العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٦ - الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

فجأة.. اكتشفوا أن الحوثي «إرهابي»..!!

لطالما‭ ‬طالبت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬بتصنيف‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬إرهابية‮»‬‭ ‬جراء‭ ‬الهجمات‭ ‬العدوانية‭ ‬المسلحة‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬واليمن‭ ‬الشقيق‭.‬

ولطالما‭ ‬استشهد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬البواسل‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬وقوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأمة،‭ ‬بسبب‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬الحوثية،‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬وتدمير‭ ‬ضد‭ ‬اليمن‭ ‬واليمنيين‭ ‬الأبرياء‭.‬

ولكن‭ ‬ظلت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬وتتحايل،‭ ‬وتؤجل‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أطلقت‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬دفعات‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬نحو‭ ‬إسرائيل،‭ ‬عندها‭ ‬بدأت‭ ‬أصوات‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬رفع‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الحوثيين‮»‬‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬جديد‭ ‬باعتبارهم‭ ‬بالفعل‭ ‬حركة‭ ‬إرهابية‭.‬

يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬عماد‭ ‬أديب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬البيان‭ ‬الإماراتية‭: ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أن‭ ‬الحوثيين‭ ‬بنشاطهم‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬أصبحوا‭ ‬يهددون‭ ‬أمن‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وأمن‭ ‬حلفاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

يا‭ ‬الله‭.. ‬وكأن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الآن‭ ‬فقط‭ ‬قد‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬هي‭ ‬إرهابية،‭ ‬وتقوم‭ ‬بنشاط‭ ‬تخريبي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأنها‭ ‬ذراع‭ ‬للمشروعات‭ ‬الشريرة‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬طهران‭.‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬ثبتت‭ ‬الرؤية‭ ‬عند‭ ‬واشنطن‭ ‬بأن‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬إرهابية،‭ ‬ليس‭ ‬لأسباب‭ ‬موضوعية،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنها‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لا‭ ‬تمارس‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬أو‭ ‬الإمارات،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنها‭ ‬توجه‭ ‬أعمالها‭ ‬العسكرية‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭.‬

منذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬ونحن‭ ‬نصرخ‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬بأن‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬حركة‭ ‬مستلبة‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وتمارس‭ ‬العدوان‭ ‬ضد‭ ‬شعبها‭ ‬أولاً،‭ ‬وضد‭ ‬جيرانها‭ ‬ثانياً،‭ ‬بأوامر‭ ‬من‭ ‬المشغل‭ ‬الرئيس‭ ‬لها،‭ ‬وهو‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬ولم‭ ‬تسمع‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ذلك‭ ‬الصراخ‭ ‬وهذه‭ ‬الأصوات،‭ ‬وقررت‭ ‬رفع‭ ‬اسم‭ ‬حركة‭ ‬الحوثي‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭.. ‬وحينما‭ ‬سألنا‭: ‬لماذا‭ ‬فعلتم‭ ‬ذلك؟‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬لأننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نلعب‭ ‬دور‭ ‬الوسيط‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬الحوثي‭.. ‬فهل‭ ‬أوقف‭ ‬ذلك‭ ‬مشاريع‭ ‬الحوثي؟‭ ‬الإجابة‭: ‬لا‭.. ‬ولكن‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬الهدنة‭ ‬وتبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬هو‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تحسنت‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬والتي‭ ‬توجت‭ ‬باتفاق‭ ‬بكين‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭.‬

إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الإدارات‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بارتباك‭ ‬مع‭ ‬ملفات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وأخطر‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لهذه‭ ‬الإدارة‭ ‬أنها‭ ‬قررت‭ ‬إعطاء‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لمنطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الباسيفيكي‭ ‬وشرق‭ ‬بحر‭ ‬الصين،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬وجاءت‭ ‬الأحداث‭ ‬تتوالى،‭ ‬لتثبت‭ ‬لفريق‭ ‬بايدن‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنظور‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬تحتل‭ ‬الصدارة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬‭ ‬الأوكرانية‭.. ‬حسابات‭ ‬فريق‭ ‬بايدن‭.. ‬تثبت‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬افتقارها‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬العميقة،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬واشنطن،‭ ‬وتساعد‭ ‬حلفاءها‭ ‬التاريخيين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬بالأمس‭ ‬تعلن‭ ‬التفكير‭ ‬بالهدنة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المؤقتة‭ ‬مع‭ ‬رفض‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الإسرائيلية‭..! ‬أي‭ ‬أن‭ ‬أمريكا‭ ‬تقول‭: ‬سنواصل‭ ‬قتلكم،‭ ‬وسنعطيكم‭ ‬بعض‭ ‬الماء‭ ‬والأكل‭ ‬والأدوية‭.. ‬فأي‭ ‬إنسانية‭ ‬وأي‭ ‬هدنة‭ ‬هذه‭..‬؟؟‭ ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا