الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
في الأمطار.. تحية للجهود الوطنية
كالعادة تتقاذف بعض الجهات المختصة، الرسمية والبلدية، مسؤولية تداعيات الأمطار، وتجمعات المياه، والازدحامات المرورية، والأضرار التي صاحبت موجة الأمطار الغزيرة.
كالعادة كشفت كمية الأمطار التي هطلت على البلاد بعض أوجه القصور في الاستعدادات اللازمة، والمتعلقة بتصريف المياه، ونقاط تجمع الأمطار في المحافظات، والجاهزية التي كان يتطلع إليها الجميع.
وكالعادة تناقل الناس صورا وفيديوهات لدخول مياه الأمطار في بعض المنازل، وغلق بعض الشوارع، وانسداد نفق بوري، وغرق بعض السيارات والمركبات، مع حالة من «التذمر» بشأن الازدحامات المرورية.
وفي المقابل، هناك جهود وطنية سارعت للتعامل مع الوضع، من منطلق المسؤولية، وتحملت كل ما يقال وينشر، وقامت بواجباتها في الميدان تحت زخات المطر، وعقدت اللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ المدنية اجتماعا طارئا، للتعامل مع تداعيات موجة الأمطار الغزيرة، وشهدنا تعاونا سريعا من الجهات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية والدفاع المدني وإدارة المرور، بجانب تعاون من المواطنين، انطلاقا من الشراكة المجتمعية.
هناك ظواهر طبيعية كونية، لا تستطيع أي دولة تجنب تداعياتها بالكامل، مهما بلغت من الجاهزية والاستعداد وخطط التوقعات.. لا أمريكا ولا اليابان، ولا حتى أي دولة تمتلك من الميزانية والتكنولوجيا.. ويبقى الأهم هو التقليل من الآثار والتداعيات، وحفظ الأمن والسلامة، مع القيام بتسخير كل الإمكانيات والجهود.
لا نتمنى أن نمارس ثقافة «جلد الذات» على الآخرين، واللوم والعتاب، في كل مرة مع موجة الأمطار، ولكننا نتمنى أن تكون استعداداتنا كاملة قدر الإمكان، للتقليل من آثار موجة الأمطار، وذلك من خلال تنفيذ ما تم إعلانه والإشارة إليه بشأن الاستعدادات المسبقة والاجتماعات البلدية المشتركة.
في أكتوبر الماضي عقد المجلس البلدي للشمالية اجتماعا تنسيقيا للاستعداد لموسم الأمطار، كما أن المجلس البلدي بالجنوبية أعلن حصر نقاط تجمع مياه الأمطار، وأشار إلى وجود 25 نقطة في ثالثة الجنوبية، وكذلك هو المجلس البلدي بالمحرق وأمانة العاصمة أعلنا الاستعداد لموسم الأمطار، بجانب إعلان وزارة الأشغال قيامها بأعمال صيانة شبكة تصريف مياه الأمطار في نفق بوري.. وغيرها من الاستعدادات والتصريحات، ولكن وعلى الرغم من كل ذلك، وقعت بعض الآثار والأضرار.
موسم الأمطار في بدايته، ونسأل الله أن يكون موسم خير وعطاء، وأمن وسلامة للجميع.. مع تعزيز ثقافة الالتزام، وعدم التسبب في مضاعفة الازدحامات المرورية.. تحية للجهود الوطنية التي تعمل بكل إخلاص وتفان وكفاءة، من أجل خير وأمن وسلامة البلاد والعباد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك