عالم يتغير
فوزية رشيد
الوحش الصهيوني وعنقاء غزة وشعب لا يموت!
{ يوم الجمعة الماضي، وقد دخل العدوان الإرهابي على غزة، مرحلته البرّية، ليتقدّم الوحش «قاتل الأطفال»، بقصفه للقطاع برًا وبحرًا وجوًا! وبما أعتبر أنه الأكثر عنفًا من العنف غير المسبوق، الذي مارسه طوال 3 أسابيع! وبما شاهده العالم، ولكن هذه المرة أراد أن يمارس ما هو «الأعنف» في كنف الظلام الدامس، الذي يغطي غزة منذ بداية عدوانه، بإضافة (قطع كامل لكل خدمات الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة)! حتى لا يشاهد أو يعرف العالم ما سيرتكبه من وحشية ومجازر أكبر وجرائم حرب أكثر! لكأنه يخشى من انكشافه أكثر فأكثر أمام شعوب العالم، وهو لا يدرك أن هذا الانكشاف قد تم! وأن نازيته وفاشيته اللتين احتوتهما صهيونيته، قد فاقتا كل خيال وحشي!
{ بعد 3 أسابيع من قصف همجي متواصل وجرائم حرب ضدّ الإنسانية بمنع الدواء والغذاء والماء والكهرباء، ها هو يدخل نطاق غزة مدججًا بقصف غير مسبوق! وبقنابل (أمريكية نوعية جديدة) وفتاكة!، فيما (لغة العالم لا تزال دائخة في عار صمتها على ما يحدث)! وفيما الغرب يرعى بكل قوته وترسانته ونُخبه ومستشاريه هذه (النازية الدولية الجديدة)! ويرعى الوحشية التي لم تحدث قط وبتلك الأسلحة في تاريخ الحروب كلها! وتهديد «الكيان» باستخدام «غاز الأعصاب» المحرّم دوليا! ليتضاعف عدد الشهداء ومشهد الدمار، في ذات الوقت الذي كانت تُصوّت فيه «الجمعية العمومية» على «القرار العربي». للحصول على «هدنة إنسانية»! «الوحش الصهيوني» يهزأ بدول العالم، ليبدأ مرحلة جديدة من الوحشية في ذات الوقت!
{ لا اتصال، ولا صورة، ولا أحد يعرف ما يحدث، فقد انقطع المراسلون والصحفيون، بل والمستشفيات «الباقية» و«الأونروا» عن التواصل مع العالم، فيما الأصوات المرعبة وقنابل غير معروفة، وعملية القصف من البحر والجو والأرض متواصلة! وفي ظل قطع كل وسائل الاتصال والإنترنت تم تهديد الصحفيين والإعلاميين بالموت، إن لم يغادروا مشهد الوحشية ومأدبة الدم المقامة في ظلام غزة الدامس! كل شيء منقطع عن غزة في عتمة انقطاع الكهرباء، وعتمة التجويع من دون غداء، فيما القنابل النارية وأصواتها العنيفة وحدها تندد باحمرارها سماء غزة، سكون الانقطاع الكلي عن العالم!
{ أين العرب؟! أين المسلمون؟! أين كل دول العالم من هذه الهمجية و«النازية الصهيونية» التي فاقت كل الأوصاف؟!
أين الكل وشعوب العالم تصرخ في الشوارع (أوقفوا قتل الأطفال في غزة... أوقفوا هذا الوحش الذي لا يرتوي من الدماء والدمار)؟!
أين العالم وقد فشلت كل محاولات استجداء (الهدنة الإنسانية)، والتوقف عن قتل الأطفال والنساء والمسنين؟! وفشلت كل محاولات «الاستغاثة الإنسانية» من المستشفيات ومراكز الإغاثة، ومن حناجر النساء والأطفال، وكلها معًا تم تهديدها بالقصف والموت والإبادة!
فشلت كل المساعي لكي تتوقف (همجية العالم الحر)! ودعمه «للوحش الصهيوني»، ولكل ما هو مضاد للحقوق والقوانين والإنسان والضمير!
{ فشل كل ذلك فماذا أنتم فاعلون، والوحش يهدّد بأنه للتو بداً عنفه وانتقامه!، ولكأن 3 أسابيع من الوحشية غير المسبوقة كانت مجرد مقبلات للمأدبة الدموية القادمة خلال «الاجتياح البري»، كما يتوعد! إنه الرعب الذي يفوق كل رعب مرّت به البشرية! والعجز الدولي الذي فاق كل تصوّر! ولكأن «قادة العالم الحر» (كما يدعون) لم يفقدوا إنسانيتهم فقط، بل فقدوا كل ادعاءات حضارتهم، وهم يشاركون «الكيان النازي»، في العدوان على غزة وأهلها ومن معهم من العاملين في المجال الإنساني بمثل تلك الوحشية! لا فائدة من اللغة بعد أن أصبحت في جوف ليل غزة خواءً!
ولا فائدة من مواجهة أكاذيب المجرم الصهيوني والغرب الذي يدعمه، ببراءة الحقيقة التي لا يفعل قادة العالم شيئًا لنصرتها!
{ إن ما حدث ويحدث في غزة مع الاجتياح البري، سواء (المرحلي أو الكلي)، هو جنون العالم كله وانكشافه أمام مرآة الحقيقة، وهو يقف متفرجًا على قتل إنسانيته قبل قتل أهل غزة وإبادتها وتهجير من يتبقى منهم! ما يحدث اليوم هو (تعرية للعالم كله) ونظامه وقوانينه ودساتيره ومؤسساته وحكوماته، لأن العالم مع غزة وبعد غزة وما حدث فيها، يواجه اليوم فشل إنسانيته ومنطقه ومفاهيمه وفلسفته! إنه انهيار كامل، قد لا ينفع منه حتى أدوات تحرّك جديدة وعمل مختلف من المجموعة العربية والإسلامية والدولية، لوقف هذه الهمجية غير المسبوقة، والمنقولة بشكل مباشر على الشاشات والمواقع مدة 3 أسابيع، ولا أحد يعرف ما سيحدث في ظلام استفراد (الوحشية الغربية) بغزة، ولا مدى جنون «الدموية الصهيونية» ونازيتها وفاشيتها في العالم!
أما (أكذوبة الدفاع عن النفس) فقد سقطت في أول يوم من أيام العدوان الإرهابي، رغم أن قادة «الكيان» والغرب لا يملكون أية حجة أخرى لتبرير همجيتهم أمام العالم!
{ ولكن... ولكن فإن «عنقاء غزة» وفي اليوم الأول من (الاجتياح البرّي) خرجت من رمادها، لتلقن «الوحش الصهيوني» الدرس القاسي في كيف سيكون مصيره في المواجهة البرية! بل وفي «المواجهة المعنوية» بين معنويات جنود الاحتلال «المتهاوية» رغم ما يملكونه من قوة السلاح والعتاد والتقنية، ووقوف الغرب بأكمله خلفهم ولكأنها حرب عالمية على بقعة صغيرة لا تتعدى مساحتها الـ (365 كم)، ومعنويات الشعب الذي يتم قصفه على مدار الساعة ولعدة أسابيع، ويخرج أطفاله وعوائله من تحت ركام القصف صابرين وصامدين! ورغم ذلك الدمار غير المسبوق، وازدياد أعداد الشهداء، فإن (عنقاء غزة) وهم يخرجون جثثهم من تحت الرماد، تخرج هي من رمادها، وتعلن للوحش وللغرب وللعالم أنها أقوى منهم جميعًا، رغم مآسيها وضحاياها وخساراتها! وأقوى من عتادهم وأسلحتهم النوعية ومستشاريهم ونخبهم، الذين تصطادهم مقاومتها بالأفخاح في أول يوم من الاجتياح البري! وأنها أقوى من محاولاتهم في عزلها وإبادتها والتآمر عليها! بل وأقوى من النفاق الدولي وأكاذيب الصهاينة والغرب! فهي (العنقاء) التي تظلل العالم كله، ليتضح كم هي كبيرة (عنقاء غزة) وكم صغيرة هذا العالم بكل من فيه! وحتى وإن أبادوا غزة كما يحاولون فإن عنقاها ستبقى بعيدة تطير في السماء، وتصنع من طيرانها مقاومين جددا! هذا شعب لا يموت!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك