عالم يتغير
فوزية رشيد
غزة وحدها والشعوب وحدهم معها!
ها هي بعد شهر من مسلسل المذابح والمجازر والمحارق والإبادة ومحاولات التهجير، أصبحت غزة وحدها! ولكن أيضاً ليست وحدها، لأن كل شعوب العالم معها، وهي الشعوب التي ملات فضاء العالم وشوارعه! لكنها في النهاية (عامل ضغط) وليس (عامل قرار) فالقرار بيد «النظام العالمي» المحكوم حتى الآن من الغرب المشارك في الحرب على غزة! والقرار بيد «النظام العربي» الذي ترك لغة القوة العسكرية بعد اتفاقيات «أوسلو»، ولكنه لم يضبط حتى الآن إيقاع (لغة القوة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية) للضغط من أجل وقف النار وحتى من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والطبية حسب درجة الاحتياجات! وحتى المحاولات القوية من بعض الدول العربية كمصر والسعودية، تفقد قوتها أمام سطوة «النظام العالمي المحكوم» وتلاعباته وعنصريته المفضوحة تجاه ما يحدث للأطفال والنساء والشيوخ وأهل غزة! وانحيازه الكامل لوحشية الكيان الصهيوني!
{ بعد أن غسل «محور المقاولة» بقيادة إيران بدوره يده من الحرب على غزة! وتنصل تماما من عملية «طوفان الأقصى»! ومرر رسالة إلى العدو الصهيوني بأنه إن لم يعتد على إيران أو على لبنان، فلا فتح لجبهات المواجهة!
هكذا أصبحت «غزة» تواجه (عدوها الصهيوني وحيدة) بعد أن تقلصت أدبيات تعريف هذا العدو عن كونه عدواً للعرب، والآن من كونه عدوّاً لـ(محور المقاولة ووحدة الساحات) ليصبح عدواً لغزّة وحدها ولحماس! وعليها أن تواجه وحدها (الحرب النازية الشرسة) التي أقامها الكيان ومعه أمريكا والغرب عليها! وبذلك إنكفأت مواقف الشعوب في العالم معها في (خندق الوحدة) وحيث قادة العالم قرروا التخلي عن غزة «وهي تغرق في دمها ودمارها! فيما صوت «النظام العربي» لا يتم سماعه!
{ بعد ردود الفعل العربية الشعبية على خطاب الأمين العام لـ (حزب إيران اللبناني) وقد قرر الانكفاء على نفسه! والتفرغ لحزبه كحزب سياسي كما يبدو يتحكم أكثر فأكثر بكامل (السلطات اللبنانية الثلاث)! فإنه لم يقل اعتباطاً أن (طوفان الأقصى معركة فلسطينية! واشتعال جبهة لبنان رهن بسلوك إسرائيل تجاهه)! وهو يعني أن (لا دخل لنا بما يحدث في فلسطين، فلا تعتدوا علينا في لبنان) ونسي أن نشأة حزبه قائمة على «مقاومة المحتل الصهيوني» (كما جرى الادعاء طوال العقود الماضية) من أجل فلسطين! وأن هذا «المحتل» قد بلغ أعلى درجات بطشه ونازيته اليوم في غزة والقدس والضفة! وأن فلسطين كقضية من المفترض ألا تسقطها عملية «طوفان الأقصى» بل تزيد مقاومتها اشتعالاً، وليس هروباً كما فعل الأمين العام! فكيف يتخلى عنها وقد أتاحت الحرب الضروس على غزة الفرصة المثالية لإيران والحزب لإعطاء المصداقية لكل الخطابات التي بنى نفسه عليها كحزب إيران اللبناني؟! أم إن (المتاجرة بالمقاومة للمحتل الغاصب لفلسطين) سقطت بدورها في مستنقع (الانكشاف الأخير) ؟!
{ حين يدعو «السيد حسن».. الكل إلى تحمل المسؤولية، ويكتفي هو وبقية الأذرع وإيران بالمناوشات (الرمزية والاستعراضية) فإنه لا يحق له بعد اليوم، وساحة غزّة مفتوحة للمقاومة (الحقيقية) أن يتبجح مرة أخرى باسم فلسطين إ لا هو ولا إيران لأن (الادعاء بالمقاومة من أجل فلسطين والقدس) سقط تماماً منذ زمن لدى الكثيرين، ممن انكشفت لهم الحقيقة، ولم يبق إلا سقوط هذا الادعاء في نظر (التابعين لإيران) لهذا السبب! وهم وحدهم الذين اعتقدوا أن «السيد حسن»، سيعلن (قرار الحرب) في خطابه الأخير وتوحيد الساحات لمواجهة الكيان المحتل! فاتضح أن ذلك في خيالهم فقط! فالحقيقة الصافية من كل ادعاء اتضحت منذ احتلال العراق وتشكيل (إمارات المليشيات والطوائف) في لبنان والعراق واليمن وسوريا! وتشكيل (الخلايا الطائفية) التابعة لإيران في عدد من دول الخليج العربي! وكلها عملت على نشر الفتن والقتل وزعزعة الاستقرار في الدول العربية تلك وغيرها! وهذا هو هدف نشوئها وليس مقاومة المحتل الصهيوني! فلماذا إذا اليوم تحارب «الكيان الصهيوني» فتفقد نفوذها و(مصالحها الفتنوية الاستراتيجية) في تلك الدول، إن هي ضربت (لعبة التخادم والتحالف القديم مع أمريكا وكيانها المزروع في المنطقة)؟!
{ لا يجب أن يتم التخلي عن «محور المقاولة» عن غزة وعن فلسطين وعن الفصيل الفلسطيني «حماس» المشارك معها في المحور! فالحزب الذي صادر «سلاح المقاومة اللبنانية» بعد نشوئه كحزب لإيران في بداية الثمانينيات وأنهى تلك المقاومة، ليستفرد بها وحده لحساب المتاجرة الإيرانية بالقضية الفلسطينية! وبعد أن انتهت مسرحية 2006، التي ناصرها كل الشعوب العربية والإسلامية في حينه، وحتى ظهور الحقيقة! هو ذاته الحزب الذي تفرغ (لتهريب خليته إلى مصر 2011) لركوب موجة الثورة مع الإخوان! وهو ذاته الذي رهن قوته العسكرية وعناصره (لمناصرة النظام السوري وقمع الشعب والقتل فيه والتنكيل)! وهو ذاته الذي مارس (تجارة تهريب حبوب الكبتاجون للسعودية ودول خليجية أخرى) للفتك بشعوبها عن طريق نشر المخدرات والمتاجرة بها! بل هو نفسه الذي ذهب (لقمع الشعب الإيراني) في انتفاضته ضد «الملالي» في «الثورة الخضراء» 2009، حين استدعاه نظام الملالي للمساعدة! فهل مثل هذا الحزب الذي وجه كل عدائه للعرب لخدمة (المشروع الإيراني التوسعي) سيقف مع «غزة» أو شعبها أو سيقوم بالنصرة الحقيقية لفلسطين؟! أم إن محور المقاولة منذ بدايته بقيادة إيران، هو مجرد (توظيف ومتاجرة وتوزيع أدوار) والأيادي ملطخة بالدم العربي والدم الفلسطيني وتجارب أخرى غير تحرير القدس وفلسطين ونصرة حقيقية لشعبها ومقاومتها ؟! الإجابة تتحدث عنها الوقائع ويحفظها التاريخ، بعيداً عن أي تدليس أو تكاذب!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك