عالم يتغير
فوزية رشيد
الهولوكست أو «المحرقة الفلسطينية» وسقوط الغرب!
إذا عدنا إلى جمع ما ارتكبه الكيان الصهيوني منذ 1948 من (مجازر وحرب إبادية وتهجير) للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، فإننا ببساطة سنكتشف (محارق فلسطينية وليست محرقة واحدة) تدور رحاها الآن في غزة على يد الكيان الصهيوني بدعم الغرب الاستعماري بعد أن حولوها إلى سجن كبير أو إلى أكبر سجن في العالم!
وبدءا من مجازر (العصابات الصهيونية) وعلى رأسها عصابات «الهاجاناه» مثل مجزرة «بلد الشيخ» 1947، و مجزرة دير ياسين 1948، ثم مجزرة «الطنطورة»، وبعدها مجزرة أبوشوشة وقبية 1953، ومجزرة «قلقيلية» 1956، وفي ذات العام مجزرة «كفر قاسم» و«خان يونس، ثم مجزرة «صبرا وشاتيلا»1982 ومجزرة «الحرم الإبراهيمي 1994، و«جنين» 2002، وغيرها من مجازر متفرقة وحرق لعائلات منها عائلة «الدوابشة «مؤخراً، وصولاً إلى مجازر غزة السجينة، حيث هي (الحرب الخامسة» والأعنف مما سبقها من حروب إبادة! وجميعها سلسلة مجازر وثقها التاريخ، بل والصور، بل والأفلام الوثائقية للكثير منها!
إن ما تعرض له ويتعرض له الشعب الفلسطيني عبر (75 عاما) هو (محرقة فلسطينية بل ومحارق بالجملة)! وقد مارس الكيان الصهيوني كل آليات تلك المحرقة أو المحارق، لتتجسد في قصف المستشفيات والمدارس وما حدث من مأساة كبيرة في قصف «مستشفى المعمداني»! لقد حرقوا الفلسطينيين المدنيين (المرضى والنازحين وأغلبهم أطفال) (بقنابل محرمة دولياً) وحيث الحرق بالفوسفور والقنابل المحرمة أو بالغاز هو في النهاية حرق للأحياء! بل ما زاد المحرقة الفلسطينية كما أطلق عليها المحلل الاستراتيجي «طلعت رميح» أنها دارت في ظل التجويع والتعطيش وتدمير المباني على رؤوس أصحابها، بما يتجاوز بمراحل كل مروياتهم وأساطيرهم التي قامت عليها المحرقة اليهودية) على يد «هتلر»! لأن الكيان الصهيوني ارتكب ما يفوق كل جرائم العالم وليس «هتلر» وحده! وبما يجعل (المحرقة الفلسطينية) تزيد بشاعتها بآلاف المرات عن ما روجوه حول محرقتهم التي لا دخل للعرب أو الفلسطينيين فيها! بل تم توظيف «الهولوكست» عبر العقود الطويلة لاستدرار المشاعر والأموال الغربية وعبر العالم! ليرتكبوا ما هو أبشع منه بمراحل في حق شعب لم يكفهم سرقة وطنه بل إقامة المحارق ضده عبر أكثر من (سبعة عقود) سواء في أرض فلسطين التاريخية أو في غزة أو الضفة الغربية!
الآن العالم كله يواجه انكشاف أبشع وجه للصهيونية العالمية المتمثلة في الكيان الصهيوني والغرب الأسير لها! وحيث زالت كل المساحيق عن وجه تمرَّس في البشاعة عبر الزمن، ليصل إلى ما هو أبعد من النازية والفاشية. وحيث الصهيونية -والتعبير أيضا هنا لطلعت رميح، (احتوت على الأيديولوجيات اللاإنسانية واللاحضارية في داخلها)! كل جرائمهم المتسلسلة عبر العقود كانت محاكةً بإحكام لقتل البشر والإنسانية والقضايا العادلة! ولكن بما أحدثوه ومازالوا يحدثونه في غزة السجينة هو وضع العالم مباشرة أمام أبشع ما في (الظلامية الغربية) تحت سيطرة الصهيونية، التي تداعت كل أطرافها من دول وقادة غربيين لدعم الوحش في ارتكاب المزيد من وحشيته!
لقد تجاوز هذا الغرب الواقف بكل (ترسانته العسكرية والمادية واللوجستية والإعلامية) خلف ما يرتكبه الكيان الصهيوني من (محرقة فلسطينية) كل ما كان يُطلق عليه من أوصاف النفاق أو الازدواجية أو الأكاذيب! لقد انتقل دفعة واحدة إلى (دعم مكشوف وهستيري) للنازية والفاشية، التي لبس عباءتهما الكيان الصهيوني، وبشكل أكثر بشاعة هذه المرة! وكأنه في سباق مع الزمن لقتل وحرق المزيد من الأطفال والأبرياء وشهوة التدمير التي لا تقف عند حدّ! بل هو بما يفعل يتلذذ بآلام العالمين العربي والإسلامي وكل أحرار العالم ومنهم في الغرب وحتى من اليهود أنفسهم! لقد طارت عقولهم فظهرت حقیقتهم البشعة بكل أبعادها! وقد انهزموا أمام دمويتهم حتى إن جنودهم وضباطهم تمردوا على القتال، وهم في أدنى درجة من المعنويات، لتسعفهم الولايات المتحدة (بنخبة قتالية) وآلاف من الجنود والضباط الأمريكان!
اجتمعت القوى الغربية (أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا) وكأنهم ليديروا بأنفسهم «مجلس الحرب» القائم في الكيان الصهيوني! والحرب ضد شعب وأطفال ونساء وأبرياء! وليس قتالاً بين جيشين أو حتى «جيش العالم الغربي» ضد مقاتلي حماس!
«شهوة الدم» لم تكتف بما تم قتله وتدميره، «نتنياهو» يريد قتل (عشرات الآلاف) كما قال أحدهم حول تفكيره! وفاتورة الدم الفلسطيني، مفتوحة حتى يتعب الوحش من شرب الدم! بل إنه في ظل مهرجان التدمير الدموي الذي يقوم به، وضرب البنية الصحية وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس، وقتل الأطباء والممرضين والصحفيين والإعلاميين المراسلين، وضرب سيارات الإسعاف والنازحين، لديه شهوة مريضة أخرى هي (منع المساعدات من الدخول عبر معبر رفح) لإنقاذ بعض ما يمكن إنقاذه في حمام الدم المقام في غزة ورغم مناشدة كل العالم ما عدا الغربي! وحتى كتابة هذا الموضوع المعبر مقصوف من الكيان!
• لقد أسقطت غزة بدمائها وجثث أطفالها المحترقة والأوصال المقطعة للنساء والشباب والرجال «المدنيين» ليس فقط الكيان الصهيوني، والترويج لنفسه بأن ما يقوم به هو «دفاع عن النفس» بل أسقطت «غزة» كل قيم وشعارات الغرب في الترويج لأنفسهم كحضارة! وقادته يتماهون مع الإبادة والمحارق وجرائم الحرب، وعدم احترام قوانين الحرب المتعارف عليها، حتى بالالتزام بأبسط مبادئها! وهي إدخال (المساعدات الطبية والإنسانية) لشعب مسجون في قفص الكيان الصهيوني وحصاره منذ 17 عاماً! فيما أولئك القادة يتوافدون على الكيان ومجرم الحرب «نتنياهو» ليقدموا له كل الدعم! وكأنهم لا يرون ما يفعله في غزة، وصور (المحرقة الفلسطينية) القائمة على أشدها بسبب دعمهم اللامتناهي!
ومهما فعلوا فقد سقط الكيان في بشاعته ووحشيته، وسقط الغرب وسقطت حضارته المدعاة! من خلال صور الرضع والأطفال، وهم أغلب الضحايا، فثارت شعوب العالم ضد (الصهيونية) التي اختزلت في نفسها (النازية والفاشية) دون رجعة هذه المرة! وحول سقوط الغرب حديث آخر!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك