عالم يتغير
فوزية رشيد
حين تصل العنصرية إلى التمييز بين أرواح البشر ودمائهم!
{ لأن (الهمجية الصهيونية) في غزة طغت على كل ما عداها وما سبقها من همجيات للكيان نفسه وللغرب الاستعماري! فإن (العنصرية الغربية الصهيونية) تجاوزت أيضًا كل نماذجها السابقة! حيث جثث الأطفال بالعشرات والمئات يوميًّا، ولا تراهم العين الغربية إلا مجرد (أرقام صفرية) لا قيمة لها! ولذلك فالعالم يتدرّج كل يوم مع مشاهد «الإبادة» إلى وحشية تتفوق على ما سبقها! وهمجية تتجاوز ما تم من مجازر نحو مجازر أخرى، حين يقول المسؤول الصهيوني: «كنّا خلال الثلاثة أسابيع الماضية في حالة دفاع والآن ننتقل إلى المرحلة التالية وهي حالة الهجوم»! أي كل ما تم من إبادة وجرائم حرب في غزة كان مجرد دفاع عن النفس! ويا مثبت العقل ثبت عقولنا!
{ لكأن ما يتجاوز حتى الآن الـ (10,000 شهيد) وعشرات الآلاف من المصابين! هؤلاء مجرد أعداد والعدّاد لا يتوقف! فلا بأس! ولكأنهم ليسوا أرواحًا ودماؤهم ليست دماء ككل البشر ومنهم الصهاينة! حتى يتم التعامل معهم كما التعامل مع ذرات الغبار أو الهباء! فلا تهتزّ شعرة في حكومات الغرب وأتباعهم، وهم لا يزالون يدعمون بكل ثقل الهمجية «الإسرائيلية» في الإبادة والتطهير العرقي! حتى إعلامهم في الغرب لا يرون ما تراه شعوب العالم كلها، فسؤالهم الدائم هو حول الموقف من ضحايا يوم 7 أكتوبر! أما ضحايا غزة وأكثرهم من الأطفال، فلا قيمة لهم حتى للسؤال عن أعدادهم! فقط ما يخصّ «الكيان الصهيوني» فعلى الدنيا أن تقوم ولا تقعد من أجلهم!
{ هكذا تتجلى العنصرية الغربية وعنصرية «كيانه» المصطنع والمحتل في أعلى درجات سقوطها وخارج شعاراتها الزائفة حول المساواة والحقوق!، حين تصل إلى (تقييم قيمة الأرواح البشرية والدماء الفلسطينية حسب رؤيتهم اللاأخلاقية واللاإنسانية)! دماؤهم وحدها مقدسّة أما دماء الفلسطينيين والعرب بل والشعوب الأخرى، فهي رخيصة في نظرهم ولا قيمة لها! بل أرواحهم هي مجرد أرواح «حيوانات» كما أطلقوا عليها بلسان ذات العنصرية الهمجية، ولهذا وطالما العالم يصمت أمام مثل هذا المنطق الهمجي والعنصري في (التمييز بين أرواح البشر) والتي حسب الشرائع السماوية ودين الله، (هي متساوية ولها ذات الحقوق)، بل إن الله رفع من ينطبق عليهم الشهادة كشهداء فلسطين، المدافعين عن أرضهم المغتصبة وعن مقدساتهم ودينهم، درجات عليا فهم عند ربهم أحياء يرزقون، وهذا هو (اختبار التمييز على الأرض وفي الآخرة عند الله، بميزان الإيمان والتقوى والتضحية بالنفس لأهداف سامية)! بل توعد الكفار والملحدين والمعتدين والقتلة ومغتصبي حقوق البشر، بسخطه وغضبه والجحيم! وهذا ما ينطبق على صهاينة العالم وهم يفسدون في الأرض بكل وسيلة شيطانية! وليس في قلوبهم إلا شهوة القتل والإبادة الجماعية للمزيد من الهيمنة والنفوذ واستعباد البشر! فهل أرواحهم (الجحيمية) هي الأعلى؟! نعم ولكن في الجحيم! هي الأعلى عندهم فقط بمنطق (العنصرية المتمادية)!
{ بين «ميزان الله» وميزان الغرب العنصري، تجري اليوم الأحداث الأشدّ ضراوة في عنصرية «الصهيونية المسيحية» أو «الصليبية الصهيونية»! حثالة العالم (أخلاقيًا وإنسانيًا) نصبوا أنفسهم عبر القوة سادة للعالم! فيما الأبرياء والضحايا الذين يتم الاعتداء عليهم وعلى دولهم بكل الوسائل الشيطانية والوحشية، فهؤلاء لا قيمة لهم، ولا لأرواحهم، ولا لدمائهم!
في ميزان (العدالة الإلهية) التي تسري على الجميع من الخلق، وفي شرائعه السماوية، بما فيها (التوراة الصحيحة والإنجيل الصحيح)، فإن هؤلاء المتجبرّين والقتلة هم في قعر جهنم بسبب (أرواحهم الفاسدة) والمظلومين والشهداء في أعلى مراتب الجنان!
هؤلاء الذين يتطاولون على الله وعلى دينه وعلى خلقه، وعلى شرائعه كلها، ويفسدون في الأرض بهمجية القتل والإبادة والاعتداء، يرفعون أنفسهم إلى (أعلى المراتب العنصرية) في الأرض فيما هم مغضوب عليهم! والكبرياء والعِزّة لله وحده لا لغيره!
{ العالم كله اليوم يدور مجدّدًا على (بوصلة فلسطين) وعلى بوصلة غزة!
وشعوب العالم بما فيها الشعوب الغربية، تفضح فساد منطق قادتهم وعنصريتهم وفساد نظامهم، الدولي، وفلسفة حضارتهم التي انكشفت شعاراتها الخاوية بأكبر انكشاف على أرض غزة المدمّرة، وفوق دماء أطفالها! كل الشعوب تصرخ في شوارع العالم أن (لا فرق بين دم إنساني وآخر! ولا فرق بين روح إنسانية وأخرى! وأن منطق القوة ووحشيتها لا
تُعطي ميزة للأرواح الظالمة إلا كونها أنها متميزة بالدناسة والانحطاط الإنساني والأخلاقي)! وإن أرادوا الحقيقة فدماؤهم ليست زرقاء، ولكنها ازرقت بسواد ودنس الجرائم والخطايا والإفساد في الأرض، وكذلك هي أرواحهم! وإن كان من تمييز بين روح ورح فهي لصالح الأرواح والدماء البريئة والطفولة الموءودة بقنابلهم الفتاكة، والتي يتم سفكها كل لحظة، وهي عند الله وميزان عدالته مكانها أعلى الدرجات، وهي مكانة الشهداء في الجنة، فلينظروا أين هي أرواحهم في الدنيا والأخرة؟!
{ هذه شريعة مَن خلق الإنسان والخلق كله!، وهذا منطق عدالته التي هي الحق بعيدًا عن فلسفة البشر الفاسدة، وبعيدًا عن منطق العبد الذي تجبرّ، فأعلن نفسه إلها في الأرض! واعتبر (دمه المدنس بالجرائم) وروحه المدنسة (هي الأعلى والأكثر قيمة!) دون وجه حق أو منطق! وبهذا (السخف المركب) في منطقهم العنصري، يحاولون تطويع عقل العالم على
تقبلّ انحرافهم العقلي والإنساني، وتعويد الناس على مجازرهم ونازيتهم وبشاعة فلسفتهم، وعدالة موازينهم القائمة على فلسفة التفرقة بين البشر وأرواحهم ودمائهم؟ وبكذب الكاذبين والأفاقين!
لله درّك يا فلسطين! ولله درّك يا غزة! فقد تم فتح كل الملفات (السياسية والإنسانية والأخلاقية والفلسفية) بدماء أطفالك وشهدائك! لقد كشفت كل العورات في (النظام الدولي) وفي قتلة البشرية!
حتى لم يعد من كلام يفضح ما يفعلون كما فضحتهم دماء الضحايا على أرض غزة! ولا شريعة تعلو على شريعة الله! ولا ميزان يقف أمام ميزان عدالته! ومهما قالوا فإن أرواحهم امتلأت بالخطايا ليغطي سوادها العالم كله!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك