عالم يتغير
فوزية رشيد
الوثيقة السرية وإلى متى هذه الفرجة الدولية؟!
{ إن ما يحدث في عالم اليوم، وفي القرن الواحد والعشرين، وما نراه من مجازر وقتل جماعي وإبادة وتطهير عرِقي، هو مما كنا نسمع شيئًا منه، ونرى صورًا مصغرة له أمام ما يحدث في غزة! ولكننا لم نر أو نسمع في تاريخ الحروب كلها هذا الإصرار على قتل الأطفال والنساء والمدنيين! وإحداث مجزرة تلو أخرى على مدار الساعة! وآخرها حتى كتابة هذه السطور (ثلاث مجازر في يوم واحد) هو يوم 24/10 الثلاثاء الماضي! حيث مجزرة «الشاطئ» ثم مجزرة «النصيرات» لتأتي المجزرة الأكبر في مخيم (جباليا) الأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة، والتي فاقت مجزرة «مستشفى العمداني»!
{ شهر كامل وقادة العالم بين متواطئ ومتخاذل ومتفرّج! بل وقادة الغرب متفقون على عدم وقف النار أو الموافقة على هدنة أو حتى إدخال مساعدات إنسانية مطلوبة بشدة! لتتراكم طوابير شاحناتها خلف «معبر رفح» في الجانب المصري!
شهر كامل والعالم كله يتفرّج على المذابح اليومية، وأشلاء الأطفال «المتفحمة» حين يتم إخراجها من تحت الركام (القنابل الأمريكية الفتاكة) التي يتم بها قصف غزة!، وكل شيء يراه العالم أثناء حدوثه لحظة بلحظة، ولا تتحرك شعرة في رؤوس الشهود الذين هم قادة العالم وحكامه!
شهر كامل والكلام تعب من الكلام! والاستغاثة من أطفال غزة تعبت من الاستغاثة! وصراخ الشعوب التي ملأت شوارع العالم كله تعب من الصراخ، والنداء لإيقاف القصف والمجازر لا أحد يستمع إليه في دول الاستعمار الغربي!، ولا أحد من الذين في (مجلس الأمن أو في الجمعية العمومية) يتخذ «إجراءات عملية لإيقاف ما يحدث، ولكأن المسألة هي التنديد والاستهجان وكفى الله المؤمنين شرّ القتال!
{ إلى متى سوف تستمر هذه الفرجة الدولية (المخزية)؟! وإلى متى ستواصل «المسخرة الدولية» سخريتها من دماء الأبرياء والمدنيين وتجويعهم وهدم المستشفيات والبيوت على رؤوسهم؟! إلى متى ولا أحد من الدول العربية والإسلامية يتخذ (إجراءات عملية) سواء دبلوماسية أو اقتصادية تؤلم الكيان الصهيوني وتؤلم الغرب؟!
فلا شيء يوقف ما يحدث إلاّ الإضرار بالمصالح الغربية، التي تمادت في همجيتها إلى حدّ مشاركة «العدو الصهيوني» بقصف الأبرياء والأطفال بأطنان من القنابل الفتاكة، وبطائرات أمريكية، وبإدارة بريطانية؟!
{ «وثيقة سرية» وضعتها المخابرات «الإسرائيلية» لتهجير سكان غزة البالغ عددهم (2,5 مليون نسمة) تتكشف للعلن! الموقع الإخباري «الإسرائيلي» (Sicha MEkomit) نشر الوثيقة كاملة! وجاء فيها 3 اقتراحات (أولها تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر نحو مخيمات في شبه جزيرة سيناء! واقتراح آخر بإنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع النازحين الفلسطينيين من الدخول)! المخابرات الإسرائيلية قالت في «الوثيقة» إن القتال بعد إجلاء السكان، سيؤدي إلى سقوط عدد أقل من الضحايا المدنيين، مقارنة بما يمكن توقعه إذا بقوا! فيما لم توضح ماذا سيحّل بغزة بمجرد إخلاء سكانها؟! السلطات «الإسرائيلية» (اعترفت بوجود مثل هذه الوثيقة)، إلا أن «نتنياهو» قللّ من شأنها مع اعترافه بها! ووصفها بأنها مجرد ورقة افتراضية، فيما هو (عمليًّا) يقوم بتنفيذ مضمونها!
سواء بإخلاء غزة بالإبادة بوحشية منقطعة النظير! أو بضغط غربي على «مصر» لقبول تهجير «الغزاويين» إلى سيناء! وهو ما ترفضه مصر بقوة، وكررّت رفضها له مرات عديدة، لكل المبعوثين الغربيين وفي خطابات الرئيس المصري السيسي!
{ هذه الوثيقة التي تعود إلى سنوات خلت! توضح أن ما يحدث في غزة اليوم، إنما هو تجسيد لمخطط قديم هو إخلاء غزة من سكانها حتى لو أدى إلى محارق فلسطينية يندى لها جبين التاريخ البشري كله!
ومنذ بدء الحرب على غزة، كثر الحديث وكثرت الأقاويل عن عملية (التهجير) عبر القتل الجماعي والإبادة، في مشهد يراه العالم كله للتطهير العِرقي! حيث الوثيقة ذاتها وغيرها تشرح أن هناك مخططا مشابها لسكان الضفة الغربية بتهجيرهم نحو الأردن قسريا! ثم تهجير من يتبقى من فلسطينيي 48 بأساليب مراوغة أخرى!
{ على هذا يتواطأ الغرب وغيره (لتصفية القضية الفلسطينية) بادعاء التخلصّ من الإرهاب الفلسطيني، المتمثل في فصائل المقاومة الموجودة في غزة على اختلاف توجهاتها والمشروعة في القانون الدولي كمقاومة للاحتلال الصهيوني! وعلى هذا ولهذا يصمت «سادة الغرب» المتحكمون في «مجلس الأمن» عن مذابح الإبادة الجماعية!
فيما «بريطانيا» التي سلبت فلسطين من أهلها بـ (وعد بلفور 1917) ثم (بتقسيم فلسطين) وإعلانها الدولة القومية لليهود! وتسببت في (النكبة الأولى 48)، تواصل إدارتها اليوم ملف إحداث (نكبة فلسطينية ثانية) على أرض السياسة الدموية والمذابح والمجازر التي تجري كل يوم في غزة!
{ هناك تقارير تتحدث عن اكتشاف كميات كبيرة من (الغاز) في البحر المطل على غزة ويريد الكيان الصهيوني وضع يده عليها! وتقارير أخرى تم وضعها على المواقع منذ الآن (للاستثمار في غزة) وبالصور! وهكذا يتحرك الغرب الاستعماري بقيادة (المخابرات الثلاثية MI6 البريطانية والـ C.I.A الأمريكية والموساد «الإسرائيلية») لتنفيذ أكبر مخطط إبادة وتهجير للفلسطينيين في غزة و70% منهم من لاجئي 48! والتسبب بدم بارد في نكبة ثانية! وفي الوقت الذي تموت فيه الإنسانية وتسقط الدول وقادتها والمؤسسات الأممية والدولية، والشعارات الإنسانية، على مذبح ومحرقة فلسطين الجديدة، ليقف قادة العرب والمسلمين على منصّة انتظار إعلان النهاية! وكثير منهم لا يدرك أن تصفية «القضية الفلسطينية» والتهجير والإبادة، لإعلان (الدولة اليهودية التلمودية) هي بداية إعلان «إسرائيل الكبرى»! وبداية نهاية العديد من الدول العربية! فهل سيتحقق المخطط الصهيوني أم...؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك