، واكتساب مهارات جديدة بشكل مهني.
مشروع المنصة الوطنية، ومشروع التطوع لخدمة الدفاع المدني، يهدفان إلى تأهيل وإعداد وتنظيم المتطوعين وتعزيز السلامة والوعي الوقائي لدى المجتمع، وقد شهدت المنصة تسجيل 300 شخص خلال ساعات فقط من إطلاقها، ما يؤكد الرغبة المجتمعية الكبيرة في العمل لخدمة المجتمع.
وهي ثقافة أصيلة في المجتمع البحريني من خلال «الفزعة» والمساعدة وتقديم العون للآخرين، وكيفية التعامل مع إجراءات السلامة العامة، والسلامة في المنزل والعمل والمدرسة وبرك السباحة، وكيفية التصرف في حالة الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة والتلوث الإشعاعي وغيرها.. ومعظم تلك الحالات والظروف صادفتنا، وربما تصادفنا مع موسم الأمطار القادم، ومن الأهمية بمكان التأهب والاستعداد لها، والتعرف على طرق التعامل معها، بما يضمن السلامة للجميع.
كم مرة كنا نشهد فيها حالات غرق الأطفال في برك السباحة وطالب الجميع بضرورة التشديد في الإجراءات وزيادة التوعية.. وكم مرة كانت الأمطار الغزيرة لها تداعيات كثيرة وعديدة في المنازل والشوارع والازدحامات المرورية.. وكم مرة تعرض أحد أفراد الأسرة لحادث معين في المنزل والمطبخ ولا يعرف البعض كيفية التصرف سوى الإسراع بالاتصال على هاتف النجدة والإسعاف.. وكم هي الحالات والظروف التي مرت بنا، وكنا بحاجة إلى التوعية والتثقيف للتعامل معها من أجل السلامة العامة.
لذلك تأتي المنصة الوطنية ومشروع التطوع لخدمة الدفاع المدني كمرحلة حضارية جديدة للشراكة المجتمعية البحرينية المتميزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك