العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الآن إيران وأذرعها ضد الكيان أم العرب؟!

{‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬سنبتعد‭ ‬قليلا‭ ‬عن‭ ‬صورة‭ ‬مأسي‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬كتبنا‭ ‬وتابعنا‭ ‬الحدث‭ ‬وتداعياته‭ ‬منذ‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التحليل،‭ ‬ولننتقل‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الأكبر‭! ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يُراد‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬وسنبدأ‭ ‬بما‭ ‬قاله‭ ‬المحلل‭ ‬الإيراني‭ (‬نجاح‭ ‬محمد‭ ‬علي‭) ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬على‭ (‬قناة‭ ‬RT‭) ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬اسأل‭ ‬أكثر‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬الملالي‮»‬‭ ‬ومدير‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أطلقه‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭ ‬ومصر،‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬ستتدخل‭ ‬من‭ ‬‮«‬جبهة‭ ‬اليمن‮»‬‭ ‬انتصاراً‭ ‬لغزة‭! ‬وأنها‭ ‬ستواجه‭ ‬السعودية‭! ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬جبهتي‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬وهما‭ ‬الجبهتان‭ ‬اللتان‭ ‬تدير‭ ‬مليشياتهما‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭!‬

{‭ ‬‮«‬نجاح‭ ‬محمد‭ ‬علي‮»‬‭ ‬قال‭ ‬ردّاً‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬المذيع‭ ‬حول‭ ‬سبب‭ ‬انتظار‭ ‬إيران‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بالآلاف‭ ‬للدخول‭ ‬بعد‭ ‬الاجتياح‭ ‬البري‭ ‬فرد‭:‬

‭- ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬يعني‭ ‬حربا‭ ‬مباشرة،‭ ‬فالإيرانيون‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يمتلكون‭ ‬حدوداً‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭!‬،‭ ‬وأنا‭ ‬قلت‭ ‬لك‭ ‬حول‭ ‬التدخل‭ ‬‮«‬انتظر‭ ‬جبهة‭ ‬اليمن‮»‬‭. ‬

‭- ‬المذيع‭: ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬جبهات‭ ‬أقرب‭ ‬يا‭ ‬د‭. ‬نجاح‭.‬

رد‭.. ‬المحلل‭ ‬الإيراني‭:‬

‭- ‬اسمعني‭ ‬جيداً‭ ‬ماذا‭ ‬أقول‭! ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أفصح‭ ‬كثيراً‭ ‬جبهة‭ ‬اليمن‭ ‬أخطر‭!‬

المذيع‭:‬

‭- ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬اليمن‭ ‬وأين‭ ‬غزة؟‭! ‬جغرافياً‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.. ‬قاطعه‭ ‬الإيراني‭:‬

‭- ‬سأقولها‭ ‬لك‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬ستكون‭ ‬السعودية‭ ‬ومرافق‭ ‬السعودية‭ ‬هدفاً‭ ‬رئيسا‭! ‬خلاص،‭ ‬خذها‭ ‬مني‭! ‬السعودية‭ ‬هدف‭ ‬رئيسي‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭!‬

المذيع‭:‬

‭- ‬لكن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬المعتدية،‭ ‬ما‭ ‬دخل‭ ‬السعودية؟‭!‬

‭- ‬هكذا‭ ‬انتهت‭ ‬الفقرة‭ ‬بما‭ ‬دار‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬المذيع‭ ‬وبين‭ ‬المحلل‭!‬

{‭ ‬المحلل‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يمتلئ‭ ‬تحليله‭ ‬وكلامه‭ ‬من‭ ‬أوله‭ ‬إلى‭ ‬آخره‭ ‬بالمغالطات‭ ‬والتآمر،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وضح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شك،‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الحقيقي‭ ‬لإيران‭ ‬ليس‭ ‬‮«‬نصرة‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يدعي،‭ ‬وإنما‭ (‬استكمال‭ ‬دورها‭ ‬التخريبي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وفي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭)! ‬بالإيهام‭ ‬والادعاء‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غزّة‭! ‬وهكذا‭ ‬تتضح‭ ‬‮«‬النوايا‭ ‬الخبيثة‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭ ‬ومصر‭! ‬بأن‭ ‬هدف‭ ‬إيران‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬تخريب‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭! ‬وتفعيل‭ ‬‮«‬الحوثيين‮»‬‭ ‬وبشكل‭ ‬صريح‭ ‬باعتبارهم‭ ‬الجبهة‭ ‬اليمنية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭! ‬والبازار‭ ‬الإيراني‭ ‬مفتوح‭ ‬لكل‭ ‬أشكال‭ ‬المزايدات‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والتآمر‭ ‬ضد‭ ‬دولهم‭.‬

{‭ ‬كلام‭ (‬نجاح‭ ‬محمد‭ ‬علي‭) ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفسير،‭ ‬فهو‭ ‬يفسّر‭ ‬نفسه‭! ‬ومغالطاته‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عندها،‭ ‬لأنها‭ ‬أكثر‭ ‬سفاهة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الردّ‭ ‬عليها‭! ‬فهي‭ ‬توضح‭ ‬تماماً‭ (‬الدور‭ ‬الإيراني‭) ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬كما‭ ‬توضح‭ (‬كيفية‭ ‬المتاجرة‭ ‬واستمرارها‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭) ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وعينها‭ ‬على‭ ‬تخريب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تسلّم‭ ‬‮«‬الملالي‮»‬‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ومجيئ‭ ‬‮«‬الخميني‮»‬‭ ‬على‭ ‬الطائرة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬برعاية‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬الفرنسية‭!‬

{‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬لخلط‭ ‬الأوراق‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وللحرب‭ ‬الدعائية‭ ‬والزيف‭ ‬الإيراني‭! ‬وإيران‭ ‬التي‭ ‬زرعت‭ ‬أذرعها‭ ‬وخلاياها‭ ‬ومليشياتها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وانكشف‭ ‬دورها‭ (‬غير‭ ‬المقاوم‭) ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬وتجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تبرر‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭! ‬وإنما‭ ‬دورها‭ ‬هو‭ ‬فتح‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬اليمنية‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ (‬السعودية‭ ‬والخليج‭ ‬وجبهة‭ ‬أخرى‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ستعمل‭ ‬عليه‭! ‬وذبابها‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والخلايا‭ ‬النائمة‭ ‬من‭ ‬أتباعها‭ ‬تحركوا‭ ‬بالفعل‭ ‬لتفعيل‭ ‬أنشطتهم‭ ‬التحريضية‭ ‬وغسل‭ ‬الأدمغة‭! ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬باسم‭ ‬فلسطين‭! ‬فيما‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬مفتوح‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والعراق‭! ‬ولكنها‭ ‬تريد‭ ‬مناصرة‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬اليمن‭! ‬هل‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬هذا؟‭! ‬فلا‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬سيضرب‭ ‬إيران‭ ‬ولا‭ ‬إيران‭ ‬ستضربه‭! ‬هو‭ ‬سيقتل‭ ‬في‭ ‬العرب‭ ‬وهي‭ ‬مثله‭ ‬ستقتل‭ ‬فيهم‭ ‬كعادتها‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬الفوضى‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أحداث‭ ‬‮«‬الخريف‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬2011،‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الوثيقة‭ ‬السرّية‭ (‬PSD‭ ‬11‭) ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخطط‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ (‬لتسلم‭ ‬إيران‭ ‬وأتباعها‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬فيما‭ ‬تتسلم‭ ‬‮«‬آنذاك‮»‬‭ ‬تركيا‭ ‬‭ ‬الإخوان‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭)! ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬شرارة‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬سيتم‭ (‬توظيفه‭) ‬لخلط‭ ‬الأوراق‭ (‬لتتحول‭ ‬‮«‬المحرقة‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬محرقة‭ ‬عربية‭!) ‬ولتنشأ‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬فالعدوان‭ ‬أو‭ ‬الوجهان‭ ‬لذات‭ ‬العملة‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬و«إيران‮»‬‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬يهدد‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬به‭! ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬يحمل‭ ‬خريطة‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬قاعة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ثم‭ ‬يقول‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وليس‭ ‬غزة‭ ‬وحدها‭ ‬‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬بحجة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭! ‬فيما‭ ‬المحلل‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬‮«‬الحرس‭ ‬الثوري‮»‬،‭ ‬يهدد‭ ‬بفتح‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬اليمنية‮»‬‭ ‬لضرب‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭ ‬ومصر،‭ ‬بحجة‭ ‬الانتصار‭ ‬لغزة‭!‬

{‭ ‬ولكأن‭ ‬المسألة‭ ‬الأساس‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬وجهي‭ ‬العملة‭ ‬الواحدة،‭ ‬المعادية‭ ‬تحديداً‭ ‬للعرب،‭ ‬هو‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭! ‬واستكمال‭ (‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬الكبيرة‭) ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬الفوضى‭ ‬الخلاقة‮»‬‭! ‬وليتم‭ ‬ذلك‭ ‬باسم‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإيرانية‭! ‬وباسم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬فيما‭ ‬الغرب‭ ‬المتصهين‭ ‬يضع‭ ‬كل‭ ‬دعمه‭ ‬وترسانته،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭! ‬هكذا‭ ‬هم‭ ‬يقضون‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬وعلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭! ‬وينقلون‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬سينجحون‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭! ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دخول‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬على‭ ‬الخط‭! ‬اللهم‭ ‬اجعل‭ ‬كيدهم‭ ‬في‭ ‬نحورهم،‭ ‬ويمكرون‭ ‬ويمكر‭ ‬الله‭!.‬

 

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا