عالم يتغير
فوزية رشيد
الوطن البديل: لديكم أوطانكم وللشعبالفلسطيني وطنه!
{ منذ أن قام «الكيان الصهيوني بأكذوبة» أرض الميعاد! وبجرائم «عصاباته» على تهجير الشعب الفلسطيني في 1948، وتدمير قراهم حوالي (48 قرية) وتسويتها بالأرض للإيهام بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض! ومحاولات تهجير الفلسطينيين من وطنهم وأرضهم، بقيت مستمرة حتى يومنا هذا، منها محاولة تهجير في عام 1970، في عملية كبيرة، لكنها كانت تفشل في كل مرة أمام ثبات وصلابة أهل غزة، الذين كانوا في 1970 (300 ألف) نازح من شمال فلسطين 1948، واليوم عددهم (مليونان و250 ألفا) في غزة! وكما فشلت سابقاً، ستفشل هذه المرة، والكيان يعيد طرح ذات الفكرة لتهجيرهم إلى «سيناء» وسط رفض مطلق من أهالي غزة، رغم جرائم الحرب التي يتم ارتكابها ضدهم، وغضب كل الشعوب في العالم من عملية الإبادة والمحرقة بالفوسفور الأبيض، التي تجري أحداثها فوق رؤوسهم طوال الوقت! إلى جانب الرفض الصارم من (مصر والأردن) وكل الدول العربية، لمحاولات التهجير، لأن المخطط بات واضحاً، وهو تهجير أهالي غزة إلى «سيناء» ثم تهجير أهل الضفة الغربية إلى «الأردن»، وبذلك تصبح فلسطين كلها دولة للمغتصب ومستوطنيه، وتتم تصفية القضية الفلسطينية!
{ البشرية كلها، والشرائع السماوية والأرضية، تقرّ بأن لكل شعب وطنه، وأن الوطن لا يمكن استبداله أو بيعه! ولكن «الكيان الصهيوني» يطرح فكرته منذ 1948، ويستمر في طرحها للقضاء على القضية وصناعة «النكبة الثانية»!
إذا كان الوطن هو تاريخ أي إنسان أو شعب وامتداده الحضاري والتاريخي! وامتداد وجود مقدساته الدينية وآثارها! وأيضا امتداد «ثقافته وذاكرته وجذوره وجذور أجداده وأسلافه منذ آلاف السنين! ومكان وجوده وصلاته الأسرية والعائلية والصداقات! وبؤرة تدرجّه في هذه الحياة وتعبيره الحضاري عن نفسه لغة وهوية وانتماء إلى بقعته الجغرافية! وإذا كان عشق الإنسان لأرضه وشجره وقمره وبحره، وهو العشق الذي تداخل في تشكيل جيناته ودمه! إذا كان الوطن كل ذلك وغيره فهل بالإمكان أن يتم استبداله أو تعويضه؟! من المستحيل أن يكون ذلك!
{ بالنسبة إلى الفلسطينيين وهذا «الغزاوي»، فالأمر مع الوطن يزداد عمقاً وكثافة وشجناً وتمسكاً به، لأنه الوطن الذي رواه بدمه على مدى (75 عاماً) هو عمر الكيان المغتصب! وعمر سلسلة من الاضطهاد والمجازر وجرائم الحرب، التي حاول الوقوف في وجهها ولا يزال! فلسطين هي الأرض المقدسة في دينه، وهي كذلك لكل العرب والمسلمين، وهي أرض الأنبياء وأجداده منذ تاريخ الكنعانيين! وهو الشعب الذي تأصّل وتجذّر فيها، رغم الاحتلالات وآخرها «النكبة» وغالب كل ما هو مستحيل ليبقى وليقاوم وليحلم باستعادة أرضه المحتلة والمغتصبة! هو وطنه ونشيده الوطني، وهو شعر شعراء المقاومة، وزلزال الكلمات التي نطق بها «محمود درويش» لتبقى على مرّ الزمن! وهو وطن أوجاع «غسان كنفاني» و«إميل حبيبي» ومئات غيرهما من الروائيين ورسومات «ناجي العلي» وكل الأهازيج الفلسطينية والأغاني، واللباس الفلسطيني وتراثه وذاكرته الشعبية في المكان والزمان، ونمط أكلاته الشعبية التي ولدت أيضاً في المكان!
{ وفلسطين هي ذاكرة الشعب العربي الفلسطيني، وهي الذاكرة المندغمة بالإحساس والشجن و4 حروب كبرى من أجلها! وكل عربي كان يهتف لفلسطين ومعهم يهتف أحرار العالم في كل مكان وحتى اللحظة!
هي فلسطين التي لا يمكن استبدالها، ففيها «الأقصى» معراج الرسول الأعظم! وفيها كل التاريخ الكنعاني والفينيقي الذي أزهر بأبجديته في العالم كله، وهو يجوب البحار، ليصل إلى الأراضي البعيدة، ويترك فيها بصمات حضارته!
هي فلسطين التي عايشت كل قضايا وفساد العالم حولها، واللاعدالة والظلم في النظام الدولي، وبقيت قضيتها تحرك برسوخها حتى الموتى في الضمير العالمي!
{ هل بالإمكان محو كل ذلك، بفكرة «التهجير» الغبية والمتمادية في عنصريتها وظلمها؟! أي (فكر شيطاني وعنصري وتطهير عرقي) يطّل هنا، ويقذف بشيطانيته على أرض فلسطين، ليحاول تهجير أهالي غزة؟! ثم في مرحلة لاحقة تهجير أهل الضفة، ثم التفرغ بعدهما لعرب 48 في الأرض التي استولى عليها آنذاك الكيان وبقوا في أرضهم؟!
أي هندسة للشر، تلك التي تطرح على الفلسطيني بدائل لوطنه، وليس له غير هذا الوطن الذي حافظ عليه وعلى قضيته منذ (75 عاماً) كما حافظ عليه عبر آلاف السنين؟! ليأتي المغتصب في 1948 ويغتصب وطنه، ثم تجبره «القوى الاستعمارية الكبرى» على قبول (تقسيم) أرضه، ليمتلئ نصيبه 49% ثم 22%! بعد ذلك باحتلال 1967، ثم بالمستوطنات أو «المستعمرات الصهيونية» لتتدحرج كرة النار، حتى تتم محاولة (نفيه) بالكامل من وطنه! وتهجيره على مراحل، ومسح وتصفية قضيته العادلة! وإلغائه نهائياً كـ(فلسطيني) من ذاكرة التاريخ، عبر توطينه في سيناء والأردن (كما المخطط الشيطاني) وتوطينه في شتات العالم؟!
{ لماذا وهو الحلّ الأكثر منطقية وإنصافاً لظلم دام أكثر من (سبعة عقود) لا يعود من جاء إليها من شتات العالم، مما كانت وطناً لليهود كبلد أصلي (له)، لا يزال يحمل «جنسيتها»، وحيث كل صهيوني إما هو (مزدوج الجنسية وإما متعدد الجنسية) حتى الآن! فلماذا لا يعودون إلى أوطانهم قبل 1948، وترك فلسطين لأهلها المتشبثين بها؟! وينتهي وجع رأسهم من مقاومة الشعب لهم؟ لماذا لا يعودون إلى أوروبا وأمريكا وبلدان الشتات التي جاؤوا منها؟! أو ذلك الوطن الذي أُعطي لهم في أوكرانيا! أو يبقون في شتاتهم كما أراد الله لهم إلى يوم الدين؟!
{ اليهودية دين وليس «قومية»! وبالأكاذيب الصهيونية صنعوا من الدين قومية! ثم مارسوا (القرعة) فكان نصيب فلسطين أن تكون «أرض الميعاد» بكذبة تاريخية وافتراء على التوراة!
فلسطين ليست أرضهم، جاؤوها مرة كاحتلال قبل «ألفي عام» كما مرّ على كل الأوطان العديد من الاحتلالات وانتهت! فلسطين أرض شعبها المتمسك بها، الذي يرويها بدمه كل لحظة! هي ليست وطنهم ولا «أرض الميعاد» كما كذبوا وألفوا الأساطير الملفقة حولها! فليعد الصهاينة إلى أوطانهم التي يحملون جنسياتها، ولتبق فلسطين لشعبها وهذا ما سيحدث في النهاية وما يقوله حتى مفكروهم ومؤرخوهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك