العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

يبيدون غزة وأهلها والعالم لا يزال يتفرج!

{ نصحو‭ ‬على‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬تتناسل‭ ‬طول‭ ‬النهار‭ ‬أو‭ ‬ننام‭ ‬على‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تتناسل‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭! ‬هذا‭ ‬عنا‭ ‬نحن‭ ‬المتفرجون‭ ‬على‭ ‬الفضائيات‭ ‬والمواقع‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬أما‭ ‬غزة‭ ‬نفسها‭ ‬وأهلها‭ ‬فهم‭ (‬لا‭ ‬ينامون‭) ‬فالغارات‭ ‬ودك‭ ‬المساكن‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والطرقات‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬على‭ ‬رؤوسهم‭! ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الوحشية‭ ‬المنقطعة‭ ‬النظير‭. ‬تجاوزت‭ ‬نفسها‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬الى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إبادة‭ ‬غزة‭ ‬بـ‭(‬القنبلة‭ ‬النووية‭)! ‬هكذا‭ ‬وصف‭ ‬وزير‭ ‬التراث‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬عميجاي‭ ‬الياهو‮»‬،‭ ‬أعماه‭ ‬الله،‭ ‬بأن‭ ‬إلقاء‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬الخيارات‭! ‬هذا‭ ‬المتطرف‭ ‬اليميني‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ (‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أبرياء‭)! ‬وسماهم‭ ‬بالنازيين‭! ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الخلفية‭ ‬الهمجية‭ ‬في‭ ‬التفكير،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬يفكر‭ ‬بها‭ ‬هؤلاء‭! ‬وما‭ ‬تجميده‭ ‬كوزير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬إلا‭ ‬ذرأ‭ ‬للرماد‭ ‬في‭ ‬العيون،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬الصهاينة‭ ‬المتطرفين‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الأرضية،‭ ‬و«نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الصف‭! ‬

{ وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬فيه‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ومع‭ ‬تصريح‭ ‬الإبادة‭ ‬بالقنبلة‭ ‬النووية،‭ ‬يصرح‭ ‬أطباء‭ ‬‮«‬إسرائيليون‮»‬‭ ‬بنصيحة‭ ‬غريبة‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وهي‭ (‬قصف‭ ‬كل‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬غزة‭)! ‬وبمثل‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬يكون‭ ‬الوحش‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزراء‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مدنية‭ ‬كالأطباء‭ ‬قد‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬كونهم‭ ‬بشراً‭ ‬أو‭ ‬حيوانات‭! ‬هؤلاء‭ (‬صنف‭ ‬لا‭ ‬نعرفه‭ ‬من‭ ‬مخلوقات‭ ‬الله‭ ‬وعلينا‭ ‬إعادة‭ ‬اكتشافه‭)! ‬فهؤلاء‭ ‬لا‭ ‬مشاعر‭ ‬لديهم‭ ‬ولا‭ ‬ضمير‭ ‬عندهم،‭ ‬ولا‭ ‬عقل‭ ‬يحكمهم‭! ‬لنقول‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬‮«‬القذافي‮»‬‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬مرة‭: ‬‮«‬من‭ ‬أنتم‭ ‬؟‭!‬‮»‬‭ ‬إنهم‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬التصور‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقومون‭ ‬ما‭ ‬يقومون‭ ‬به‭! ‬وخارج‭ ‬حتى‭ ‬خيال‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يصفون‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬بها‭! ‬بل‭ ‬وخارج‭ ‬المنطق‭ ‬والعقل‭ ‬وهم‭ ‬بطائراتهم‭ ‬وقنابلهم‭ ‬الفتاكة‭ ‬يقتلون‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهاراً‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭! ‬فجاء‭ ‬تفكيرهم‭ ‬وتفكير‭ ‬أطبائهم‭ (‬شياطين‭ ‬الجحيم‭ ‬وليسوا‭ ‬ملائكة‭ ‬الرحمة‭) ‬بقصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬الآهلة‭ ‬بالمرضى‭ ‬والمصابين‭ ‬إصابات‭ ‬خطرة‭ ‬جراء‭ ‬وحشية‭ ‬القصف،‭ ‬والنازحين‭ ‬الذين‭ ‬دمروا‭ ‬بيوتهم،‭ ‬وحتى‭ (‬الممرات‭ ‬الآمنة‭) ‬خدعوهم‭ ‬بها‭ ‬لتتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ممرات‭ ‬الموت‭! ‬

{ متى‭ ‬سيتحرك‭ ‬العالم؟‭! ‬لقد‭ ‬تعبنا‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬شهر‭ ‬كامل،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تجلت‭ ‬حقيقة‭ ‬الأهداف‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أهداف‭ ‬مدنية‭.. ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭! ‬وحين‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬أن‭ (‬اللغة‭ ‬تقف‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬وصف‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فهي‭ ‬كذلك‭! ‬وأن‭ ‬هذا‭ (‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬الخواء‭ ‬بقادته‭) ‬لا‭ ‬يوقفون‭ ‬الوحش‭ ‬الصهيوني‭ ‬‮«‬عن‭ ‬مجازره‭ ‬ومذابحه‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها،‭ ‬وبصمتهم‭ ‬ودعمهم‭ ‬هم‭ ‬مشاركون‭ ‬فيها‭!‬،‭ ‬ولكأنهم‭ ‬يباركون‭ ‬إبادة‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬وإبادة‭ ‬المكان،‭ ‬بسياسة‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭.. ‬والمحارق‭ ‬والعنصرية‭ ‬تجاه‭ ‬الدم‭ ‬والروح‭ ‬الفلسطينية‭! ‬حتى‭ ‬أصاب‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ (‬الغثاء‭) ‬مما‭ ‬يرونه،‭ ‬وانتابهم‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬قادة‭ ‬الغرب‮»‬‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭!.‬

‭  ‬{حين‭ ‬يصل‭ ‬التفكير‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬الإجرامي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬تاريخيا‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬إلقاء‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭! ‬وحين‭ ‬يصل‭ ‬التفكير‭ ‬بأطباء‭ ‬إلى‭ ‬التجرد‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬هكذا‭ ‬بطلب‭ ‬قصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمرضى‭ ‬والنازحين‭ ‬وجلهم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ / ‬فإن‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬محكومة‭ ‬بالشياطين‭ ‬بأقنعة‭ ‬بشرية‭! ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬البشر‭! ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعويل‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمشاعر‭ ‬أو‭ ‬العقل‭ ‬أو‭ ‬المنطق‭! ‬فقد‭ ‬أصبحوا‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬لنكتشف‭ ‬معهم‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬غزّة‭ ‬وحدها‭ ‬تعيش‭ ‬المأساة‭ ‬المجسدة‭ ‬للوحشية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬مأساة‭ ‬حقيقية‭ ‬وهؤلاء‭ ‬‮«‬الشياطين‮»‬‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يتحكمون‭ ‬في‭ ‬مصيرها‭! ‬وفي‭ ‬قوانينها‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬حروبها‭ ‬وصراعاتها‭! ‬وفي‭ ‬اقتصادها‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬قيمها‭ ‬التي‭ ‬تدرجت‭ ‬من‭ ‬الانحلال‭ ‬واللا‭ ‬أخلاقية‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬اللا‭ ‬إنسانية‭! ‬

{غزة‭ ‬التي‭ ‬عرَّت‭ ‬حقيقة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يراد‭ ‬لها‭ ‬الفناء‭! ‬وقنابلهم‭ ‬الفتاكة‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬قوتها‭ ‬التي‭ ‬ضربوها‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نصف‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬رموها‭ ‬على‭ ‬هيروشيماا‭! ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الجنس‭ ‬غير‭ ‬البشري‭) ‬الذين‭ ‬يحسمون‭ ‬حروبهم‭ ‬بالإبادة‭ ‬والإفناء‭) ‬إن‭ ‬واجهوا‭ ‬صموداً‭ ‬وقوة‭ ‬إرادة‭! ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬من‭ ‬تجويع‭ ‬وتعطيش‭ ‬وقطع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬و‭ ‬تهجير‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬الجنوب،‭ ‬وفي‭ ‬وسط‭ ‬ركام‭ ‬القصف‭ ‬مازالوا‭ ‬متشبثين‭ ‬بأرضهم‭! ‬فهم‭ ‬الأحياء‭ ‬أما‭ ‬العالم‭ ‬حولهم،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬قادته‭ ‬المتحكمين‭ ‬به،‭ ‬هم‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬جنس‭ ‬نعرفه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬حيرتنا‭ ‬وتساؤلنا‭: ‬ما‭ ‬هذه‭ ‬الوحشية؟‭! ‬ما‭ ‬هذه‭ ‬الهمجية؟‭! ‬فلا‭ ‬لغتنا‭ ‬كبشر‭ ‬هي‭ ‬لغتهم‭! ‬ولا‭ ‬مشاعرنا‭ ‬يمتلكون‭ ‬مثلها‭! ‬ولا‭ ‬تفكيرنا‭ ‬الإنساني‭ ‬يعرفون‭ ‬ماهيته‭! ‬ولذلك‭ ‬هم‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬لغتنا‭ ‬ومشاعرنا‭ ‬وتفكيرنا،‭ ‬فيحدث‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭! ‬حتى‭ ‬الجنون‭ ‬يتبرأ‭ ‬منهم،‭ ‬لأن‭ ‬برودهم‭ ‬وحجرية‭ ‬قلوبهم،‭ ‬إن‭ ‬ملكوا‭ ‬قلوبا‭ ‬تفوق‭ ‬حتى‭ ‬الجنون‭ ‬نفسه‭! ‬لقد‭ ‬تعبنا‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬أفعالهم،‭ ‬فكيف‭ ‬بأهل‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬يعيشونها‭ ‬ودماؤهم‭ ‬تسفك‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭! ‬ومتى‭ ‬سيتحرك‭ ‬العالم؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا