الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«من البحرين.. هنا غزة.. هنا فلسطين»
حينما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي 1956، وتعطل الإرسال في الإذاعة المصرية، انطلقت الإذاعة السورية في ذات اللحظة بالنداء الشهير: (من دمشق.. هنا القاهرة)، وتحولت الإذاعة السورية إلى إذاعة مصرية، لتأكيد التضامن العربي الواحد.
واليوم تؤكد مملكة البحرين النداء العروبي: (من البحرين.. هنا غزة.. هنا فلسطين).. من خلال البرنامج التلفزيوني الذي أعلنته اللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ودعوة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب.
ليس وحدهما البرنامج التلفزيوني وحملة التبرعات اللذان أكدا تضامن مملكة البحرين مع القضية الفلسطينية، فهناك منظومة بحرينية شاملة على كافة المستويات، أبرزت التضامن البحريني مع الشعب الفلسطيني.. وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها مملكة البحرين موقفها الثابت والراسخ.. ولكنه موقف تاريخي، مستمر ومتواصل، للأولوية الكبرى لدى السياسة البحرينية من القضية العربية الأولى، وهي فلسطين.
مساء أمس تشرفت بالمشاركة في البرنامج التلفزيوني البحريني، مع كوكبة من الشخصيات المجتمعية، وعندما سألني المذيع: كيف تقرأ زيارات جلالة الملك المعظم مؤخرا للمملكة المتحدة وجمهورية إيطاليا والفاتيكان، والتي لم تغفل عن التضامن الإنساني مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني؟ أجبت قائلا: إن جلالة الملك المعظم قائد إنساني حكيم، يحمل تطلعات بلاده وهموم الأمة العربية والقضية الفلسطينية معا، وإن دعم القضية الفلسطينية جاء ضمن أولويات أجندة اللقاءات. كما يجب الإشارة كذلك إلى أن جلالة الملك المعظم أيده الله، ما إن عاد إلى أرض الوطن بحفظ الله ورعايته الثلاثاء الماضي، بعد أن حمل دعم القضية الفلسطينية في زياراته للمملكة المتحدة وجمهورية إيطاليا والفاتيكان، حرص جلالته على رئاسة وفد مملكة البحرين للمشاركة في اجتماع القمة الخليجية الآسيوية، التي عقدت أمس الجمعة في العاصمة الرياض، والتأكيد على دعم القضية الفلسطينية. ثم أعقبها مباشرة مشاركة جلالته في قمة القاهرة، التي تعقد اليوم السبت، لبحث التطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام.
كما أن التوجيهات الملكية السامية تجلت بكل وضوح من خلال مشاركة وزير الخارجية د. عبداللطيف بن راشد الزياني في المؤتمرات الخليجية والعربية، والإسلامية والإقليمية والدولية، وكذلك في تحركات سفراء البحرين في الخارج، ومشاركات الدبلوماسية البرلمانية التي تكاملت مع الدبلوماسية البحرينية في دعم القضية الفلسطينية.
وحينما سألني المذيع: كيف تصف الهبّة الشعبية البحرينية تجاه نصرة الشعب الفلسطيني؟ أجبت قائلا: إن تاريخ مملكة البحرين المشرف الداعم لفلسطين يبعث على الفخر والاعتزاز، وهو مسكون في وجدان وفكر الشعب البحريني، وأن اهتمام القيادة الحكيمة بالقضية الفلسطينية واضح وصريح.. لا حياد عنه، ولا مزايدة فيه.. وقد تعددت أشكال التضامن الشعبي من خلال الوقفات التضامنية، القانونية والحضارية، بجانب مواقف وبيانات مجلسي الشورى والنواب وغرفة التجارة ومؤسسات المجتمع المدني، وجهود وزارة الإعلام والصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي، ومبادرة إدارة الأوقاف في أداء دعاء القنوت في الصلوات الخمس وفي خطب الجمعة، وفي المساهمة والتبرع في الحملة الوطنية، وحتى في مشاركة الطلبة والطالبات، والشباب والصغار، وفي مبادرة العديد من المؤسسات في تخصيص أرباحها لدعم الأشقاء في غزة.. وغيرها كثير من أشكال التضامن التي تعبر عن الأخلاق النبيلة والأصيلة لدى الشعب البحريني.
تبقى نقطة أخيرة، يجب أن نشير إليها، وهي أن الدبلوماسية الإنسانية والخيرية والإغاثية لمملكة البحرين دائما ما تركز على الرؤية التنموية عند تقديم العون والمساعدات والتبرعات، من خلال إنشاء مشاريع تعليمية وصحية واجتماعية، لأنها تدرك جيدا أن بناء الإنسان يبدأ من التنمية، وليس تقديم المال فقط.. وهنا وجب الشكر والإشادة بجهود الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية الإنسانية، الذي نجح بكل تميز في ترجمة التوجيهات والرؤية الملكية السامية في دعم الدول والشعوب في العالم.
بالأمس واليوم وغدا.. ودائما وأبدا.. مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، مع القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. والجميع يصدح قائلا: «من البحرين.. هنا غزة.. هنا فلسطين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك