عالم يتغير
فوزية رشيد
يبيدون غزة وأهلها والعالم لا يزال يتفرج!
{ نصحو على المجازر التي تتناسل طول النهار أو ننام على المجازر التي بدورها تتناسل طوال الليل! هذا عنا نحن المتفرجون على الفضائيات والمواقع الإلكترونية، أما غزة نفسها وأهلها فهم (لا ينامون) فالغارات ودك المساكن والمستشفيات والطرقات لا تتوقف على رؤوسهم! ولكن كل تلك الوحشية المنقطعة النظير. تجاوزت نفسها حتى وصلت الى التفكير في إبادة غزة بـ(القنبلة النووية)! هكذا وصف وزير التراث الإسرائيلي «عميجاي الياهو»، أعماه الله، بأن إلقاء قنبلة نووية هو أحد الخيارات! هذا المتطرف اليميني يرى أنه (لا يوجد في غزة أبرياء)! وسماهم بالنازيين! هذه هي الخلفية الهمجية في التفكير، هي التي يفكر بها هؤلاء! وما تجميده كوزير من جانب نتنياهو «إلا ذرأ للرماد في العيون، لأن كل الصهاينة المتطرفين يقفون على ذات الأرضية، و«نتنياهو» في أول الصف!
{ وفي ذات الوقت الذي لا تتوقف فيه حرب الإبادة ومع تصريح الإبادة بالقنبلة النووية، يصرح أطباء «إسرائيليون» بنصيحة غريبة للجيش الإسرائيلي وهي (قصف كل المستشفيات في غزة)! وبمثل هذا التفكير يكون الوحش الصهيوني المتمثل في رئيس الحكومة ووزراء ومؤسسات مدنية كالأطباء قد خرجوا من كونهم بشراً أو حيوانات! هؤلاء (صنف لا نعرفه من مخلوقات الله وعلينا إعادة اكتشافه)! فهؤلاء لا مشاعر لديهم ولا ضمير عندهم، ولا عقل يحكمهم! لنقول ما قاله «القذافي» رحمه الله مرة: «من أنتم ؟!» إنهم خارج نطاق التصور الإنساني في كل ما يقومون ما يقومون به! وخارج حتى خيال الوحشية التي يصفون أهل غزة بها! بل وخارج المنطق والعقل وهم بطائراتهم وقنابلهم الفتاكة يقتلون ليلاً ونهاراً الأطفال والنساء! فجاء تفكيرهم وتفكير أطبائهم (شياطين الجحيم وليسوا ملائكة الرحمة) بقصف المستشفيات الآهلة بالمرضى والمصابين إصابات خطرة جراء وحشية القصف، والنازحين الذين دمروا بيوتهم، وحتى (الممرات الآمنة) خدعوهم بها لتتحوّل إلى ممرات الموت!
{ متى سيتحرك العالم؟! لقد تعبنا من طرح هذا السؤال على مدار شهر كامل، منذ أن تجلت حقيقة الأهداف العسكرية التي هي أهداف مدنية.. ولا شيء آخر! وحين كتبت في مقال سابق أن (اللغة تقف عاجزة عن وصف ما يحدث في غزة، فهي كذلك! وأن هذا (العالم الذي أصابه الخواء بقادته) لا يوقفون الوحش الصهيوني «عن مجازره ومذابحه وجرائم الحرب التي يرتكبها، وبصمتهم ودعمهم هم مشاركون فيها!، ولكأنهم يباركون إبادة أهل غزة، وإبادة المكان، بسياسة التطهير العرقي.. والمحارق والعنصرية تجاه الدم والروح الفلسطينية! حتى أصاب شعوب العالم (الغثاء) مما يرونه، وانتابهم الشك في قادة الغرب» إن كانوا من البشر أم لا؟!.
{حين يصل التفكير بعد كل هذا العدوان الإجرامي غير المسبوق تاريخيا على غزة إلى حدّ إلقاء قنبلة نووية! وحين يصل التفكير بأطباء إلى التجرد من الإنسانية هكذا بطلب قصف المستشفيات والمرضى والنازحين وجلهم أطفال ونساء / فإن على شعوب العالم أن تدرك أنها محكومة بالشياطين بأقنعة بشرية! لا يمكن أن يكون هؤلاء من البشر! ولا يمكن أن يتم التعويل عليهم في أي شيء يتعلق بالمشاعر أو العقل أو المنطق! فقد أصبحوا خارج كل ذلك، لنكتشف معهم أن ليس غزّة وحدها تعيش المأساة المجسدة للوحشية، بل إن البشرية كلها في مأساة حقيقية وهؤلاء «الشياطين» هم من يتحكمون في مصيرها! وفي قوانينها الدولية، وفي حروبها وصراعاتها! وفي اقتصادها ثم في قيمها التي تدرجت من الانحلال واللا أخلاقية لتصل إلى اللا إنسانية!
{غزة التي عرَّت حقيقة كل ما يدور في العالم، يراد لها الفناء! وقنابلهم الفتاكة بلغت في قوتها التي ضربوها بها ما يعادل نصف أو أكثر من القنبلة النووية التي رموها على هيروشيماا! هؤلاء هم أنفسهم من ذات الجنس غير البشري) الذين يحسمون حروبهم بالإبادة والإفناء) إن واجهوا صموداً وقوة إرادة! وهي التي تتجلى في أهل غزة رغم كل ما فعلوه من تجويع وتعطيش وقطع الكهرباء، و تهجير من الشمال إلى الجنوب، وفي وسط ركام القصف مازالوا متشبثين بأرضهم! فهم الأحياء أما العالم حولهم، فقد أثبت أن قادته المتحكمين به، هم لا ينتمون إلى أي جنس نعرفه، وهذا ما يفسر حيرتنا وتساؤلنا: ما هذه الوحشية؟! ما هذه الهمجية؟! فلا لغتنا كبشر هي لغتهم! ولا مشاعرنا يمتلكون مثلها! ولا تفكيرنا الإنساني يعرفون ماهيته! ولذلك هم خارج نطاق لغتنا ومشاعرنا وتفكيرنا، فيحدث ما يحدث الآن في غزة وفي العالم! حتى الجنون يتبرأ منهم، لأن برودهم وحجرية قلوبهم، إن ملكوا قلوبا تفوق حتى الجنون نفسه! لقد تعبنا من مشاهدة أفعالهم، فكيف بأهل غزة الذين يعيشونها ودماؤهم تسفك ليل نهار! ومتى سيتحرك العالم؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك