عالم يتغير
فوزية رشيد
الآن إيران وأذرعها ضد الكيان أم العرب؟!
{ في هذا المقال سنبتعد قليلا عن صورة مأسي الشعب الفلسطيني وما يحدث في «غزة» وقد كتبنا وتابعنا الحدث وتداعياته منذ «طوفان الأقصى» بالكثير من التحليل، ولننتقل إلى رؤية الصورة الأكبر! وما الذي يُراد أن يحدث في المنطقة! وسنبدأ بما قاله المحلل الإيراني (نجاح محمد علي) قبل أيام على (قناة RT) الروسية في برنامج «اسأل أكثر»، وهو القريب من «نظام الملالي» ومدير المكتب الإعلامي للحرس الثوري في لندن، وأهم ما قاله هو ما أطلقه من تهديد ضد السعودية والخليج ومصر، بأن إيران ستتدخل من «جبهة اليمن» انتصاراً لغزة! وأنها ستواجه السعودية! على الرغم من وجود جبهتي لبنان وسوريا على الحدود من فلسطين، وهما الجبهتان اللتان تدير مليشياتهما منذ زمن طويل!
{ «نجاح محمد علي» قال ردّاً على سؤال المذيع حول سبب انتظار إيران قتل المدنيين في غزة بالآلاف للدخول بعد الاجتياح البري فرد:
- التدخل المباشر يعني حربا مباشرة، فالإيرانيون الآن لا يمتلكون حدوداً مباشرة مع الكيان الصهيوني!، وأنا قلت لك حول التدخل «انتظر جبهة اليمن».
- المذيع: ولكن هناك جبهات أقرب يا د. نجاح.
رد.. المحلل الإيراني:
- اسمعني جيداً ماذا أقول! لا أريد أن أفصح كثيراً جبهة اليمن أخطر!
المذيع:
- ولكن أين اليمن وأين غزة؟! جغرافياً هذا الأمر.. قاطعه الإيراني:
- سأقولها لك بكل صراحة ستكون السعودية ومرافق السعودية هدفاً رئيسا! خلاص، خذها مني! السعودية هدف رئيسي وباقي دول الخليج!
المذيع:
- لكن إسرائيل هي المعتدية، ما دخل السعودية؟!
- هكذا انتهت الفقرة بما دار من حوار بين المذيع وبين المحلل!
{ المحلل الإيراني الذي يمتلئ تحليله وكلامه من أوله إلى آخره بالمغالطات والتآمر، إلا أنه وضح بما لا يدعو إلى أي شك، أن الدور الحقيقي لإيران ليس «نصرة غزة» كما يدعي، وإنما (استكمال دورها التخريبي في المنطقة العربية وفي الخليج العربي)! بالإيهام والادعاء أن ذلك من أجل غزّة! وهكذا تتضح «النوايا الخبيثة» ضد السعودية والخليج ومصر! بأن هدف إيران الأساسي هو تخريب هذه الدول! وتفعيل «الحوثيين» وبشكل صريح باعتبارهم الجبهة اليمنية الموجهة إلى الخليج! والبازار الإيراني مفتوح لكل أشكال المزايدات على الشعوب العربية والتآمر ضد دولهم.
{ كلام (نجاح محمد علي) لا يحتاج إلى تفسير، فهو يفسّر نفسه! ومغالطاته لن تتوقف عندها، لأنها أكثر سفاهة من أن يتم الردّ عليها! فهي توضح تماماً (الدور الإيراني) في المنطقة! كما توضح (كيفية المتاجرة واستمرارها بالقضية الفلسطينية) وما يحدث في غزة، وعينها على تخريب الدول العربية! وهذا ما تفعله منذ أن تسلّم «الملالي» السلطة في إيران، ومجيئ «الخميني» على الطائرة الفرنسية، برعاية المخابرات الأمريكية – الفرنسية!
{ هي مرحلة لخلط الأوراق بشكل كامل وللحرب الدعائية والزيف الإيراني! وإيران التي زرعت أذرعها وخلاياها ومليشياتها في عديد من الدول العربية، وانكشف دورها (غير المقاوم) في أحداث غزة وتجاه القضية الفلسطينية تبرر أنها لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع الكيان! وإنما دورها هو فتح «الجبهة اليمنية»، ضد العرب (السعودية والخليج وجبهة أخرى ضد مصر)، وهو ما ستعمل عليه! وذبابها الإلكتروني والخلايا النائمة من أتباعها تحركوا بالفعل لتفعيل أنشطتهم التحريضية وغسل الأدمغة! وهذه المرة باسم فلسطين! فيما الطريق إلى فلسطين مفتوح من لبنان وسوريا والعراق! ولكنها تريد مناصرة غزة من اليمن! هل من انكشاف أكثر من هذا؟! فلا الكيان الصهيوني سيضرب إيران ولا إيران ستضربه! هو سيقتل في العرب وهي مثله ستقتل فيهم كعادتها!
{ في مخطط الفوضى الأول أو في أحداث «الخريف العربي» 2011، كشف «ترامب» عن الوثيقة السرّية (PSD 11) التي كانت تخطط بشكل واضح (لتسلم إيران وأتباعها السلطة في الخليج ودول عربية أخرى، فيما تتسلم «آنذاك» تركيا – الإخوان الدول العربية في شمال أفريقيا)! ويبدو أن شرارة «طوفان الأقصى» سيتم (توظيفه) لخلط الأوراق (لتتحول «المحرقة الفلسطينية» إلى محرقة عربية!) ولتنشأ حرب شاملة في المنطقة! فالعدوان أو الوجهان لذات العملة «الكيان الصهيوني» و«إيران» كل منهما يهدد بالدور الذي سيقوم به! «نتنياهو» يحمل خريطة «الشرق الأوسط الجديد» وفي قاعة الأمم المتحدة، ثم يقول بعد «طوفان الأقصى» إن الشرق الأوسط وليس غزة وحدها – لن يعود كما كان بحجة القضاء على حماس! فيما المحلل القريب من «الحرس الثوري»، يهدد بفتح «الجبهة اليمنية» لضرب السعودية والخليج ومصر، بحجة الانتصار لغزة!
{ ولكأن المسألة الأساس بالنسبة إلى وجهي العملة الواحدة، المعادية تحديداً للعرب، هو إشعال المنطقة كلها! واستكمال (المرحلة الثانية الكبيرة) من مخطط «الفوضى الخلاقة»! وليتم ذلك باسم فلسطين من الناحية الإيرانية! وباسم القضاء على حماس من ناحية الكيان الصهيوني! فيما الغرب المتصهين يضع كل دعمه وترسانته، في إشارة إلى حرب شاملة! هكذا هم يقضون على السلام وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم! وينقلون فشلهم في «أوكرانيا» إلى ما يعتقدون أنهم سينجحون فيه في المنطقة العربية «الشرق الأوسط»! في ظل دخول الصين وروسيا على الخط! اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، ويمكرون ويمكر الله!.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك