العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«من البحرين.. هنا غزة.. هنا فلسطين»

حينما‭ ‬تعرضت‭ ‬مصر‭ ‬للعدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬1956،‭ ‬وتعطل‭ ‬الإرسال‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬المصرية،‭ ‬انطلقت‭ ‬الإذاعة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬اللحظة‭ ‬بالنداء‭ ‬الشهير‭: (‬من‭ ‬دمشق‭.. ‬هنا‭ ‬القاهرة‭)‬،‭ ‬وتحولت‭ ‬الإذاعة‭ ‬السورية‭ ‬إلى‭ ‬إذاعة‭ ‬مصرية،‭ ‬لتأكيد‭ ‬التضامن‭ ‬العربي‭ ‬الواحد‭.‬

واليوم‭ ‬تؤكد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬النداء‭ ‬العروبي‭: (‬من‭ ‬البحرين‭.. ‬هنا‭ ‬غزة‭.. ‬هنا‭ ‬فلسطين‭).. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرنامج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمناصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تنفيذا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ودعوة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭.‬

ليس‭ ‬وحدهما‭ ‬البرنامج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬وحملة‭ ‬التبرعات‭ ‬اللذان‭ ‬أكدا‭ ‬تضامن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فهناك‭ ‬منظومة‭ ‬بحرينية‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات،‭ ‬أبرزت‭ ‬التضامن‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬وليست‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تعلن‭ ‬فيها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬موقفها‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭.. ‬ولكنه‭ ‬موقف‭ ‬تاريخي،‭ ‬مستمر‭ ‬ومتواصل،‭ ‬للأولوية‭ ‬الكبرى‭ ‬لدى‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬العربية‭ ‬الأولى،‭ ‬وهي‭ ‬فلسطين‭.‬

مساء‭ ‬أمس‭ ‬تشرفت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬البحريني،‭ ‬مع‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وعندما‭ ‬سألني‭ ‬المذيع‭: ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬زيارات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مؤخرا‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬إيطاليا‭ ‬والفاتيكان،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تغفل‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؟‭ ‬أجبت‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬قائد‭ ‬إنساني‭ ‬حكيم،‭ ‬يحمل‭ ‬تطلعات‭ ‬بلاده‭ ‬وهموم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬معا،‭ ‬وإن‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬جاء‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬أجندة‭ ‬اللقاءات‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬الإشارة‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬بحفظ‭ ‬الله‭ ‬ورعايته‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حمل‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬زياراته‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬إيطاليا‭ ‬والفاتيكان،‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬وفد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الآسيوية،‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الرياض،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬ثم‭ ‬أعقبها‭ ‬مباشرة‭ ‬مشاركة‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة،‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬اليوم‭ ‬السبت،‭ ‬لبحث‭ ‬التطورات‭ ‬ومستقبل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعملية‭ ‬السلام‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬تجلت‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬د‭. ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬والإسلامية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬تحركات‭ ‬سفراء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ومشاركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬تكاملت‭ ‬مع‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وحينما‭ ‬سألني‭ ‬المذيع‭: ‬كيف‭ ‬تصف‭ ‬الهبّة‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬تجاه‭ ‬نصرة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني؟‭ ‬أجبت‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المشرف‭ ‬الداعم‭ ‬لفلسطين‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬وهو‭ ‬مسكون‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬وفكر‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬وأن‭ ‬اهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭.. ‬لا‭ ‬حياد‭ ‬عنه،‭ ‬ولا‭ ‬مزايدة‭ ‬فيه‭.. ‬وقد‭ ‬تعددت‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوقفات‭ ‬التضامنية،‭ ‬القانونية‭ ‬والحضارية،‭ ‬بجانب‭ ‬مواقف‭ ‬وبيانات‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬وغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وجهود‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومبادرة‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬دعاء‭ ‬القنوت‭ ‬في‭ ‬الصلوات‭ ‬الخمس‭ ‬وفي‭ ‬خطب‭ ‬الجمعة،‭ ‬وفي‭ ‬المساهمة‭ ‬والتبرع‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات،‭ ‬والشباب‭ ‬والصغار،‭ ‬وفي‭ ‬مبادرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬أرباحها‭ ‬لدعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬غزة‭.. ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التضامن‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الأخلاق‭ ‬النبيلة‭ ‬والأصيلة‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭.‬

تبقى‭ ‬نقطة‭ ‬أخيرة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إليها،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخيرية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬التنموية‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدات‭ ‬والتبرعات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬تعليمية‭ ‬وصحية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬لأنها‭ ‬تدرك‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬التنمية،‭ ‬وليس‭ ‬تقديم‭ ‬المال‭ ‬فقط‭.. ‬وهنا‭ ‬وجب‭ ‬الشكر‭ ‬والإشادة‭ ‬بجهود‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬بكل‭ ‬تميز‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬التوجيهات‭ ‬والرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

بالأمس‭ ‬واليوم‭ ‬وغدا‭.. ‬ودائما‭ ‬وأبدا‭.. ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬والجميع‭ ‬يصدح‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬من‭ ‬البحرين‭.. ‬هنا‭ ‬غزة‭.. ‬هنا‭ ‬فلسطين‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا