زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
حكاية تهاني وحكاية لورا
أسرد عليكم اليوم حكاية وقائعها حقيقية، ولكن ربما قمت بزيادة جرعة البهارات فيها، وتتعلق بالسيدة لورا بوش بعلة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش التي تأهبت للمشاركة في حفل ضخم في البيت الأبيض خلال ولاية زوجها، وقد أعدت لهذه المناسبة فستاناً أحمر من تصميم بيت أزياء عالمي، وخطت خطواتها الأولى داخل القاعة وصرخت: يا لهوي (بالإنجليزية طبعاً) فقد وقعت عينها على سيدة ترتدي نفس فستانها من حيث اللون والتصميم، وأشاحت بوجهها عن تلك السيدة المتطاولة على مقامها كسيدة أولى، فإذا بعينها تقع على سيدة ثانية ترتدي نفس الفستان.. صرخت مجدداً: يا خرابي.. يا ميلة بختك يا لورا، فستانك صار عند اللي يسوى واللي ما يسوى، ثم صاحت في اذن معاونتها: غت مي آوت أوف هير.. (أخرجوني من هنا) وبدأت تشق طريقها بصعوبة إلى خارج القاعة ولكن القدر كان لها بالمرصاد.. فقد صافحتها سيدة: هاي لورا... وعندها غابت لورا بوش عن الوعي تماماً.. نعم، فقد كانت تلك السيدة أيضاً ترتدي نفس فستانها.
سحبتها مساعداتها إلى خارج القاعة وصاحت واحدة منهن في رجل أمن: روح المطبخ بسرعة وهات شريحة بصل عشان الست تشمها وتفوق، واستردت لورا بعض وعيها ولكنها واصلت العويل واللطم: «يا شماتة أبلة ظاظا فينا»، خلصوني من الفستان الهباب ده.... مش عايزة أشوفه تاني.. ونجحت معاوناتها في تهدئتها وتذكيرها بأنها نجمة الحفل بفستان أحمر أو حتى «عباية سوداء»: ولا يهمك يا ست الستات.. عندك بدل الفستان خمسمائة.. واختاروا لها فستاناً آخر يجنن، واقتادوها إلى قاعة الحفل مرة أخرى.
في ظل حكم جورج دبليو بوش كان أسهل أمر هو تلفيق التهم، وطالما أنهن كن يرتدين فساتين حمراء فكان من البدهي اتهامهن بالترويج للفكر الشيوعي الأحمر.. طيب ولماذا كانت لورا ترتدي فستاناً شيوعياً في بداية الحفل؟ للتمويه يا غبي! حتى لا تكون هدفاً للعصابات الروسية التي صارت تتفنن في عمليات الاغتيال.
مجاراة الموضة في مجال الملابس مفهومة إلى حد ما، ولكن هناك موضات أسأل الله ألا تسمع بها أم الجعافر، ومنها «عيد الزواج». وقد تكون هذه المناسبة التي اسموها «عيد» كلها نكد، ومع هذا يحيونها وفق طقوس معقدة من بينها هدية من كل طرف للآخر. والمشكلة هنا رجالية بحتة، فمعظمنا نحب زوجاتنا ونحفظ لهن الجميل، لأنه وبدونهن لما انتظمت حياتنا العامة والخاصة، ولكن الرجال لا يهتمون بالشكليات مثل ذكرى يوم الزواج أو الميلاد. شخصياً لا أرى باساً في أن يحتفل زوجان بذكرى يوم زواجهما بالهدايا والطعام والنزهة، ولكنني أخشى أن تصبح هذه الممارسة وبائية، أي تنتقل إلى كل البيوت فـ«أروح في داهية»، لأنني لا أذكر حتى في هذه اللحظة سوى السنة التي تزوجت فيها.. يعني لا أذكر في أي يوم من أي شهر تزوجت.
وعلى ذمة صحيفة مصرية، ثم نقل زهير ث. إلى المستشفى في القاهرة مصاباً بكسور مركبة في أجزاء مختلفة من جسمه، وبعد التحريات البوليسية اتضح أن زوجته واسمها تهاني س. ألقت به من نافذة شقة الزوجية في الطابق الثالث من عمارة سكنية. جريمة زهير هي أن ذلك اليوم كان «عيد ميلاد» زوجته. ونسي المسكين الأمر، وعاد إلى البيت متأخراً، فإذا به أمام جموع من البشر، فانزعج وصاح: خير إن شاء الله.. في إيه يا جماعة؟ قوبل تساؤله بنظرات الاستنكار، إذ كيف يكون كل هؤلاء الخلق قد أتوا إلى بيته ليشاركوا زوجته احتفالها بالذكرى الميمونة ليوم مولدها، ويكون هو الزوج «آخر من يعلم». وفجأة وجد زهير نفسه محمولاً على كتف زوجته ويطير عبر النافذة مثل صاروخ ويرتطم بالرصيف.
والعظة هنا أيها القارئ «الرجل» ليس أن تتذكر يوم مولد زوجتك، بل أن تتأكد من أن زوجتك ليست رياضية أو قوية البنية، لتضمن أنه حتى لو كانت «الزوجة» عدوانية ولكن بمواصفات بيولوجية نسائية، فإن أقسى سلاح لديها سيكون الشبشب أو المكنسة.. وهذه «بسيطة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك