عالم يتغير
فوزية رشيد
الأمين العام وخطاب التبريرات الإيرانية!
{ لأن «محور المقاومة» وحده الذي (تبنَّى تحرير فلسطين بالسلاح منذ نشأته وبنى كل خطاباته على أساس «المقاومة والممانعة»! فيحق لكل مراقب، عربي أو مسلم أن يسأل سؤالاً منطقيًّا: أين الموقف الحقيقي لهذا «المحور» والذي يتناسب مع الحدث القائم في فلسطين؟!
لقد فتحت إحدى الفصائل في ذات المحور مسرح المواجهة يوم (7 أكتوبر) وبالتنسيق مع إيران كما قال أحدهم من حماس؟!
أين هي «وحدة الساحات»؟! عادة المنطق يقول إن (الحجة على المدَّعي) فما الحجج التي ساقها أمين عام «حزب إيران اللبناني»! في خطابه الجمعة الماضية، والذي أقيم له بهرج إعلامي سبقه بأسبوع، ودعاية وبروبوجندا! جعلت أتباع «المحور» الذي تقوده إيران يتوقعون أن تعلن فتح «الجبهة الشمالية» نُصرة للمقاومة الفلسطينية ولفصيل «حماس» وهي المقاومة التي بعض فصائلها داخلة كأطراف في (خارطة وحدة الساحات)؟!
{ في الواقع لم يكن هناك شيء في الخطاب يدّل على ما تم الترويج له أنه سيكون خطابا «تاريخيًّا»! بل كان خطابًا يكرّر ذات الحجج والتبريرات في «الخطاب الرسمي الإيراني» (بعدم العلم بعملية «طوفان الأقصى»! وأن العملية فلسطينية مائة بالمائة! وأن القرار كان قد اتخذّه قادة «حماس» وربما «القسام» وحده)!
إلى جانب (تضخيم) ما يقوم به «الحزب» في جنوب لبنان أو شمال الكيان الصهيوني، بما يُسمى بعمليات (العامود) الذي لا يسقط، رغم ضربه واستهدافه أكثر من أسبوعين!
{ أما بما يخص «الموقف» فكان أن (الاحتمالات مفتوحة» وهو أيضًا ما تكرره إيران طوال الوقت! وأن (البوارج الأمريكية لا تخيفنا وقد أعددنا العدّة لها)! وبقية الخطاب هو تكرار وتحليل لما حدث ويحدث من مجازر ومذابح وصمود أهل غزة وبما يعرفه الجميع وأكثر! وبالتالي جاءت الخلاصة (إننا لم نكن نعلم بالعملية)!
وأن ردّنا سيستمر كما هو الآن! ولكأنها رسالة أو رسائل للكيان الصهيوني ولأمريكا، إننا (لسنا بصدد فتح الجبهة الشمالية)، وبالتالي (لدينا حساباتنا الدقيقة التي لن نتجاوزها، ولكن إذا اعتدت «إسرائيل» على لبنان فسوف نرد عليها بكل قوة)! وهو ذات المنطق الذي قاله الساسة الإيرانيون (لن ندخل المواجهة إلا إذا اعتدت «إسرائيل» على إيران)!
وبذلك انتهى فصل الترقب للخطاب «التاريخي»! ولو بقي «الأمين العام» صامتًا لكان أفضل! ولكان الغموض «البناء» كما وصفه يجعل توقعات الكيان أكثر تشتتًا ولخبطة!
{ «إيدي كوهين» الصهيوني الذي يطل على عديد من القنوات العربية والناشط في وسائل التواصل الاستراتيجي أو الإلكتروني! حيث يبث التعليقات ليل نهار قال وهو لا يخفي فرحه بالخطاب: (سماحة السيد حسن نصرالله شكرًا على خطابك العقلاني تجاه دولتنا، ونثني على كلامك وسحب عبارة إنكم ستتدخلون إذا حدث التدخل البري. نحن في تل أبيب نتفهم حاجتكم لبعض عبارات الحماسة والتهديد والوعيد، فهي ضرورية لقطيع الأغنام والبقر الذي ترعونه. دمت ذخرًا لدعم صمود دولتنا)! انتهت التغريدة، وانتهى التعليق عليها أيضًا قبل أن يبدأ!
{ في الواقع ما كتبنا سابقًا عن «الموقف الإيراني» مما يجري في فلسطين، يتكرر حول خطاب «الأمين العام» (للحزب الإيراني في لبنان) وإن الطريق إلى القدس وفلسطين، هو (طريق الحرير الإيراني) للتجارة المسيّسة بالقدس والقضية الفلسطينية! وإن حتى المناوشات الحادثة في جنوب لبنان وشمال الأرض الفلسطينية، إنما هي مناوشات خاضعة لحساب تلك التجارة والمصالح الإيرانية في النهاية! ومثلها ما يفعله «الحوثيون» من إرسال بعض الصواريخ التي تعرف أنه سيتم إسقاطها! إلى جانب مناوشات أخرى في العراق وسوريا والتحرش بالقوات الأمريكية، التي لا تغني ولا تسمن من جوع رغم دخول الكيان الصهيوني الحرب البرية ووعد «الأمين العام» فتح الجبهة الشمالية حال حدوث ذلك! أما (وحدة الساحات) «فالأمين العام» قال بصراحة: (نحن كمقاومة نسجل نقاطا ولكن لا نقوم بالضربة القاضية)! قال ذلك في خطابه «التاريخي»!
{ ولأن البينة أو الحجة على المدعّي، الذي طوال السنوات الماضية تم المتاجرة بها! وقد شكلت إيران «المليشيات» في لبنان والعراق واليمن وسوريا، من أجل «القدس»! فإنه مهما حدث اليوم من مجازر أو مذابح أو حرب إبادة أو تهجير للفلسطينيين من غزة، وبعدها حتمًا من الضفة الغربية، فإن أوان (الضربة القاضية) لم يحن بعد!
ربما سيحين بعد تصفية «القضية» التي من أجلها نشأ «محور المقاومة والممانعة» كما الادعاء! وربما تلك التصفية للقضية هي الضربة القاضية! لو لم تتم المتاجرة طوال العقود الماضية، لما كان لأحد أية حجة على إيران وأذرعها، ولكن اليوم وقد سقطت (ورقة التوت الأخيرة) فقط سقط المحور كله في (هاوية الانكشاف)!
بحيث لم يعد للكلام معنى، ولا للشعارات قيمة، ولا للخطابات الحنجورية أي تأثير! ولا قيمة (للمناوشات الهامشية) أيضًا التي يديرها الحزب على الحدود. والحوثيون والحشد في العراق!
{ ومع انكشاف «محور إيران» فإن ما يحدث في «غزة» اليوم من مذابح ومجازر وتطهير عِرقي وإبادة يُلقي المسؤولية على كل العرب والمسلمين قادة وشعوب، وليس من تبريرات لعدم اتخاذ (مواقف عملية صارمة) في نُصرة أهل غزة والضفة! وأمام الله نقول كلمتنا إن بإمكان العرب والمسلمين فِعل الكثير من المواقف، دون الدخول في (حرب عسكرية) يُراد تجنيب المنطقة ويلاتها! ولكن هناك ما يؤلم العدو الصهيوني والغرب من (إجراءات عربية وإسلامية)، لا تعرف الشعوب العربية والمسلمة الغاضبة والساخطة على جرائم «الكيان الصهيوني» لماذا لا يتم اتخاذها؟! التاريخ يسجل ولا ينسى، وأهل غزة وفلسطين الذين تحركت شعوب العالم كلها لمناصرتهم، فإن بإمكان المواقف العربية أن تكون أكثر حسمًا وقوة، وهذا ما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية جميعها!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك