الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أبوظبي.. عاصمة التراث والمستقبل
حينما سألت الأخ «عمر السعيدي» رئيس قسم العلاقات الإعلامية في مهرجان أبوظبي للشعر، عن سبب التميز والنجاح في الإعداد والتنظيم للمهرجان، أجاب قائلا: إن السبب يكمن في دعم القيادة الإماراتية للتراث والشباب معا، فمعظم من يدير وينظم ويتابع كل شؤون المهرجان هم الشباب الإماراتي.. كما أن سياسة إدارة المهرجان هي إفساح المجال لتصريحات المشاركين والضيوف، دون التركيز على المسؤولين، لأن المشاركين هم من سينقل الانطباع الإيجابي إلى الخارج.. عن المهرجان، وعن أبوظبي، وعن الإمارات عموما، وهذا هو الأهم.. وتلك مبادرة ذكية أتصور أن الدول الخليجية بحاجة لتنفيذها والاحتذاء بها في الفعاليات والمؤتمرات والمهرجانات.
في زيارتي مؤخرا لدولة الإمارات الشقيقة حضرت مهرجان أبوظبي للشعر، الذي يعتبر أحد المحطات المهمة لتصفيات البرنامج الشهير «شاعر المليون»، وقد افتتح المهرجان سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وكان لحضوره حافز كبير للشعراء والحضور، وداعم للفكر والثقافة والتراث.
والجميل في المهرجان أنه تمكن من استضافة أكثر من (1000 شخصية)، في وقت واحد، وتنوعت برامج المهرجان بين القصائد الشعرية، والندوات الفكرية، وحلقة نقاشية بعنوان «أبعاد التجربة الشعرية في قصائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، وعروض للفن الشعبي الإماراتي، ومنصات التراث الوطني، بجانب مركز خاص للأطفال، وأجنحة لجمعيات الشعر الخليجية، وقد سعدت كثيرا بوجود جناح جمعية الشعر الشعبي البحرينية هناك.
ومن الجميل في المهرجان كذلك أن اللجنة المنظمة قامت بإصدار ديوان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي يضم أعماله الشعرية، ومساجلاته مع الشعراء، بجانب سيرته الذاتية.. والأجمل كذلك أن لجنة المهرجان أعلنت إصدار نسخة من الديوان للمكفوفين «لغة برايل»، انطلاقا من التزامها بدعم جهود تمكين أصحاب الهمم من المكفوفين وضعاف البصر الشعراء ومتذوقي الشعر.
وقد لاحظت أن مركز أبوظبي الوطني للمعارض الذي احتضن المهرجان قد تم تصميمه بشكل عصري وهوية إماراتية، ونال المركز جائزة أفضل مركز للمعارض والمؤتمرات في العالم 2023.. والمميز في المركز أنه يستوعب إقامة العديد من الفعاليات في وقت واحد، كما هو الحاصل حاليا خلال شهر أكتوبر، حيث يستضيف المركز أكثر من 7 فعاليات عالمية المستوى، وهي: معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول، ومنتدى الاستثمار العالمي، ومؤتمر المجلس الدولي للأرشيف، ومهرجان أبوظبي للشعر، والعديد من الفعاليات.
في عام 2021 جاءت العاصمة الإماراتية «أبوظبي» في المركز الأول كأذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا للمؤشر السنوي للمدن الذكية، الذي يُصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا بالتعاون مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم.. كما تعد «أبوظبي» اليوم مدينة للتراث العالمي، ووجهة ثقافية فكرية، تمتزج فيها السياسة والعلوم، والاقتصاد والاستثمار، مع الهوية الوطنية الإماراتية.
دروس وتجارب الإمارات عموما، وأبوظبي خصوصا، في ظل قيادة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. تؤكد أن النجاح والتميز يرتكز على الاعتزاز بالثقافة والتراث، بقدر اهتمامه بالسياسة والاقتصاد، مع التسامح العالمي، والمستقبل كذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك