عالم يتغير
فوزية رشيد
سقوط الغرب!
{ لزمن طويل وهم يديرون العالم من خلال سراديبهم «الخفية» التي تتحكم في المال والحروب والإعلام وغيره! منذ زمن طويل و«الأصابع الخفية» تدير لعبة المؤسسات الأممية والدولية، باعتبارها واجهات (النظام الدولي) فيما هو (النظام الماسوني والصهيوني)! منذ سنوات طويلة وهم يلعبون بالبشرية والإنسانية، عبر طموحات (الشركات العابرة للقارات) وهي أدواتهم في السيطرة والتأثير وجني «التريليونات» (لعدة عوائل ماسونية) يعتبرون أنفسهم دون وجه حق، إلا بسطوة المال والقوة العسكرية، إنهم «أسياد العالم»! ويديرون الحروب والأزمات والصراعات، لتبقى ماكينة السلاح والدواء، وتقييد الدول بالديون شغاّلة على مدار الساعة! لا يهمّ من يموت وكم يموت من البشر!، ولا يهمهم مآسي الشعوب وهم ينهبون ثرواتها (بنظام استعماري وإمبريالي غربي) قادته عبيد لهم! ولا تهمهّم الإنسانية والعدالة والحقوق إلا كشعارات زائفة يقدمونها للعالم، ويبتزّون بها دولاً كثيرة! باعتبار أن الغرب هو (النموذج الأخير للبشرية!) الذي يجب تعميمه على العالم كله، دون مراعاة اختلاف الحضارات والثقافات والمعتقدات والقيم!
{ الآن والعالم كله انكشف أمامه زيف كل الشعارات الغربية خاصة عبر العقود الماضية، فإن هذا العالم ينكشف أمامه بعد «سقوط القناع الأخير» آخر البشاعات للحضارة الغربية!
أمريكا التي انهزمت أمام «طالبان» في أفغانستان، وأمام «المقاومة السنية».. في العراق، تعتقد أنها بكيانها الصهيوني ستسحق معه المقاومة الفلسطينية، بشعبها وقضيته العادلة، وبكل فصائل تلك المقاومة المختلفة، وأنها ستنتصر!
{ ورغم كل المجازر والمذابح والهدم والحرق في «غزّة» اليوم وفي فلسطين تاريخيًا، فإن الغرب بات أمام العالم (مهزومًا) و(عارياً) في كل ما ادعاه حول نفسه، وحول (نموذجه الحضاري) في العالم! والذي أثبت أنه (أسوأ نموذج ونظام استعماري إمبريالي مرّ على البشرية) من حيث الهمجية والوحشية، المغلفة بالزيف والازدواجية! خاصة بعد أن سقطت كل شعاراته التي تدثرت بها حضارته وتم ترويجها في العالم كالحريات وحقوق الإنسان والديموقراطية! التي معًا تجردت من الإنسانية والمساواة بين البشر في العالم، وتكامل الحضارات والثقافات! والسبب أن (الماسونية والصهيونية) اللتين تحكمان الغرب بكل آليات ونظام الحكم، اختزلت في نفسها أخيرًا وبشكل فاضح في العقود الأخيرة، واليوم في غزة، كل ما رفضته البشرية من (نازية وفاشية وعنصرية وسقوط أخلاقي)، كما يقول أحد المحللّين الاستراتيجيين!
{ لقد حارب الغرب بحضارته «اللاأخلاقية» من نواح كثيرة، كل الحضارات البشرية الأخرى!، باعتبار حضارته الغربية و«الرأسمالية المعولمة البشعة» هي نهاية التاريخ كما قال (فوكوياما)! ولكن التاريخ لا ينتهي والحضارات الإنسانية السابقة الأقدم وكلها من المنطقة العربية قبل آلاف السنين من الميلاد، باقية وزاخرة بما تمثله من امتداد لذاكرة الشعوب الحضارية والتاريخية (الثقافية والإنسانية، ومعها الحضارات الأخرى! بل إنه الآن من يشهد نهايته هو حضارة الغرب (التي تتهاوى أمام العالم كله) وهو يتململ ويتمرد كعالم على (الظلامية الغربية)!
(مرآة غزة) وشهداؤها وضحاياها أمام الهمجية العسكرية لصهاينة الكيان والغرب، أثبتت أن «العصابات الصهيونية» في بداية النكبة، مستمرة كعقلية وكمنهج تفكير غربي للتأسيس لنكبة فلسطينية ثانية، وكما يعتقدون! ولذلك عادوا إلى الواجهة وقد تحالف الغرب مع الكيان الصهيوني، لتنفيذ (محرقة فلسطينية جديدة)!
{ العالم الذي (ساوى بين الصهيونية والعنصرية) في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وإسقاط القرار كالعادة بالفيتو الأمريكي أو الغربي، يتضح له الآن، أن الصهيونية تجاوزت حتى النازية! لأنها احتوتها مع الفاشية وكل الأنظمة اللا أخلاقية! لتتفوق على الجميع في وحشيتها! وبذلك سجلت للعالم نموذجًا جديدا، هي (النازية والفاشية الصهيونية) باعتبارها (الظلامية الحقيقية) في العالم، بل هي و«الماسونية العالمية ونخبتها»، سبب كل كوارث هذا العالم، لأنها هي التي تحكم دول الغرب وقادتها، وهؤلاء مجرد «أدوات» لتصدير كل الشرور، التي تفوق أي خيال للفتك بالبشرية والإنسانية والحضارات والقيم الأخلاقية! وهؤلاء يريدون من العالم (أن يتعايش) مع التوحش الاستعماري «العولمي» المحاط بالقوة المالية والإعلامية والعسكرية! ولا عجب أن صهاينة «الكيان الصهيوني» في ظل دعم هؤلاء، ظنًا منه أن العالم قد تعايش مع عنفه وبطشه وتوحشه طوال (75 عامًا) قد أظهر هذه المرة كل مخزونه الوحشي دفعة واحدة ودون مواربة أو قناع! إلا لوي عنق الحقائق وضخ الأكاذيب والمرويات الملفقة عبر إعلامه والإعلام الغربي!
{ حين يقولون إن كل جرائم الحرب المرتكبة اليوم والمذابح والمحارق بالفوسفور الأبيض، هي مجرد «دفاع عن النفس» فإن هذا منتهى السقوط الأخلاقي! حين لا يرون البث الحي للأشلاء، إنما يردّدون أكاذيب الكيان! فهي (حالة تماهي مع العنصرية والفاشية والنازية)! واضطر الغرب أن يسفر عن وجهه الحقيقي ضد شعب أعزل مسجون في «غزة»، يقتله «الوحش الصهيوني»، ما جعل شعوب العالم كلها تتمرّد ضدّ تكريس هذا النموذج، فيما «القادة الغربيون» وحدهم يتماهون تمامًا مع النموذج المركب للوحش، الذي اغتصب وطنًا وشرد وقتل شعبًا ولا يزال بحجة ما قاله بعضهم (إنها حرب دينية)! إنهم مجرد أدوات!
{ «النظام الدولي» تحت قيادة الغرب (يتهاوى) من نواح مختلفة! خاصة وقد خرج عن كل القوانين الدولية والشرائع الإنسانية والحضارية، ولهذا لابد من أن يتغيرّ! لا يمكن للعالم أن يتعايش أكثر مع قادة (يشرعون) لجرائم الحرب والإبادة وقتل الإنسانية وفطرتها!
(لقد سقط الغرب بكل معنى السقوط، واتضحّ أن شعارات حضارته مجرد أقنعة للغزو والاستعمار والإمبريالية والهيمنة! وأن أدواته لذلك هو القتل والإبادة والمجازر و«سرقة الأوطان» كما يقول «طلعت رميح» لقد أسقطت «غزة» ليس فقط «الكيان الصهيوني»، بل «الحضارة الغربية»، وما سقوط ساسة الغرب وقادته في هاوية (الصهيونية النازية الفاشية) والاندغام مع أكاذيبها لتبرير (المحارق ضد الفلسطينيين) إلا واجهة كبيرة اليوم لذلك السقوط! لقد انكشف الوجه الحقيقي، بحيث لا يمكن للعالم أن يستمر طويلاً بعد اليوم، مع (نموذج للنظام العالمي) يقوده الغرب (المهزوم) في نموذجه هذا وفي كل شيء، وبكل المعايير! وسرعان ما سقط معه ديكوره الخارجي!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك