العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الكلمة السامية درس في القانون الدولي

الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام،‭ ‬هي‭ ‬كلمة‭ ‬واقعية‭ ‬ومتوازنة،‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬ودلالات‭ ‬عديدة،‭ ‬إنسانية‭ ‬وقانونية،‭ ‬وحملت‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭.‬

جاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬بمثابة‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عنده،‭ ‬وقد‭ ‬نال‭ ‬إعجاب‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬والشؤون‭ ‬القانونية،‭ ‬كما‭ ‬تابعنا‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬عبر‭ ‬الفقرة‭ ‬الرائعة‭ ‬من‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية،‭ ‬والتي‭ ‬تطرقت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬قرار‭ ‬الحرب‭ ‬والسلم،‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الدستورية‭ ‬لكل‭ ‬بلد،‭ ‬أما‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬الشريعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭.. ‬وهنا‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬ومباشرة‭ ‬وصريحة‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬تكتل‭ ‬وقوى‭ ‬دولية،‭ ‬بأن‭ ‬خوض‭ ‬الحرب‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬السلم‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬فردي‭ ‬وثنائي‭ ‬يتعلق‭ ‬بتلك‭ ‬الدول‭ ‬وفقا‭ ‬لقوانينها،‭ ‬أما‭ ‬عملية‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬فهو‭ ‬خاضع‭ ‬للشريعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬الانفراد‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬احتكاره‭ ‬عند‭ ‬طرف‭ ‬واحد،‭ ‬ولا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬جهة‭ ‬التحكم‭ ‬فيه،‭ ‬لأنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بكل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬خاصة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهو‭ ‬واجب‭ ‬وملزم،‭ ‬إنسانيا‭ ‬ودوليا‭.‬

والكلمة‭ ‬السامية‭ ‬تناولت‭ ‬إشارة‭ ‬تاريخية‭ ‬حكيمة،‭ ‬حول‭ ‬عقد‭ ‬أول‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬لصانعي‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ،‭ ‬وكانت‭ ‬الظروف‭ ‬آنذاك‭ ‬ذاتها‭ ‬والعنوان‭ ‬مشابهة‭ ‬كذلك،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية‭.. ‬وهنا‭ ‬تأكيد‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬قراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع،‭ ‬واحتواء‭ ‬الأزمات‭ ‬وإدارة‭ ‬الصراعات،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬أسباب‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬والحرب،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬بقائه‭ ‬مستقبلا،‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬تأمين‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬إذ‭ ‬بدون‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬تشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬أي‭ ‬استقرار،‭ ‬وسيظل‭ ‬الصراع‭ ‬قائما‭ ‬والحرب‭ ‬مستمرة،‭ ‬والنزاع‭ ‬مشتعلا،‭ ‬وأن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬الضمانة‭ ‬الحقيقة‭ ‬للتعايش،‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والمستدام‭.‬

وجاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لتجدد‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬التاريخي‭ ‬والثابت،‭ ‬الداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الأولوية‭ ‬الكبرى‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬والظروف‭ ‬واللحظات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتصدر‭ ‬عمل‭ ‬الدولة‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭.‬

وتضمنت‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬إعلان‭ ‬النهج‭ ‬الراسخ‭ ‬الذي‭ ‬تمضي‭ ‬فيه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بماضيها‭ ‬وحاضرها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬تؤمن‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وترى‭ ‬أنه‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬والنهج‭ ‬السلمي‭ ‬والحضاري،‭ ‬كسبيل‭ ‬وحيد‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاعات،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬الأمن‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار،‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬كافة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية،‭ ‬وفي‭ ‬تأكيدها‭ ‬على‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لتهجير‭ ‬شعب‭ ‬غزة‭ ‬الشقيق‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬وأرض‭ ‬أجداده،‭ ‬وأهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالأرض‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬سيناريو‭ ‬أو‭ ‬تخطيط‭ ‬يراد‭ ‬له‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتاريخه‭ ‬الأصيل،‭ ‬فهي‭ ‬كذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬دعمها‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬المصري،‭ ‬وسلامة‭ ‬وسيادة‭ ‬أراضيها‭ ‬وأمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬فلا‭ ‬عن‭ ‬الإشادة‭ ‬بالدور‭ ‬المحوري‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬لعودة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬سياقها‭ ‬الطبيعي‭ ‬السليم،‭ ‬وأكدت‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬كافة‭ ‬المدنيِّين،‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬جميع‭ ‬الأسرى‭ ‬والمحتجزين،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬فصل‭ ‬الجغرافيا‭ ‬عن‭ ‬البشر‭.. ‬وفي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يوجد‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا‭ ‬والبشر‭ ‬وكل‭ ‬العلوم‭ ‬والمجالات‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا